اتهمت صحيفة صينية بارزة أمس الدول الغربية باشعال حرب اهلية في سوريا بينما انتشرت دوريات من الشرطة السورية وميليشيا "الشبيحة" في حي المزة بالعاصمة السورية دمشق لمنع تكرار الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الاسد. وبعد نحو عام من الانتفاضة ضد حكم الاسد المستمر منذ 11 عاما اقتربت الاضطرابات من العاصمة السورية لتهدد قبضته على دمشق. ودفن في حي المزة في وقت مبكر من صباح الاحد جثمان سامر الخطيب وهو محتج شاب قتلته قوات الامن عندما فتحت النار على المحتجين. وقال ناشطون معارضون اتصلت بهم رويترز من عمان ان قوات الامن كثفت وجودها لمنع تحول الجنازة الى تظاهرة مناهضة للأسد. واضافوا ان 15 شاحنة خفيفة تقل قوات الامن والشبيحة طوقت الجنازة حيث دفن الخطيب في هدوء. وذكرت صحيفة الشعب الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الصيني في تعليق في صفحتها الاولى في طبعتها الدولية ان الغرب يثير حربا اهلية في سوريا بدعمه القوي المعارضة ونددت بدعوات لتنحي الرئيس السوري بوصفها تحريضا على القيام بمزيد من العنف ودعت بكين الى التمسك بموقفها في معارضة اي محاولة لفرض تغيير النظام او التدخل في سوريا. وكتب تشيوي كينغ الذي قالت الصحيفة انه خبير في الشؤون الخارجية في التعليق "اذا واصلت الدول الغربية تأييد المعارضة السورية بشكل كامل فستندلع حينئذ حرب اهلية شاملة ولن تكون هناك وسيلة لتفادي احتمال التدخل الخارجي المسلح." وأثارت الصين وروسيا غضب دول غربية وعربية هذا الشهر حين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد قرار من مجلس الأمن كان يؤيد خطة عربية تحث الأسد على التنحي وسط قمع عنيف من القوات الحكومية لاحتجاجات المعارضة. وقال تشيوي انه لو كان مجلس الامن اجاز القرار الذي يؤيد الجامعة العربية لادى ذلك الى مزيد من العنف. واضاف "ولاصبح ظهر الاسد الى الحائط مع انقطاع كل سبل التراجع ولتشجعت المعارضة على المضي قدما الى الامام. ولكانت الاشتباكات اسوأ مما هي عليه الان." وفي محاولة من الصين للرد على هذه الانتقادات ارسلت مبعوثين إلى المنطقة للسعي لحل دبلوماسي ومنهم تشاي جيون نائب وزير الخارجية الذي التقى بالأسد في دمشق يوم السبت وأيد خططه لإجراء استفتاء وانتخابات تعددية. وتظاهر الاف السوريين في مطلع الاسبوع في قلب دمشق في واحد من اكبر التجمعات المناهضة للحكومة منذ بدء انتفاضة على نطاق واسع قبل نحو عام. ووقعت احدث قلاقل بينما كان نائب وزير الخارجية الصيني يجتمع مع الأسد وناشد تشاي جميع الاطراف انهاء العنف والتقى ايضا مع اعضاء بالمعارضة. وعبر تشاي ايضا عن تأييده لخطة الأسد الجديدة لإجراء استفتاء وانتخابات تعددية في غضون اربعة اشهر وهي خطوة وصفها الغرب وحركة المعارضة السورية بانها تحايل. ونشرت وسائل الاعلام الحكومية الصينية العديد من المقالات في الايام الاخيرة بشأن سوريا حذرت من التدخل العسكري أو تغيير النظام بالقوة أو فرض عقوبات في انعكاس لرأي الحكومة بشأن هذه القضية. والصين وروسيا هما أكبر مدافعين عن الأسد على الساحة الدولية. وتريد الأممالمتحدة والولايات المتحدة وأوروبا وتركيا وقوى عربية من الأسد التنحي وأدانت القمع. وظهرت الصين كطرف بارز في إطار جهود دولية متعددة لوقف اراقة الدماء في سوريا وهي من بين المدافعين الرئيسيين عن الأسد. وقالت شينخوا "تعتقد الصين شأنها شأن كثيرين أنه ما زال ثمة أمل في حل الأزمة السورية من خلال الحوار السلمي بين المعارضة والحكومة على عكس ما تقوله بعض الدول الغربية من أن الوقت ينفد بشأن إجراء محادثات في سوريا." وانتقدت كذلك موقف الغرب بشأن سوريا وركزت على الخلافات بين القوى الاجنبية بشأن كيفية التعامل مع الصراع. وأضافت شينخوا ان الغرب لم يتحرك "من منطلق ذلك "الهدف السامي" المعلن والخاص بتحرير الشعب السوري بقدر ما هي اعتبارات جيوسياسية." وربما تمنح هذه العبارات قدرا من الراحة للأسد الذي ينتقده الغرب بسبب حملة القمع التي قتلت خلالها قواته الامنية عدة الاف. وفي واشنطن قال الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة ان التدخل في سوريا سيكون "صعبا للغاية" لانها ليست ليبيا اخرى. وقال ديمبسي في حديث لقناة (سي.ان.ان) الاخبارية الأمريكية "سيكون خطأ كبيرا اذا اعتقدنا ان هذه ليبيا اخرى." وأضاف ان الجيش السوري "مؤهل جيدا" ولديه نظام دفاع جوي متطور ومتكامل بالاضافة إلى اسلحة كيماوية وبيولوجية. وعبر ايضا عن اعتقاده بانه من السابق لاوانه تسليح حركة المعارضة في سوريا قائلا "اتحدي اي شخص يحدد لي بوضوح حركة المعارضة في سوريا في هذه المرحلة."