أجمع خبراء ومتخصصون في مجال التمويل العقاري المتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية على أهمية توجيه الاختيارات التمويلية للأفراد المتطلعين لامتلاك وحدات سكنية وعقارية نحو الحلول التمويلية الاستثمارية والادخارية كبديل ناجع عن التمويل التأجيري الشائع، وذلك بالنظر إلى ما توفره منتجات التمويل الاستثماري والادخاري من مزايا استثمارية ونفعية متعاظمة القيمة، وما تتيحه للمستهلكين من قيمة مضافة أثبتت جدارتها في تسجيل طلب متزايد ومنقطع النظير من قبل شريحة الأفراد والمستثمرين على حد سواء. وأكد متحدثون خلال الندوة التي أقامتها شركة أملاك العالمية للتطوير والتمويل العقاري في فندق فورسيزونز الرياض مساء الأحد تحت عنوان «التمويل العقاري بين الادخار والاستثمار» على أن الشريعة الإسلامية وفّرت بيئة خصبة لابتكار منتجات تمويلية قادرة على تلبية الاحتياجات والأولويات الرئيسة للأسرة وفي مقدمتها «السكن الكريم»، معتبرين أن منتج «الإجارة الموصوف بالذمة» والذي كانت «أملاك العالمية» قد بادرت إلى طرحه كأحد الحلول التمويلية الميسرة لامتلاك المنازل، يعد بمثابة أنموذج مثالي يمهّد الطريق أمام تعزيز نسبة تملك المساكن بسهولة ويُسر. الشراكة بين الممول والمطور دفعت بوتيرة تنفيذ المشاريع العقارية وزيادة حجم المعروض من الوحدات الإسكانية وشهدت أعمال الندوة التي شارك بها رئيس وأعضاء الهيئة الشرعية لدى شركة أملاك العالمية إلى جانب ممثلين عن كبريات شركات التطوير العقاري التي تجمعها بشركة أملاك العالمية شراكة إستراتيجية، حضوراً وتفاعلاً لافتاً من قبل المستثمرين ورجال الأعمال والأفراد والمهتمين بالشأن العقاري والتمويلي، حيث شكّلت الندوة ملتقىً جامعاً لكافة الأطراف المعنيين بالبحث عن حلول تمويلية مناسبة لتلبية الاحتياجات المتنامية للمطورين والمستثمرين والأفراد على حد سواء. وقدّم كل من الشيخ الدكتور عبدالستار أبو غدّة، والشيخ الدكتور محمد القرّي والشيخ المحامي راشد الغنيم خلال الندوة توصيفاً شرعياً وقانونياً شاملاً لمنتج «الإجارة الموصوف بالذمة» التي كانت شركة أملاك العالمية سبّاقة في طرحه أمام العملاء، مستعرضين المنافع المترتبة عليه، ومدى كفاءته في إيجاد حلول تمويلية ميسّرة ومتوافقة مع الشريعة الإسلامية تعين الناس على امتلاك المسكن المناسب بما يلاءم مع إمكاناتهم، ويحمي مصالحهم ويحقق لهم مزايا استثمارية وادخارية متعاظمة القيمة. وتناول المشاركون في الندوة أنواع منتج الإجارة الموصوف بالذمة، وأقسامه وأركانه وشروطه، حيث يعتبر تمويل المساكن والوحدات السكنية «تحت الإنشاء» من أبرز تطبيقات عقد الإجارة الموصوف بالذمة، وتقوم شركة التمويل بموجبه بالتعاقد مع العميل، بغية تملك وحدة عقارية موصوفة «تحت الإنشاء» وليست قائمة وقت إمضاء العقد، فيتأجل التسليم حتى ينتهي المقاول المنفّذ من عمليات الإنشاء حسب المواصفات المتفق عليها، مع التزام كل طرف بمقتضيات عقد الإجارة خلال هذه المدة، إلى جانب ما استعرضته الندوة من آلية العلاقات التعاقدية الناشئة بين شركات التمويل العقاري وشركات التطوير العقاري وفق ما يُعرف ب «الاستصناع»، وإطارها الشرعي والقانوني، وتطبيقاتها العملية. من جانبه قال الأستاذ عبدالله الهويش العضو المنتدب لشركة أملاك العالمية، ان هذه الندوة والتي تأتي امتداداً لسلسلة الندوات التعريفية التي تحرص الشركة على إقامتها بصفة متواصلة، تأتي انطلاقاً من الدور الريادي لشركة أملاك العالمية لتعريف الجمهور بكافة شرائحه من أفراد ومطورين ومستثمرين، بالأبعاد الاستثمارية والادخارية لمنتجات التمويل العقاري، وفق صيغها المعتمدة شرعاً، والتي تمثل بديلاً مثالياً للتمويل التأجيري، بالنظر إلى الفوائد والمكتسبات التي يحققها للأطراف ذات العلاقة. وشدد الهويش على أن منتج «الإجارة الموصوف بالذمة» حظي بإقبال منقطع النظير وفاق التوقعات سواء من قبل عملاء الشركة من الأفراد أو المطورين العقاريين، نتيجة المزايا الاستثمارية والقيمة العالية التي يوفرها المنتج، فضلاً عن تصميمه وفقاً لمتطلبات السوق والاحتياجات الفعلية للجهات المستهدفة، مؤكداً حرص «أملاك العالمية» على ابتكار منتجات تمويلية واعدة قادرة على تجاوز معضلة «التمويل» التي تقف اليوم كأحد التحديات الرئيسة أمام رفع معدل المعروض من الوحدات السكنية لتناسب الإقبال المتزايد من قبل الأفراد. واعتبر الهويش أن إقامة «أملاك العالمية» شراكات إستراتيجية والدخول في استثمارات مباشرة مع نخبة من المطورين العقاريين في السوق السعودية، يعد إحدى المحطات الهامة في مسيرة الشركة، والتي أثبتت فعاليتها في تعزيز قدرة شركات التطوير العقاري على تسريع وتيرة تنفيذ مشاريعها الإسكانية من ناحية، وفي الارتقاء بجودة ومعايير ما توفره تلك الشركات من وحدات سكنية أمام المستهلك النهائي من ناحية أخرى. من جهته أعرب المهندس إياد البنيان المدير العام لشركة بيوت الأرجان عن سعادته بالمشاركة في هذه الندوة، والتي تعكس عمق التعاون القائم بين شركة أملاك العالمية للتمويل العقاري وشركات التطوير العقاري بغية توفير حلول فاعلة تمكّن من تطوير القطاع العقاري، ورفع كفاءة المنتجات العقارية والإسكانية وتعريف الجمهور بالمشاريع الجديدة والحلول التمويلية الميسرة لتمكينهم من امتلاك المنازل بسهولة ويُسر. وقال ان منتج الاجارة الموصوف بالذمة قدم للمطور خدمة مميزة مستشهداً بتجربة شركة الارجان في استخدام هذا المنتج في مشروع منازل قرطبة حيث أثبت فاعليته وانعكست على المستهلكين في المشروع كونه وعاء ادخاريا بالدرجة الاولى، وفي ذات الوقت وسيلة فاعلة ومناسبة لتملك وحدة سكنية. واعتبر المهندس حسام الرشودي المدير التنفيذي لشركة مسكن العربية، أن الندوة توفر فرصة مثالية تجمع بين كافة الأطراف المعنية بقطاع التطوير والتمويل العقاري في المملكة، وتتيح أمام الجمهور تبادل الآراء والتعّرف على مزايا الحلول التمويلية والمنتجات العقارية والإسكانية التي توفرها شركة أملاك العالمية بالتحالف مع شركائها الإستراتيجيين من المطورين العقاريين. وشدد الرشودي على أن العمل بمنتج الاجارة الموصوف بالذمة أسهم في خفض اسعار المساكن بنسبة وصلت الى 8% من قيمة الوحدة السكنية. من جهته اعتبر ماجد الحقيل المدير التنفيذي لشركة رافال للتطوير العقاري أن العمل بنموذج الشراكة بين الممول العقاري والمطور حقق العديد من الفوائد ومن ذلك رفع مستوى جودة المنتج السكني، مستشهداً بمشروع بلنسية الذي طورته الشركة، وفق هذا النموذج المبتكر. وأقيم على هامش الندوة معرض عقاري اشتمل على قائمة منوعة من المنتجات الإسكانية والعقارية القائمة ضمن المشاريع الحديثة لشركات التطوير العقاري المشاركة.