"جاتك إعانة حافز".. عبارة استفهام لم تخلُ منها مجالس العاطلين وكذلك العاطلات؛ لتنتقل عدواها إلى محادثات "الأجهزة الذكية"، ليس حرصاً على مصلحة الشخص العاطل، بقدر ما تحول مفهوم تلك الإعانة إلى "المباهاة" لدى البعض، وكأن صاحبها أتى بالغنيمة التي لم يسبقه عليها أحد!. وما أن أودع "برنامج حافز" الإعانات المالية في حساب المستفيدين، حتى ظهر تباين في آراء ومفهوم تلك الإعانة، مما عكس صورة أخرى توضح أن البحث عن العمل خارج نطاق الخدمة مؤقتاً!، وسط غياب تام للمفهوم الحقيقي لها، والسؤال هنا: هل لا زلنا بحاجة لأن ندرك أنها ليست سوى مرحلة يجب أن نتخطاها نحو الانخراط في سوق العمل؟، أم "نُغمض" الجفن مكتفين بهذا المبلغ، لنصطدم يوماً بواقع قد لا يسعفنا الزمن في تجاوزه؟. وأبرزت مكافأة "حافز" العديد من المشاكل داخل الأُسر، فهذه زوجة غضبت من شريك حياتها بسبب عدم سماحه لها بالتقديم، وشاب قدم استقالته من عمله في القطاع الخاص، بسبب حصوله على مبلغ (2000) ريال!. "الرياض" تطرح الموضوع، وتسرد بعض القصص، فكان هذا التحقيق. خلاف حاد بداية، قال الشاب "عبدالله حسن": إنه وصل إلى خلاف حاد بينه وبين زوجته، حيث لم تعفه من شطب سجل تجاري باسمها سبق وأن استخرجه لنشاط "أعمال موبيليا"، حين تعذر قبولها في برنامج حافز بسببه، مضيفاً أنها لم تتفهم أن هذه الإعانة ليست سوى وقت محدد، وهي وسيلة للبحث عن العمل وليست بشكل دائم، مشيراً إلى أن مطالبتها بإلغاء السجل لم تتوقف، رغم الوعود التي قدمها لها، بتعويضها شهرياً بمبلغ يوازي الإعانة، إلاّ أنها لازالت رافضة!. وعبّر الشاب "فهد ناصر" عن معاناته، بعد أن أعلنت زوجته "حرباً" عليه؛ بسبب عدم تسجيلها في حافز، مضيفاً أن المفهوم لديه هو أن هذه الإعانة للباحثين عن العمل فقط، مبيناً أن الوضع المادي لديه جيد ولله الحمد، وهو ما يجعله يرفض تسجيلها، مشيراً إلى أنه وجد منها سيلاً من العبارات والغضب، مؤكداً على أن الأمرالذي جعل زوجته في هذه الحالة، أن البعض من صديقاتها تم قبولهن للإعانة، وبالطبع أصبح تفكيرها "ليه استلموا وأنا لا"!. ترك الوظيفة وأوضح "أبومحمد" - والد لأحد المستفيدين - أن ابنه الذي يحمل شهادة المرحلة الثانوية، لم يعد يبحث عن العمل منذ صدور برنامج حافز، مضيفاً أنه تسلم إعانة شهرين، ولم يعد كالسابق، مكتفياً بالجلوس أثناء النهار في المنزل، والسهرآخر الليل!. وذكر الشاب "إبراهيم سالم" أن شقيقه الأصغر تسبب في خلاف أسري كبير، وخصوصاً بعد استقالته من وظيفته، مضيفاً أنه منذ إعلان قرار تلك الإعانة، تفاجأنا بتنازله عن العمل في القطاع الخاص، والتي كان يتقاضى منه (2500) ريال، لافتاً إلى أنه على الرغم من المحاولات العديدة التي بذلناها للعدول عن رأيه، إلاّ أنه قرر أن يبقى بدون وظيفة، مكتفياً بتلك الإعانة، مؤكداً على أنه لم يدرك مفهومها، لذا تركنا له الخيار، والزمن كفيل بتوضيح خطئه الذي وقع فيه. سحب المبلغ وقالت "بدور علي": ما ان تسلمت تلك الإعانة منذ شهرين، حتى أعطيت شقيقي بطاقة الصراف الآلي لأحصل على المبلغ، إلاّ أنني تفاجأت بقوله إن الحساب لا يوجد فيه مبلغ، مضيفةً أنه بعد مراجعتها للمصرف، تبين أن المبلغ مسحوب من البطاقة ذاتها، وتبين لها أن شقيقها هو من أخذ المبلغ، مشيرةً إلى أنه بعد مناقشته اعترف بفعلته، ووعدها بإعادة المبلغ، إلاّ أنها لم تحصل على شيء حتى الآن. وأوضحت "مريم سعد" أنها عانت كثيراً مع زوجها، بسبب عدم التحاقها بالتسجيل في حافز منذ الأشهر الأولى، مضيفةً أن زوجها لم يبادر في فتح حساب بنكي لها، مبينةً أنه لم يهتم بهذا الموضوع إلاّ بعد تدخل أسرتها، عندما علموا أنه لم يقف بجانبها، لافتةً إلى أنها تنتظر حالياً موافقة "حافز"، بعد أن أكملت بيانات التسجيل التي تتطلب الحساب البنكي. مكافأة مؤقتة وأكد "زايد البناوي" -أخصائي اجتماعي- على أنه بالفعل هناك عدد من الخلافات الأسرية التي لا ينكرها البعض، وقعت أثناء فترة هذه الإعانة، مضيفاً أن البعض مدرك أنها تُعد مؤقتة، ومفهومها الحقيقي هو دعم الباحثين عن العمل؛ لتعزيز فرصتهم في الحصول على الوظيفة التي تضمن لهم حياة كريمة، وليساهموا من خلالها في بناء مسيرة هذا الوطن، مشدداً على أهمية استثمار هذه الإعانة في الحصول على وظيفة دائمة ومناسبة، وليس اعتبارها مصدر دخل، ليتفاجأ الشخص عقبها أنه ترك فرصاً عديدة ذهبت منه، قد تؤمن له دخلاً أفضل بكثير من ذلك المبلغ للإعانة. مبلغ الإعانة جعل الكثير يتكاسل ولا يبحث عن عمل