في سياق الحملة المنظمة التي تقودها المؤسسة الصهيونية لتأكيد يهودية دولة الاحتلال وتجريد عرب الداخل الفلسطيني المحتل من مكانتهم القانونية التي يقر بها نظريا القانون الإسرائيلي، تقدم حزب الاتحاد القومي عبر احد نوابه في الكنيست باقتراح لإلغاء التعامل مع اللغة العربية كلغة رسمية الى جانب اللغة العبرية. الاقتراح تقدم به النائب العنصري ارييه الددا عن الحزب القومي الذي يعتبر من الأحزاب المتطرفة على الخريطة السياسية الإسرائيلية حيث يجمع بين الاتجاه الديني اليهودي وبين العصبية الصهيونية وقد جاء هذا الاقتراح بمناسبة «يوم اللغة العبرية» في الكنيست وتحت عنوان تأكيد يهودية الدولة مع مراعاة اوضاع واحتياجات العرب من «مواطني الدولة» وفق توصيف الددا الذي طالب ايضا بفرض تعليم اللغة العبرية على المدارس العربية كلغة اساسية وتغيير الكتابة على اللافتات والملصقات العامة في دولة الاحتلال وحصرها على اللغة العبرية مع امكانية اضافة اللغة العربية في القرى والمناطق التي تعيش فيها غالبية لا تتحدث اللغة العبرية او اقليات غير يهودية وفق التعبير المستعمل في الأدبيات الصهيونية لتفادي ثورة عرب الداخل المحتل صراحة ومحاولة انكار استهدافهم بهذه السياسات. الاقتراح الجديد يأتي بعد تصاعد اللهجة العنصرية المعادية لعرب الداخل وتحولها الى سياسات عامة من ضمن حملة تشريع في الكنيست لسن قوانين واتخاذ اجراءات تمحي اثار بعض الخيارات القليلة التي اعتمدتها سلطات الاحتلال في فترات سيطرة الأحزاب اليسارية على الحكم التي شهدت هيمنة للثقافة الصهيونية من اصول غربية يسارية (اشكنازية) على مؤسسات الدولة وجهاز الحكم والتشريع والتي اعطت عرب الداخل المحتل ملامح مكانة قانونية كمواطنين في الدولة ولو من الناحية النظرية في سياق الدعاية والترويج لما يسمى «بديمقراطية» دولة الاحتلال.