يقود قطاع التعدين بالمملكة هذا العام نهضة صناعية جديدة باستثمارات تتخطى 131 مليار ريال تعد الأكبر من نوعها بعد طفرة صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات ستضيف قوة إلى المشهد الاقتصادي السعودي من خلال بروز صناعات تعدينية بمقاييس عالمية تحقق رؤية القيادة السعودية في الاستفادة من الثروات الطبيعية بما يساهم في بناء الوطن وتنويع مصادر الدخل الوطني وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين، والدخول إلى محك المنافسة العالمية بمنتجات سعودية بمعايير عالمية تمكنها من التميز في الأسواق الدولية. ويحظى قطاع التعدين كغيره من القطاعات الصناعية السعودية بدعم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين سعيا إلى توظيف مخرجات هذا القطاع الذي أضحى يشكل الركيزة الثالثة للصناعات السعودية في تعزيز التنمية وتحسين دخل المواطن وتوفير الفرص الوظيفية للشباب السعودي وتحقيق التنمية المتوازنة بين المناطق، وتشكيل مدن جديدة على طراز حديث تساهم في التخفيف من الزحام على المدن الرئيسة. وقد نجحت وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة معادن التي تضطلع بدور رئيس في هذه النهضة التعدينية بالمملكة في التخطيط والإنجاز لمشاريع تعدينية عملاقة جسدت إرادة المسؤولين في هذا القطاع في الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية التي تزخر بها أرض المملكة، حيث بدأت شركة معادن قبل عدة أشهر بتصدير الفوسفات السعودي إلى الأسواق العالمية من أكبر مجمع لصناعة الفوسفات بالعالم باستثمارات تصل إلى أكثر من 21 مليار ريال، كما تنفذ الشركة حاليا أكبر مشروع متكامل للألمنيوم في العالم بتكلفة 40 مليار ريال. ويرى محللون اقتصاديون أن مشروع مدينة وعد الشمال للصناعات التعدينية الذي يحظى بدعم القيادة السعودية الحكيمة سيغير بعد إنجازه من الملامح التنموية لمنطقة شمال المملكة من خلال بروز مصانع جديدة ومدن سكنية وبنى تحتية تساهم في تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية وتعزز من تحسين دخل المواطنين وتخلق فرصا وظيفية مباشرة وغيرة مباشرة تخفف من عبء البطالة في منطقة هي الأكثر في حجم البطالة بالمملكة. وتوقع المحللون أن تضيف النهضة التعدينية الجديدة بالمملكة بكل مكوناتها حوالي 200 ألف فرصة وظيفية مباشرة وغير مباشرة خلال الخمس سنوات القادمة، جلها في المشاريع الضخمة التي تنفذها شركة معادن ما يساهم في التقليل من حجم البطالة وخاصة في المناطق النائية الأشد حاجة إلى التنمية، كما أن هذه المشاريع التعدينية ستجلب التقنية الحديثة من خلال إنشاء المعاهد التقنية التي ستستقطب الشباب السعودي وتعمل على توطين التقنية وإيجاد أجيال جديدة من المهنيين القادرين على العطاء. وتشير مصادر تعدينية مطلعة إلى أن باطن أرض المملكة يزخر بالثروات التعدينية الطبيعية بموارد ضخمة من المعادن الصناعية والمعادن النفيسة، وأن هناك عوامل تؤكد نجاح استثماراتها مثل توفر الطاقة بالقرب من هذه المعادن وتوفر الملاءة المالية لدى الشركات المستثمرة ووجود أنظمة الاستثمار التعديني التي تشجع المستثمرين بالإضافة إلى الطلب العالمي المتنامي وخاصة على الفوسفات والألمنيوم.