تعتبر المشاركة السعودية في معرض الجزائر الدولي، الذي يعد من أهم وأكبر المعارض التجارية في العالم العربي وشمال أفريقيا منذ أكثر من أربعين عاما، ثاني أهم مشاركة عربية بعد المملكة المغربية التي تعد هذه السنة «ضيف شرف» الطبعة ال 38 التي تنتظم تحت شعار «تحديث وتنافسية» وتشهد مشاركة قياسية لأزيد من 40 دولة وما يربو عن 1600 عارض وطني وأجنبي، من أوروبا وأمريكا وآسيا وإفريقيا، فضلا عن المشاركة العربية التي انحصرت في 7 دول فقط هي المملكة العربية السعودية ومصر والأردن والمغرب وسورية وفلسطين وتونس . وفي تقييمه للمشاركة السعودية في معرض الجزائر الذي توقف زمن العشرية السوداء، وتختتم فعاليته يوم الجمعة المقبل، اعتبر مدير إدارة التنسيق والمتابعة بمجلس الغرف السعودية مشبب عبد الله القحطاني في تصريح ل «الرياض» أن المشاركة السعودية هذه السنة، ذات أهمية كبيرة قياسا بالسنوات الماضية، نظرا لطبيعة الشركات السعودية المشاركة التي تعد من كبريات المؤسسات الصناعية والإنتاجية في المملكة ومجموعات عالمية لها وزنها في الأسواق العالمية، من بينها شركة الزامل للاستثمار الصناعي التي تحتل موقع الصدارة في صناعة تكييف الهواء والمباني الحديدية وأبراج نقل الطاقة والاتصالات، ومجموعة شركات كابلات الرياض التي تعد من أكبر مصنعي ومصدري الكابلات في المملكة، ومصنع سريع للسجاد الذي يعد من أكبر المصانع في الشرق الأوسط والعالم الذي حاز على شهادة الجودة العالمية للإنتاج . وكذا شركة البابطين للطاقة والاتصالات التي تعتبر من أقدم وأعرق الشركات السعودية العاملة في مجال الطاقة وواحدة من أكبر مائة شركة سعودية الرائدة في التصدير لبلدان الشرق الأوسط وسائر أرجاء العالم. وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة دعا المتعاملين الاقتصاديين السعوديين لدى وقوفه في جناح المملكة بالمعرض، دعاهم إلى الاستثمار في الجزائر، مستعرضا التسهيلات والتحفيزات الممنوحة في الجزائر للمستثمرين الأجانب بالأخص بعد مراجعة التشريعات القانونية المنظمة لقطاع الاستثمار والقطاع المصرفي، وأكد بوتفليقة وهو يخاطب وفد رجال الأعمال السعوديين الذي يزور الجزائر بمناسبة المعرض الدولي، أن الجزائر توفر الآن مناخا اقتصاديا أكثر ملاءمة للاستثمار بالأخص في المناطق الداخلية للجزائر عن طريق إنجاز منشآت للطرق والسكك الحديدية، وأن البلد في أمس الحاجة للاستثمار في مجال الهياكل القاعدية التي منحها بوتفليقة في برنامجه لدعم الإنعاش الاقتصادي ما يزيد عن 4200 مليار دج، وأوصى الرئيس بوتفليقة وزراء قطاعات الصناعة والاستثمار والتجارة الذين رافقوه في المعرض بمساعدة الشركات السعودية، ومدّها بكل التسهيلات، قصد إيجاد فرص الاستثمار والشراكة، ومنحها الأفضلية والضمانات لتنفيذ مشاريعها الاستثمارية. ومن جهته أعرب وفد رجال الأعمال المصدرين السعوديين إلى الجزائر، يتقدمهم رئيس الوفد عبد الرحمن عبد الله الزامل، رئيس المجلس التنفيذي لمركز تنمية الصادرات بمجلس الغرف السعودية، وصالح عبد الله العضاض مدير إدارة التسويق والمعلومات في برنامج الصادرات السعودية التابع للصندوق السعودي للتنمية، عن رغبة رجال الأعمال السعوديين في الاستثمار في الجزائر في عدة مجالات صناعية وذلك خلال استقبالهم من طرف وزير الصناعة الجزائري، محمود خذري، بمقر الوزارة. وأوضح بيان للوزارة أن رجال الأعمال السعوديين مهتمون بالاستثمار في صناعة تحويل الغاز الطبيعي واستعمالاته الصناعية، والبلاستيك والمواد الحمراء، والصناعة التركيبية الإلكترونية، وكوابل نقل التيار الكهربائي وأبراجها والهياكل المعدنية. وكشف مشبب القحطاني عن الاهتمام الكبير الذي يوليه المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون الشباب لبرنامج الصادرات السعودية الذي يشرع ابتداء من هذه السنة في منح مستوردي المنتجات السعودية غير النفطية تسهيلات تمويلية من خلال المؤسسات المصرفية التي يرتبط بها الصندوق عبر ما يسمى اتفاقيات فتح خطوط التمويل وتتمثل هذه المصارف في الجزائر في بنك الجزائر الخارجي والقرض الشعبي الجزائري والبنك الوطني الجزائري. ومن المنتظر أن تشهد المشاركة السعودية في معرض الجزائر التوقيع على عدة مذكرات تفاهم واتفاقات شراكة مع عدد من المؤسسات الجزائرية، ومن المتوقع أن يتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين مصنع الزامل للمكيفات (عضو شركة الزامل للاستثمار الصناعي) وشركة إنابات التابعة للشركة القابضة في الجزائر لإنشاء مصنع مكيفات، وذلك لإنشاء خط إنتاج مكيفات هواء بطاقة تصل إلى ثلاثين ألف مكيف، هذا علما أن حجم المبادلات التجارية بين الجزائر والمملكة العربية السعودية يقدر بما يعادل 36 مليون دولار.