عندما يعود الكبار تحضر معهم المتعة والإثارة والقوة والمتابعة ويكون للمنافسة الرياضية الشريفة نكهة خاصة وطعم مختلف ولون مميز وقيمة إضافية، وعندما يبدعون في تجاوز العقبات فإنهم يجبرون الجميع على احترامهم والتصفيق لهم، ولاشك أن نادي الأنصار بإدارته وأعضاء شرفه ونجومه وجماهيره وتاريخه ومكانته أحد الأندية التي كانت ولا تزال لها بصمة واضحة في رفع مستوى الرياضة في منطقة المدينةالمنورة لاسيما وهو الذي أنجب نخبة من نجوم الكرة السعودية وقدم العديد من المستويات والنتائج القوية في المواسم الماضية. وعندما يشارك في دوري الأضواء لا يمكن لأي متابع للشأن الرياضي أن يغفل المكانة المهمة لهذا النادي العريق، وهي مكانة لم تأت من فراغ، ولكنها جاءت بكفاح رجاله، وإخلاصهم، حتى أصبح من الأندية المشهورة في إرجاء الوطن، وهو الذي سبق أن صعد للأضواء سبع مرات بداية من 1406 ولغاية الصعود الأخير، ولولا ضعف الدخل والتفريط بنجومه منذ سنوات طويلة لكان له شان بين الكبار. وعلى هذا الأساس فإنه لا غرابة عندما أعلن "الأربعاء الماضي" انضمامه لأندية دوري"زين" السعودي للمحترفين الموسم المقبل بكل جدارة بعد عطاء وكفاح وترقب لأنصاره، طوال 30 مباراة خاضها "فارس المدينة" كما يحلو لمحبيه تسميته في دوري الأولى وكان من خلاله هو الأبرز والطرف الرئيس في الإبداع والإثارة مع الطرف الآخر نادي هجر وهذا ما جعله يقلب الموازين لمصلحته ورغم ثقة كثير من العارفين بأسرار هذا الفريق المميز بتأهله لدوري الأضواء. إلا أنه فضل أن يكون الإعلان في الجولة الأخيرة أمام أبها حتى تعيش جماهيره الغفيرة أجمل اللحظات وأسعدها والاحتفاء معه بطريقته الخاصة، التي يفضلها دائماً ويرى فيها تميزاً عن المنافسين الذين أنهكم بمواجهته لهم وأغاظهم بتفوقه عليهم وانتزاع الفوز من أمامهم بكل جدارة واستحقاق. الأنصار بشموخه وحضوره وحضرته ليس التعاطف معه حكراً على جماهيره التي تعلقت به وتعلق بها وأصبح يمنحها تحية الانتصار في كل وقت تشعر من خلاله بحاجتها إلى للفوز، إنما التعاطف معه والإعجاب به حق مشاع لكل من يقدر الأندية العريقة التي تثري المنافسة وترفع من مستوى الرياضة أداءً وخلقاً وادراكاً لمعاني ذلك، ولولا حضور الأنصار مع بقية أقرانه ومكانته عندما يلعب بين الكبار وفكر رجاله وفهمهم لما يجب أن يكون عليه التنافس لما أصبحت رياضة منطقة المدينةالمنورة مطمعاً منذ سنوات طويلة للأندية الكبيرة والجماهيرية لخطف العديد من مواهبه الفذة بسبب شح "المادة"؛ إذ سبق أن قدم هذا النادي كثيرا من النجوم للكرة السعودية آخرهم الفريدي ومعاذ؛ اذ يعتبر من أكثر الأندية أنجاب للمواهب الكروية، وبالتالي فإن صعوده ليس بالأمر الغريب بل هو أنصاف له ومثلما أنصاره سعدوا بإنجاز الصعود السابع في تاريخه فإن دوري الكبار هو الآخر سعيد باستقبال ناد مميز بإدارته وجماهيرية ونجومه كالأنصار الذي يضم أسماء لديها القدرة على إشعال المنافسة وسحب الجماهير إلى المدرجات لكي تتابع عن كثب. وبالتالي فأنه بعد هذا الانجاز المستحق لنادي الأنصار الذي جاء بعد غياب أربعة مواسم شهدت ابتعاد قطبي المدينة عن التواجد بين الكبار ستكون المدرجات وقيمة الاهتمام والصخب الإعلامي ودرجة المتابعة بالمدينةالمنورة.. بكل تأكيد ستكون مختلفة عن السابق ويضاف إلى ذلك حرص كثير من الشركات في المنطقة وخارجها على توقيع العقود الاستثمارية مع ممثل أندية المنطقة بين الكبار وفي ذلك فائدة كبيرة للرياضة والأندية والمستثمر معاً، وكان لرئيس النادي محمد نيازي دور فعال وواضح في تحقيق هذا الانجاز. فنبارك لأنصاره الكثر هذا الانجاز ولإدارته الرائعة التي وقفت بكل شجاعة لمختلف الظروف رغم الانتقادات الحادة التي تعرضت من "الحاقدين" تارة ومن بعض أنصاره نتيجة العاطفة والحماس عندما يخفق الفريق تارة أخرى، وللأمانة فإن أي رئيس ناد يواجه ما واجهه رئيس الأنصار محمد نيازي من ظروف مختلفة لن يصمد ما لم يكن متسلحاً بالثقة في نفسه وبرجالات ناديه ولهذا جاء الانتصار بحجم التحديات الكبيرة.