أضاع فريقا الأنصار والرياض فرصة الانفراد بالمركز الثاني في دوري الدرجة الأولى السعودي الذي لم يتبق منه سوى جولة واحدة تختتم يوم الأربعاء المقبل، والجولة المرتقبة هي جولة الإثارة بما تعنيه الكلمة من معنى، وسيكون الموعد المثير بين ثلاثي المقدمة الأنصار والرياض وأبها، للمنافسة على البطاقة المؤهلة لدوري «زين» السعودي للمحترفين الموسم المقبل إلى جوار هجر عقب نتائج الجولة ال 29 من المسابقة، فالأنصار يحتاج إلى الفوز على أبها في المدينة مع تعثر الرياض بالتعادل أو الخسارة من الشعلة للتأهل، والمعادلة نفسها تنطبق على الرياض الذي يحتاج هو الآخر إلى الفوز على الشعلة، وتعثر الأنصار بالتعادل أو الخسارة أمام أبها، الذي يحتاج إلى الفوز على الأنصار، مع تعثر الرياض بالتعادل أو الخسارة من الشعلة للتأهل لدوري «زين» للمحترفين الموسم المقبل. في المقابل، فإن فوز الأنصار والرياض أو تعادلهما في المباراتين بالجولة المقبلة يعني تمديد المنافسة بين الفريقين إلى مباراتين فاصلتين، وفي قاع الترتيب تتنافس فرق الشعلة والجيل والعدالة على الهروب من مرافقة فريق الربيع والنجمة لدوري الدرجة الثانية؛ إذ يكفي فريق الجيل والعدالة الفوز بمباراتيهما المقبلة أمام هجر والنجمة للبقاء، فيما يلزم الشعلة الفوز على الرياض مع تعثر فريق الجيل والعدالة بالخسارة أو التعادل. كل هذه المقدمة دليل على الإثارة التي ستشهدها الجولة الأخيرة، لكن مع مضي هذه المدة الطويلة من المنافسات التي استمرت طويلاً، ما هي حال دوري الدرجة الأولى؟ وهل الإثارة التي ستبلغ مداها كان يواكبها مستوى فني جيد؟ والحقيقة أن دوري الدرجة الأولى ومن خلال متابعة غير منتظمة بسبب (بخل) الناقل الحصري، وعدم اهتمام بقية الفضائيات، يعطي مدلولات لا ترقى الى ما نطمح اليه، فدوري الدرجة الأولى ما زال دون الطموحات ويعيبه الشيء الكثير لكي يكون رافداً للمستوى العام للمنافسات السعودية، وللإنصاف فهناك مباريات مثيرة لكنها فقيرة فنياً لضعف مستوى اللاعبين فهم مجرد لاعبين يزاولون كرة القدم من دون ان تجد فيهم المواهب الواعدة إلا ما ندر. ولكي تكون الكفة متعادلة وذات مدلول حقيقي لأسس التطوير، فإن هذا الدوري بحاجة الى إعادة نظر من جديد من مسؤولي اتحاد الكرة، ولا نعرف حقيقة ما هو المسوغ الحقيقي بأن تحرم هذه الأندية من اللاعبين الأجانب، فكيف يسمح لأندية دوري زين بتسجيل أربعة لاعبين، بينما تحرم أندية الدرجة الأولى من هذه الميزة، والمشكلة ان هذه الأندية اصبحت عبارة عن حفظ أرشيف أندية الممتاز، فمن يفقد فرصة تمثيل الفريق في الممتاز، إما يعار لأحد اندية الدرجة الأولى، أو يعطى مخالصة نهائية تمكّنه من اللعب في الدرجة الأولى، وهذا مؤشر خطر على المستوى العام للكرة السعودية، بل ان بعض المباريات في الدرجة الثانية ترتفع فنياً بما تابعناه في دوري الدرجة الأولى، ومن الطبيعي جداً ان يكون هذا مؤثراً على المستوى العام للكرة السعودية في المستقبل القريب، واذا لم يتم وضع خطط للنهوض بالمستوى العام لهذه الدرجة من المنافسات السعودية، فإن مسألة العلاج ستتأخر كثيراً، والكرة السعودية في الوقت الراهن بحاجة الى ان تكون كل الدرجات في المنافسات المحلية ترتقي بمستوياتها، فإذا ارتفع المستوى الفني في الدرجة الأولى، فان مؤشر المستوى في اندية الممتاز سيرتفع هو الآخر. كل الدوريات في العالم تسمح باللاعبين الأجانب في الدرجات الدنيا إلا هنا من دون وجود مبرر مقنع يمكن أن نقف في صفه بل وندعمه إعلامياً، فإذا لم تتمكن أندية الدرجة الأولى من الاستعانة باللاعب الأجنبي لسد النقص، فستعود موجة الصاعد هابط والهابط صاعد كما كنا في سالف الأيام الماضية مما يستقر معه الوضع في دوري زين ولم تعد مسألة الهبوط مخيفة مما تستقر الحال كما هي عليه. [email protected]