فاصلة: «الندم على الماضي يعني الجري وراء الريح» - حكمة روسية - نشرت جريدة عكاظ في عددها الصادر يوم الثلاثاء 30/4/1426ه خبراً عن نتيجة طرح سؤال هام على عينة من الرجال والنساء في المملكة والسؤال هو: لو أُتيحت لكم الفرصة مرة أخرى العودة إلى ما قبل الزواج هل ستختار - تختارين شريك حياتك الحالي.. وجاءت النتيجة على النحو التالي: 50٪ من عينة الرجال أجابوا بنعم و 50٪ بلا. أما عينة النساء ف33٪ قلن نعم لاختيار الزوج نفسه، و67٪ أفصحن عن عدم اختيار الزوج الحالي. وبشكل إجمالي جاءت النسبة نحو 40٪ نعم و 60٪ لا . رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة القصيم الدكتور احمد العجلاني يعلق على هذه النتيجة بالقول إن المجتمع بحاجة لتثبيت معايير صحيحة يحتاجها الطرفان في عملية اختيار شريك حياتهم وتكون معايير واقعية تضع في الاعتبار أساسيات الحياة الزوجية المادية منها والمعنوية مع التأكيد على الهامش الشخصي والميول الشخصية. انتهى خبر عكاظ الذي شدني كثيرا للتعليق عليه من خلال طرح التساؤل التالي :لماذا علت نسبة عدم الرضا لدى النساء عن اختيارهن للزوج؟ الآن النساء بعضهن لا يخترن بحرية زوج أو شريك الحياة، أم لأننا وإن اخترناه فإن معايير الاختيار لدينا ليست صحيحة لأسباب عدة؟ سأتحدث عن السبب الثاني لأنه في نظري الأكثر انتشاراً.. الفتاة في سن الزواج ولنفترض انه المرحلة الجامعية فكرتها عن الزواج ضبابية وهي مستقاة من التجارب ممن حولها ومن حكايات صديقاتها، وغالبا فالفكرة المكونة عن الزواج متطرفة إما بالسلب وإما بالإيجاب والأحلام الوردية. الفتاة في هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى معرفة قوانين المؤسسة الزوجية وأهمية الاتصال مع الآخر الذي لا تعرفه ومطلوب منها أن تعيش معه شريكة. وهي لا تعرف كيف تتعامل مع الرجل فهو في حياتها أب وأخ ولعلها تكتشف فيما بعد أن هذا الزوج ليس بالضرورة أن يشبه ذلك الأب !! من المهم جدا أن تعرف الفتاة أن دورها في منزل أسرتها يختلف عن دورها الاجتماعي في منزل الزوجية ،من المهم أيضا أن تتعرف إلى سيكولوجية الرجل وأبجديات التعامل معه والتي تختلف عن التعامل مع المرأة. ستسألون كيف؟ المشكلة أن الحوار شبه مفقود بين الأم والفتاة في الأسرة، ثم انه لا يوجد لدينا مراكز أو نوادٍ شبابية ممكن أن تنفذ دورات تدريبية لإكساب الفتاة مهارات التعامل مع الزوج. أما الجامعات والمدارس فأعتقد أن المحاضرات هناك يمكن أن تكون بشكل تقليدي يشعر الطالبة أن هذه المحاضرة هي امتداد للأسلوب التعليمي الممل. وحتى نتفهم أحلام بناتنا وآمالهن ستظل قرارات البنات باختيار الزوج خاضعة للقلب وللحلم بحياة مختلفة بعيدا عن قيود الأسرة وهنا تبدأ أول خيوط بكرة كبيرة من التوقعات قد لا يحققها الزواج. [email protected]