قدمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون دعما قويا للمجلس الوطني السوري عشية مؤتمر تونس، معتبرة انه يتمتع "بالمصداقية" ويشكل "بديلا" لنظام بشار الاسد. وقال كلينتون في لندن الخميس "نعتقد ان المجلس الوطني السوري الذي سيجلس على الطاولة (في تونس) سيثبت ان هناك بديلا لنظام (بشار) الاسد قادرا على احترام حقوق كل السوريين". واضافت الوزيرة الاميركية في مؤتمر صحافي في ختام مؤتمر لندن الدولي حول الصومال ان "هناك توافقا في آراء الدول العربية والبلدان الأخرى التي تعد للمؤتمر بان المجلس الوطني السوري يتمتع بتمثيل ذي مصداقية، ولذلك سيشارك" في الاجتماع الذي سيعقد في تونس الجمعة. الا ان كلينتون لم تعترف رسميا بالمجلس الذي يضم الجزء الاكبر من المعارضة السورية وتتمثل فيه عدة تيارات (الاسلاميون والقوميون والليبراليون والمستقلون) وكذلك الاخوان المسلمون الذين يشكلون أكثرية فيه. وصرح مسؤول اميركي طالبا عدم كشف هويته ان اجتماع تونس سيسمح بتحديد "ما ينتظره (المجلس الوطني السوري) منا لمواجهة الوضع على الارض في سوريا". الا ان البيت الابيض ذكر الخميس بان تسليح المعارضة السورية كما يرغب بعض البرلمانيين الاميركيين غير مدرج على جدول الاعمال، بدون ان يستبعد الاحتمال تماما. وتحدثت كلينتون ايضا عن امكانية "تشديد العقوبات" المفروضة على دمشق وحذرت النظام السوري من ان "الضغط سيستمر في التصاعد" في حال رفض خطة لمساعدة انسانية. وقالت "لا استطيع ان اتوقع الآن بدقة كيف سينتهي" الأمر. واضافت "نلاحظ زيادة في الانشقاقات ونشهد ضغوطا كبيرة على النظام". وتابعت كلينتون ان "هناك أدلة متزايدة على ان بعض المسؤولين في الحكومة السورية بدأوا (...) يخرجون اموالهم وأفرادا من عائلاتهم ويبحثون عن استراتيجية للخروج". ورأت كلينتون ان المعارضة ستتمكن في نهاية المطاف من "ايجاد وسيلة للدفاع عن نفسها وبدأت تتخذ مبادرات هجومية والضغط سيتزايد على دول مثل روسيا والصين" اللتين عرقلتا مطلع شباط/فبراير تبني قرار في مجلس الامن الدولي يدين القمع في سوريا. واكدت وزيرة الخارجية الاميركية "لهذا الهدف نأمل في وعود للمساعدة الطارئة للسوريين العالقين في معقل الاسد والتنسيق الدولي والضغط الدبلوماسي على دمشق للسماح بوصولها الى الذين يحتاجون اليها". واعلنت هيئة التنسيق الوطنية السورية المعارضة الجمعة انها لن تشارك في مؤتمر اصدقاء سوريا في تونس، معتبرة ان الاجتماع يحدد "من يمثل الشعب السوري" بدلا من الشعب السوري ولا يستبعد بشكل واضح "عسكرة" الحركة الاحتجاجية او التدخل الخارجي. وقالت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي ابرز تكتل للمعارضين السياسيين داخل سوريا، في بيان ان وفدها الذي توجه الى تونس بهدف المشاركة في مؤتمر اصدقاء سوريا "قرر الامتناع عن المشاركة" فيه. ودانت الهيئة ما رات ان المؤتمر يعتزم القيام به من "تحديد من يمثل الشعب السوري مكان الشعب السوري ومكان مؤتمر المعارضة التي أقرته الجامعة العربية، وترك قضية التسلح عائمة وفتح المجال للتطبيع الدولي مع فكرة التدخل العسكري الخارجي".