اختتم مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ظهر أمس اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري الإعلام السعودي - الواقع وسبل التطوير.. المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية - والذي عقد في مدينة حائل، خلال يومين متواصلين. وعرض سعادة نائب الأمين العام، الدكتور فهد بن سلطان السلطان، في الجلسة الختامية خلاصة لنتائج حوار ومشاركات نحو 70 مشاركاً ومشاركة، في اللقاء الوطني التاسع للحوار الفكري. مطالبة الإعلام بمكافحة التعصب الفئوي والمناطقي والمذهبي وأن يهتم بالقضايا الوطنية وحماية العقيدة وقال: انطلاقا من أهداف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني نحو تكريس الوحدة الوطنية والإسهام في معالجة القضايا الوطنية فقد عقد المركزُ اللقاءَ الوطني التاسعَ للحوار الفكري تحت عنوان « الإعلام السعودي.. الواقع وسبل التطوير: المنطلقات والأدوار والآفاق المستقبلية» بمشاركة نخبة من العلماء، والمفكرين، والمتخصصين، والباحثين، في الشأن الإعلامي، ومسئولي وزارة الثقافة والإعلام، وعدد من المؤسسات الإعلامية بهدف التعرف على رؤية المجتمع وتطلعاته حول واقع الإعلام السعودي وسبل تطويره وآفاقه المستقبلية في ضوء المستجدات المعاصرة، وبما يتلاءم مع دور المملكة العربية السعودية ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية. وقد قام المركز بالتمهيد لهذا اللقاء، حيث أقام ثلاثةَ لقاءات تحضيرية في محافظة الطائف بمنطقة مكةالمكرمة، ومدينة الدمام بالمنطقة الشرقية، ومدينة أبها بمنطقة عسير شارك فيها نحو (200) مئتي مشارك ومشاركة، يمثلون أطياف المجتمع من المتخصصين، ومسؤولي القطاعات الإعلامية، ناقشوا خلال تلك اللقاءات واقعَ الإعلام السعودي المعاصر ودورهُ في نقل الصورة الحقيقية للمجتمع السعودي ومناقشة مستقبل الإعلام السعودي وسبل تطويره, إضافة إلى تحديد دور الإعلام الجديد في تشكيل الرأي العام. كما قام المركز بإعداد دراسة استطلاعية عن واقع الإعلام وسبل تطويره من وجهة نظر المجتمع السعودي بهدف قياس مستوى تفاعل المجتمع مع الإعلام المحلي المرئي والمسموع، والمطبوع، وكذلك الإعلام الجديد ووسائط التواصل الاجتماعي، وتم خلال هذه الدراسة توزيع 4000 استبانة على جميع مناطق المملكة، وكان من بين نتائج الدراسة: - يقضي الفردُ خمسَ ساعات يوميا في متابعة وسائل الإعلام المختلفة. - احتل الإعلامُ المرئي المرتبةَ الأولى، يليه الإعلامُ الإليكتروني ثم الإعلام المطبوع وأخيراً الإعلام المسموع. - يتقدم الإعلام العربي من حيث المشاهدة على الإعلام المحلي. - إحتلت البرامج الدينية المرتبة الأولى، تليها البرامج الثقافية، ثم البرامج الاجتماعية، فالبرامج الرياضية, وأخيرا البرامج الترفيهية، والسياسية، والتجارية. كما قام المركز بتنفيذ دورتين تدريبيتين للعاملين في قطاع الإعلام بهدف تنمية مهارات الاتصال والحوار: الأولى عُقدت في مدينة جدة استفاد منها (20) عشرون متدربا من الصحفيين. والثانية عقدت في مدينة الرياض استفاد منها (30) ثلاثون إعلاميا يمثلون (14) أربع عشرة مؤسسة إعلامية. وقد ناقش اللقاءُ الختامي حدود الحرية في الإعلام, والمطالبَ المتعلقةَ بمساحة هذه الحرية، وجوانبَ المسؤولية التي يتحملها الإعلامي، والإعلام من جهة، والمجتمع من جهة أخرى في مناقشة مختلف القضايا على المستوى الوطني, وكذلك العلاقة بين الإعلام، والقطاعات الحكومية. كما ناقش اللقاءُ واقعَ الإعلام الجديد، ودورهُ المؤثرَ في بناءِ رأي وطني مشترك. كما حدد اللقاءُ متطلبات المجتمع من وزارة الثقافة والإعلام, وبعض الرؤى حول مستقبل الإعلام السعودي من حيث تطويره فكرياً وثقافياً وتقنياً لمواكبة المتغيرات، والمستجدات المعاصرة, وتوضيح المبادئ التي يمكن أن يبنى عليها تأسيس ميثاق شرف وطني للإعلام، والإعلاميين. خلال جلسات اللقاء الخمس التي تناولت كل جلسة محوراً من المحاور الخمسة التي ذُكرت، قُدّم خلالها العديد من الأفكار والتوصيات سترفق مرصوداتها بهذا البيان، وهذه أبرز الأفكار والمتطلبات: * ضرورة إعداد رؤية وطنية للإعلام السعودي تتضمن القوانين، والتشريعات المنظمة للحريات المنضبطة والمسؤولة، تُراعى فيها الثوابت الشرعية، والوطنية، وتستوعب المستجدات، وتحفظ الحريات تسهم مخرجاتها في صياغة ميثاق شرف إعلامي من خلال تشكيل فريق عمل من المشاركين والمشاركات والجهات ذات العلاقة وبتنسيق من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تعمل على تحديد المبادئ الأساسية التي ينبغي إدراجها في هذا الميثاق، وبما يعزز الوحدة الوطنية، والأمن الفكري لأفراد المجتمع، ويسهم في المحافظة على السلم الاجتماعي وبناء الوطن والمحافظة على مكتسباته. * تكمن قوة الإعلام الجديد في تنوعه وحريته وتعدد وسائله، وهذا يتطلب مضاعفة الجهد من أجل توجيه هذا الإعلام لخدمة الوطن، والاهتمام بقضايا الشباب وتطلعاتهم وهمومهم ورؤيتهم المستقبلية، والانفتاح على الآخر دون أن يكون هناك تجاوز للثوابت الدينية، والوطنية. * أهمية أن تُبنى العلاقة بين الإعلام، والمؤسسات الحكومية على الثقة، والمصداقية، ولابد أن تكون هذه العلاقة تكاملية مما يتوجب على المؤسسات الحكومية توفير المعلومات الصحيحة، والكاملة لوسائل الإعلام، مع أهمية تجاوب جميع القطاعات الحكومية مع وسائل الإعلام وبما تحقق المصلحة العامة. * إعادة النظر في نظام المطبوعات الحالي، وتطويره بما يتواكب مع المتغيرات السريعة على الصعيد الإعلامي، والثقافي، وتعزيز هامش الحرية في الصحافة، ووسائل الإعلام الأخرى، والعمل على فصل الثقافة عن الإعلام، والسعي إلى خصخصة قطاعي التلفزة والإذاعة لتوفير فرص أفضل للتطوير والتحديث. * يريد المجتمع من الإعلام مكافحة التعصب الفئوي والمناطقي والمذهبي، وأن يهتم الإعلام بالقضايا الوطنية مع التركيز على التعايش والمواطنة وحماية العقيدة وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص. * دعوة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إلى الاستمرار في عقد اللقاءات الخاصة بتطوير السياسات الإعلامية، وإلى تنظيم لقاءات لتعزيز اللحمة الوطنية، وبقاء القواسم المشتركة بما يدعم الاستقرار والتنمية في المملكة. * يتطلع المشاركون لمستقبل مضيء وفاعل لإعلامنا السعودي، ويؤكدون أن من أهم سبل تحقيق هذا المستقبل امتلاكه المصداقية والنقد النزيه، واحترام المتلقى، واحترافية الأداء، ووضوح حدود الحرية الإعلامية، وامتلاكه خطة استراتيجية ذات مسارات تنفيذية عملية. وقد عبّر معالي وزير الثقافة والإعلام والمسؤولون في الوزارة عن تقديرهم للآراء والمقترحات التي قدمها المشاركون والمشاركات، واعتبارها إسهامات ستساعد الوزارة في تطوير سياساتها واستراتيجياتها الإعلامية خلال الفترة القادمة. وفي الختام رفع المشاركون والمشاركات أسمى عبارات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى مقام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية حفظهم الله، كما يتوجه منسوبو مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالشكر والتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل، على الدعم، والتسهيلات التي قدمت، والشكر موصول لوزارة الثقافة والإعلام لإسهامها في إنجاح هذا اللقاء، كما يشيد المركز بالمشاركين، والمشاركات، وممثلي القطاعات الإعلامية على وقتهم الثمين وحواراتهم، ومداخلاتهم المتميزة التي كانت أبرز عوامل نجاح هذا اللقاء