يتوافد النساء مع ذويهن بأعدادٍ كبيرة قادمين من محافظات وقرى وهجر منطقة «جازان»؛ لاستخراج بطاقة أحوال نسائية، وتبعد بعض الهجر والقرى عن مكتب «الأحوال المدنية بجازان» ما يقارب (150) كم، والغالبية منهم لا يملكون وسيلة نقل؛ مما يضطرهم إلى استئجار سيارة تصل قيمة المشوار بها إلى (800) ريال، والبعض منهم يأتي من مناطق جبلية وعرة. وناشد الأهالي المسؤولين بتوفير فروع ل»الأحوال النسائية» في محافظاتهم التي يتبعونها إدارياً؛ حتى يتمكنوا من استخراج بطاقات لعوائلهم بيسر وسهولة. «الرياض» التقت بعدد من المراجعين لمكتب أحوال جازان، وأوضحوا تكبدهم عناء المسافة بين الأماكن التي يسكنوها والمكتب، وتأثير التكلفة المادية للرحلة التي يقطعونها مع أهلهم لأجل استخراج بطاقة أحوال مدنية نسائية. وبيّن أحد المراجعين أنّه من سكان «جبال قيس»، والتي تبعد المسافة ما يقارب (200) كم عن جازان، وأنّهم يسكنون في أعالي الجبال، وتعترضهم الطرق الوعرة أثناء قدومهم، إنّ الرحلة قد تكلف من لا يملكون سيارات من أبناء المحافظة ما يصل إلى (800) ريال، متمنياً أن يتم افتتاح مكتب لأحوال النساء في محافظة «أبي عريش» مما يسهل الأمر على المواطنين الذين يسكنون المناطق الجبلية التابعة لمحافظة «العارضة». علي المدخلي أثناء حديثه ل»الرياض» وأيده في ذلك «جابر يحيى السفياني» الذي أضاف بأنّه من سكان «العارضة» وعندما أراد استخراج بطاقة أحوال لأهله، اضطر للانطلاق من الصباح الباكر؛ حتى يدرك العمل الرسمي، وتكبد بعد المسافة ونفقة المواصلات للوصول إلى أحوال جازان. وكشف «محمد على إبراهيم» أنّه يقطع (70) كم لإستخراج بطاقة أحوال نسائية لعائلته، وهذا يكلفه جهداً، متمنياً أن يُفتتح مكتب للأحوال النسائية بمحافظة «صامطة»، وشاركه في الرأي «محمد حسن شراحيلي» -من سكان محافظة الخوبة- والذي ذكر أنّه يقطع (100) كم حتى يصل إلى أحوال جازان، مطالباً بافتتاح فرع للمكتب بمحافظة «صامطه». وأوضح «محمد منصور النعمي» -من سكان بيش- أنّه يقطع (150) كم لمراجعة أحوال جازان وقت استخراج بطاقة أحوال نسائية، متمنياً أن يعمل المسؤولون على افتتاح مكتب نسائي للأحوال في محافظة «بيش» يسهل على المواطنين استخراج بطاقات الأحوال لأهاليهم، إلى جانب توفير مشقة الطريق، حيث أن بعض المواطنين يسكن جبال وسهول جازان. وقال «أحمد علوش مدخلي» -مدير عام فرع الأحوال المدنية بجازان-: «نحن نقدر معاناة المواطنين، ونشعر بما يتكبدونه جراء بعد المسافة، حيث تضم منطقة جازان محافظات وقرى وهجر كثيرة، وهي متباعدة المسافات، ومعظمها جبلية وصعبة التضاريس، مضيفاً أن وكالة الوزارة للأحوال المدنية تعمل على الإسراع بافتتاح فروع في المحافظات، وقد أعلنت الوكالة عن طلب استئجار عدد من المباني لتكون مكاتب أحوال نسائية، مشيراً إلى أنهم يعانون من ضغوط كثيرة من المراجعين، حيث إنه في اليوم الواحد يتم توفير أكثر من (200) بطاقة أحوال نسائية، مؤكداً على أنهم عملوا على توفير كاميرا متنقلة لتصوير كبار السن العاجزين عن القدوم لمكتب الأحوال، حيث تصلهم إلى منازلهم ودور الرعاية الاجتماعية والمستشفيات.