بعد أن هدأت عاصفة الانتقادات التي وجهت سهامها في كل صوب عقب خروج منتخبنا المذل من تصفيات كأس العالم بطريقة مخجلة، ومؤلمة في ذات الوقت، بعد أن هدأت هذه العاصفة وجب الإشارة إلى أن الأحاديث التي صدرت من المسئولين الرياضيين عقب فشل المنتخب في بلوغ كأس العالم 2010 والتي جاءت لتؤكد في ذلك الوقت على أهمية التخطيط الجيد، والمنظم لبناء منتخب قوي لا يعنيه الترشح لكأس العالم في البرازيل فحسب بل يذهب إلى أبعد من ذلك من خلال التقدم للأدوار الثانية من البطولة الأكبر على مستوى العالم. ويبدو أن تصرم الأيام، ومرور الوقت قد أنساهم الإخفاق المر فكانت تلك الأيام كفيلة بمسح مثل هذه الرؤى، والتطلعات التي تنامت في قلوب، وعقول عشاق الأخضر، والرياضة السعودية الذين كان همهم أن يعود المنتخب لسابق عهده بطلاً يحصد الألقاب في مختلف المشاركات التي يتواجد بها تسبقه سمعة كبيرة، وسيرة عطرة حافلة بالمنجزات. أوضاع المنتخب السعودي لم تتغير، ولم تتطور نحو الأفضل طوال هذه السنوات بل بات البعض يرى تراجعاً ملحوظاً يقاس على التقدم الباهر الذي باتت عليه الكرة في شرق آسيا بل حتى في البلدان العربية الآسيوية الأخرى التي قدمت مستويات ملفتة، وحققت نتائج متميزة، وحجزت مقاعد أولية في التصفيات النهائية للقارة كالمنتخب العراقي، والأردني، واللبناني حيث أضحوا خلال فترة من الزمن يلعبون كرة قدم ممتعة منظمة تقوم على أسس متينة راسخة مبنية على منهجية في العمل أوصلها لما صارت إليه، ولم يكن ذلك ليحدث لولا توفيق الله أولاً ثم السعي الجاد للتفوق من خلال اختيار الكفاءات الإدارية المحنكة إدارياً الماهرة فكرياً الخبيرة عملياً الساعية لتجاوز الصعاب، والعقبات في فترة وجيزة وكان لهم ذلك بفضل تلك الهمم العالية، والطموحات التي لم، ولن تتوقف عند حد. لن ينصلح حال كرتنا المستديرة إلا من خلال المكاشفة الواضحة التي تسلطها عقول خبيرة متمرسة حريصة كل الحرص على رياضة الوطن تضعها نصب أعينها بعيداً عن كل الاعتبارات التي اغتالت طموحاتنا، وقتلت آمالنا في مهدها وعندها ستتم معالجة المشكلات المستعصية وحتى الصغيرة في نظر البعض حتى نتمكن من العودة بخطى ثابتة، وواثقة نحو مدارج التفوق الذي افتقدناه منذ زمن وبتنا نبحث عنه عبر طرق طويلة، ومتعرجة في الوقت الذي سار الغير نحو أعلى السلم بسرعة البرق وفق خطط علمية مدروسة. لا يبدو لدينا متسع من الوقت ليرمي كلاً منا الخطأ على الآخر حتى يتنصل من المسئولية، وحتى لا يتحمل الملامة فالكل منا مسئول حسب عمله، ووفقاً لصلاحياته التي خولت له أن يقول، وأن يفعل ما يراه حتى أضحينا في هذا الوضع المحزن، وما تبقى من الزمن نحتاجه في التخطيط السليم، والتنظيم العلمي الدقيق بسواعد واحدة همها خدمة الوطن، والنهوض بكرته، ورياضته من جديد بعد مواسم طويلة كانت مليئة بالغبار، والأتربة، وأظن الوقت قد حان لنفض هذا الغبار المتكدس، والتراب المتراكم.