مع دخول دوري الدرجة الأولى لكرة القدم مراحل الحسم تأخذ جولاته منعطفا هاما وتغييرا في المراكز وتزداد معها الإثارة والمتعة، تلك الإثارة الغائب صداها عن الساحة الرياضية والمتعة التي لم يتذوقها الجمهور وتجاهلها الإعلام ولم تأخذ حقها على أكثر من صعيد رغم ما في هذه المسابقة من مواهب ونجوم وحماس وتنافس قد يمتد إلى آخر جولة في عمر الدوري من أجل معرفة هوية الفريقين الصاعدين لمصاف أندية الممتاز أو تحديد مصير ثلاث فرق ستهبط إلى دوري الثانية. فكم من فريق من أندية الدوري الممتاز بعد هبوطه نجده يغرق في هذا الدوري القوي ويواجه المتاعب ولا يستطيع المقاومة والعودة من جديد. حقا إنه دوري المظاليم، فالمتابع لهذا الدوري سيجد فيه طعما خاصا وحلاوة التنافس وصعوبة المهمة والعمل الجاد من إدارات الأندية وأجهزتها الفنية وحماس اللاعبين، وسيلاحظ مدى تقارب المستوى وتساوي الفرص والحظوظ والتقارب النقطي في جدول الترتيب وتحرك الكراسي فيه مما يعني إثارة مستمرة وسيشاهد مواهب فنية واعدة وقدرات جيده ينتظرها مستقبل مشرق. رغم قلة الإمكانيات وضعف الموارد وابتعاد الإعلام، إلا أنه هناك جهودا قائمة على محبي تلك الأندية وآمالا عريضة وطموحات مستحقة جعلت لهذه المسابقة نكهة خاصة لا يتذوقها إلا من يتابع جولاتها ويعيش إثارتها ويعرف مدى التنافس الشريف بين أنديتها. إن ما تحتاج له أندية الدرجة الأولى هو زيادة الاهتمام بالمسابقة بشكل عام وبفرقها بشكل خاص، والدعم المادي والمعنوي المستمر لها، وإيجاد مساحة جيدة له من قبل الإعلام وتحفيز القطاع الخاص على المشاركة فيه، وتخصيص مقرات نموذجية وملاعب ورصد جوائز مناسبة وتقديم حوافز تساهم في رفع درجة الحماس فالمتابع لهذا الدوري يلاحظ عدم وجود شعار مميز خاص له وليس له حفل خاص بمراسم القرعة وليس فيه محترفون أجانب فمثلا محترف واحد من الدول العربية أو الآسيوية على أقل تقدير وليس له مراسم تتويج تليق به ، فمستوى المسابقة يشجع ويبشر بالخير والنتائج تدل على ذلك والمردود بالتأكيد سيكون إيجابيا ومخرجات البطولة ستنعكس على الرياضة بشكل عام. فدوري الدرجة الأولى رافد حقيقي للرياضة ووجوده يعد مصدرا لها حيث يتواجد العديد من القدرات الإدارية والمواهب الرياضية التي لا نريد لها أن تعيش في الظلام.