سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كردي ل«الرياض»: شركات تسويق فلاتر المياه في المنازل وهمية وتبتز أموال المواطنين بالكذب حذر من التعامل معها أو الاقتناع بحيلها وتجاربها المكشوفة لتغيير لون الماء
مياه ملوثة وغير صالحة للشرب وتحويل الكثير من الرواسب والبكتيريا المسببة للكثير من الأمراض الوبائية، هذه المياه هي مياه الشبكة العامة التي تصل إلى جميع المواطنين والتي تستخدم في كافة الاستخدامات (الشرب، الغسيل... الخ). بهذه المعلومات المخيفة التي تدعو للقلق هي بداية الخدعة التسويقية لفلاتر المياه في المنازل، ومحاولة اقناع المواطن بطرق «ماكرة» بأن هذه المياه هي مصدر وبائي له ولأسرته إذا استمر باستخدامها. وهذه الشركات «الربحية» تعتمد في تسويقها على زيارة المنازل والتجربة الوهمية داخل المنزل، وبعد انتهائهم يطلبون من المواطن إعطاءهم الأرقام الخاصة بأقاربه وزملائه بالعمل... الخ وإذا قام الأخير بالشراء فإن له هدية قيمة تصل إلى المنزل. وهذه الشركات تتهم جميع المياه بعدم صلاحيتها سواء مياه الشبكة العامة أو مياه المصانع فالتجربة التي يقومون بها تشمل جميع المياه الموجودة في المنزل الأمر الذي دعا المواطنين إلى القلق الشديد من مزاعم هذه الشركات والاستفسار عن صحة هذه المعلومات من عدمها. «الرياض» قامت بزيارة إلى مركز إدارة المختبرات وأبحاث البيئة بأمانة منطقة المدينة التقت بمدير المركز الأستاذ خالد نائل كردي وكان معه اللقاء التالي: (معلومات غير صحيحة) ٭ «الرياض»: ما صحة المعلومات حول تلوث مياه الشبكة الرئيسية ومياه المصانع الأخرى؟ - كردي: هذه المعلومات غير صحيحة، وهي بعيدة عن الحقيقة، فالمياه التي تصل إلى المنازل عبر الشبكة الرئيسية جاهزة للشرب، والجهات المختصة تهتم بهذا الأمر كثير، كيف لا، وهو يختص بصحة الجميع من المواطنين والمقيمين وكذلك الحجاج والزائرون، فهذه مزاعم باطلة لا صحة لها اطلاقاً. (كشف صلاحية المياه) ٭ «الرياض»: وهل للمختبر دور في معرفة صلاحية المياه وكيف يتم ذلك؟ - كردي: نعم، فإن المختبر يقوم بعمل الفحوصات اللازمة للمياه لمعرفة إذا كانت مطابقة للمواصفات والمقاييس المعتمدة من الهيئة، حيث نقوم بأخذ عينات من مصانع المدينة للمياه والبالغ عددها 18 مصنعاً، ونقوم بفحصها جميعاً وجميع هذه المصانع ملتزمة بالمواصفات والمقاييس المعروفة لمياه الشرب. أما فيما يخص المياه الرئيسية فهناك رقابة شديدة عليها وتؤخذ عينة منها كل ساعة لفحصها والتأكد من خلوها من أي مواد أو رواسب تؤثر على الصحة العامة. (تجارب الشركات) ٭ «الرياض»: ولكن هناك مزاعم من شركات الفلاتر يؤكدون عدم صلاحية هذه المياه ويثبتون ذلك بالتجربة، حيث يظهر اصفرار الماء ووجود رواسب كثيرة عند قيامهم بالتجربة داخل المنزل؟ - كردي: هذه مزاعم باطلة وهم يلجأون للحيل والخداع لتحقيق اغراضهم المادية، وهناك استفسارات كثيرة من المواطنين تصلنا عن صحة احتواء المياه على رواسب كثيرة وتغير لونها بمجرد التجربة في المنزل، وأكد انها حيل يقصد بها كسب المال دون الاهتمام بأي شيء آخر، وهم بالفعل سببوا قلقاً كبيراً لدى المواطنين، وللأسف أدى جهل كثير من المواطنين إلى استمرار هذه الشركات وانتشارها داخل الكثير من المنازل. أما عن كيفية إقناع المواطنين بحيلهم وخداعهم فإنهم يقومون بأخذ عينة من مياه المنزل سواء مياه الشبكة أو المياه الصحية ووضعه في إناء كبير وتوصيل أقطاب كهربائية بهذا الإناء وتوصيل الطرف الآخر بالكهرباء 220 فولت وبهذه الطريقة يحصل تفاعل كيميائي علمي يؤدي إلى اصفرار المياه، ويمكن تحويل الماء إلى أكثر من لون، فيظن المواطن ان هذه المياه ملوثة وغير صالحة، أما عن الرواسب فأطراف الأقطاب الكهربائية تحمل غطاء بلاستيكياً يتفتت داخل الماء لتحصل الرواسب وهي عملية كيميائية لا أكثر ولا أقل يخدع بها المواطن ليشتري منهم. (جهل بعض المواطنين) ٭ «الرياض»: ذكرت أن جهل المواطنين ادى إلى انتشار هذه الشركات كيف ذلك؟ - كردي: طبعاً المواطن إذا شاهد هذه المشاكل الكثيرة في الماء فإنه يقوم بإعطائهم أرقام أقاربه أو معارفه بعد أن يطلبوا هم ذلك وبذلك هم يقومون بالاتصال بالواحد تلو الآخر لتحديد موعد بذلك وتضليله كما تم تضليل غيره. (ايقاف الشركات) ٭ «الرياض»: ولماذا لا يتم إيقاف هذه الشركات؟ - كردي: للأسف عندما بحثنا عن اسماء هذه الشركات في جهاز الكمبيوتر اكتشفنا انها وهمية ليس لها أي شأن تجاري لا سجل تجاري ولا رخصة فتح محل فهم يعتمدون على التسويق داخل المنازل والمواطن لا يعلم بأنهم محتالون وشركاتهم المزعومة وهمية. (الفلاتر هل هي صحية؟) ٭ «الرياض»: بشكل عام الفلاتر هل هي صحية أم لا؟ - الفلاتر تقوم بتصفية المياه حتى من الأملاح الضرورية لجسم الإنسان فهناك مواصفات وقياسات معينة وضعتها هيئة المواصفات والمقاييس السعودية بأن تكون نسبة الأملاح من 100 إلى 500 ppm، وهذه الفلاتر تعمل على تصفية المياه من الأملاح الضرورية إلى أقل من 100 ppm وللعلم إذا قلت نسبة الأملاح كثيراً من المياه فيصبح الماء مقطراً (مثل ماء بطارية السيارة) وهذا بعيد جداً عن المواصفات والمقاييس، ويؤثر بعد ذلك على صحة الإنسان ويتسبب له في المشاكل الكثيرة مثل الفشل الكلوي وأمراض الكبد الوبائية. والشيء الآخر يجب ان يعرف الجميع ان ضرورة تغيير الفلاتر كل فترة زمنية لأنها تجمع البكتيريا إذا لم تتم العناية بها وهذا يشكل خطراً كبيراً للصحة العامة.