أعلنت ايران ان نسبة الاقبال على التصويت بلغت 65 في المئة في الانتخابات البرلمانية التي قاطعها معظم الاصلاحيين ووصفوها بأنها مزورة. وكان الزعماء الايرانيون يسعون إلى تحقيق اعلى قدر ممكن من المشاركة في الانتخابات التي جرت الجمعة لتخفيف حدة أزمة الشرعية التي تسببت فيها اعادة انتخاب احمدي نجاد عام 2009 عندما سرت الاتهامات بتزوير الانتخابات وهو ما أدى إلى اضطرابات كانت الاسوأ في عمر الجمهورية الاسلامية الذي يبلغ 33 عاما. وانقلب الزعيم الديني الاعلى آية الله علي خامنئي الذي أقر نتائج انتخابات عام 2009 منذ ذلك الحين على أحمدي نجاد. وأشارت بعض النتائج المبكرة للانتخابات ان مؤيدي الرئيس خسروا أرضية في البرلمان المكون من 290 عضوا. وقالت وكالة انباء مهر شبه الرسمية إن شقيقته بروين أحمدي نجاد فشلت في الفوز بمقعد في مسقط رأسه جرمسار. وفي اماكن اخرى بدا ان انصار أحمدي نجاد يحققون نتائج طيبة. ولا يتوقع اعلان النتائج النهائية اليوم الاحد لانه يتعين الفرز اليدوي لاصوات ملايين الناخبين الذين ادلوا بأصواتهم. ولم يعلن عن الموعد النهائي لإعلان النتائج. وكان خامنئي (72 عاما) قد دعا الناخبين الى الاقبال على التصويت بأعداد غفيرة لتحدي "القوى المتعجرفة التي تستأسد علينا". وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج إن الانتخابات البرلمانية التي جرت في إيران الجمعة لم تكن حرة ولا نزيهة ولم تعكس إرادة الشعب. وقال "النظام أجرى الانتخابات باعتبارها اختبارا للولاء أكثر منها فرصة للشعب ليختار ممثليه بحرية". ولا يوجد مراقبون مستقلون لهذه الانتخابات للتحقق من نسبة الاقبال التي سيعلنها المسؤولون. ومنع مجلس صيانة الدستور غير المنتخب الذي يفحص اوراق المرشحين 35 عضوا بالبرلمان من السعي لاعادة انتخابهم مرة اخرى بالاضافة الى نحو 2000 شخص كانوا سيرشحون انفسهم. واجريت هذه الانتخابات دون الزعيمين المعارضين الرئيسيين. ويخضع مير حسين موسوي ومهدي كروبي اللذان خاضا الانتخابات الرئاسية عام 2009 ضد احمدي نجاد للاقامة الجبرية منذ اكثر من عام. ومن غير المرجح أن يكون للانتخابات أثر كبير على السياسة الخارجية الإيرانية او سياساتها النووية التي يملك فيها خامنئي القول الفصل ولكنها قد تعزز من قبضة الزعيم الاعلى قبل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل. ومن المقرر ان يمثل الرئيس الايراني امام البرلمان المنتهية ولايته هذا الاسبوع حيث يقدم اجابات بشأن سياساته الاقتصادية وغيرها من الموضوعات - وهي سابقة مهينة لرئيس يقضي فترته الرئاسية الثانية لكنها مناسبة من الممكن ان يستغلها احمدي نجاد في الرد على خصومه. وربما يحاول أحمدي نجاد المقاتل قلب المنضدة على منتقديه الذين يقول بعضهم انه تسبب في ارتفاع معدل التضخم بالنسبة للايرانيين من خلال خفض دعم أسعار الاغذية والوقود وابدالها بإعانات نقدية تبلغ 38 دولارا في الشهر للفرد.