أعلنت شخصيات من قبائل المنطقة الشرقية لليبيا امس منطقة برقة التي تمتد من مدينة بني جواد وحتى أمساعد نقطة الحدود الليبية المصرية إقليما فيدراليا، وعن تشكيل مجلس تأسيسي له. وتحت شعار ليبيا دولة موحدة أعلن بمدينة بنغازي التي انطلقت منها شرارة ثورة 17 فبراير التي أسقطت النظام السابق امس الثلاثاء عن تشكيل المجلس التأسيسي لإقليم برقة برئاسة أحمد الزبير العضو المؤسس للمجلس الانتقالي. وأصدر المشاركون في مؤتمر التأسيس ميثاق برقة للعيش المشترك لسكان هذا الإقليم الذين يطالبون بالعودة إلى الدستور الملكي الذي يعتمد على تقسم البلاد إلى ثلاث أقاليم هي: برقة وفزن وطرابلس. ولم يكترث منظمو هذا التجمع بالتظاهرات الكبيرة التي نظمت في العديد من المدن الليبية طوال يوم أمس الاول بما فيها مدينة بنغازي والتي رفضت بشدة تقسيم ليبيا إلى أقاليم معتبرين ذلك خطرا على وحدة البلاد وخاصة في الظروف غير الأمنية التي تعيشها.ويدافع أنصار الفيدرالية شرق ليبيا عن رؤيتهم وتمسكهم بهذا النظام السياسي باعتباره النظام العلمي السليم لإدارة الحكم في ليبيا وفقا لما أكدته أستاذة القانون الدولي عزة الحوثي في كلمة ألقتها خلال الإعلان عن ظهور هذا الإقليم. وقالت أن الجميع يعرفون ذلك ولكنهم يتجاهلونه من أجل مركزية بغيضة ترهق أعباء الدولة. وحاول أنصار هذا التوجه السياسي بث رسائل إلى جميع الليبيين تطمئنهم بأن الإعلان عن تشكيل هذا الإقليم لا يعني تقسيم ليبيا كما يدعي معارضو هذا التوجه. وقال أحد أعيان المنطقة بوبكر بعيرة إن الفيدرالية التي ينادي بها سكان هذا الإقليم لا تعني انقساما في الدولة مستشهدا في هذا الخصوص بالأنظمة المشابهة في أميركا وألمانيا وسويسرا واستراليا. يشار إلى أن ليبيا بعد استقلالها عام 1951 حكمت عن طريق النظام الفيدرالي لنحو عشر سنوات تحت اسم المملكة الليبية المتحدة غير أن الملك إدريس السنوسي ألغى هذا النظام ووحد الدولة في كيان واحد تحت عرشه وغير اسمها إلى المملكة الليبية حتى الانقلاب العسكري الذي قادته مجموعة من الضباط برئاسة معمر القذافي عام 1969.