أكد زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي أن جهاز الأمن السوداني زرع أجهزة تصنت في مقر حزبه ورجح زراعة أجهزة مماثلة في صالونه الخاص وسيارته، واعتبر ذلك مخالفا للإسلام والدستور ويهدد المجتمع بالفتن وهتك الخصوصية. وعرض الترابي في مؤتمر صحفي حضره عدد محدود من الصحافيين بدار حزبه أجهزة التصنت التي زرعت في علبة كهرباء كانت خلف خريطة السودان المعلقة على الحائط، وأخرى في موقع آخر في قاعة اجتماعات الأمانة العامة، موضحا أن تلك الأجهزة مرتبطة بالكهرباء وبها بطارية احتياطية في حال انقطاع التيار الكهربائي لتسجيل أي حديث وبثه. وتعرض الترابي للاعتقال من قبل أجهزة الأمن السودانية منذ المفاصلة الشهيرة بين الإسلاميين في ديسمبر 1999م. ولفت إلى أن حزبه ساورته الشكوك عقب حديث السلطات عن تسرب وثيقة طرحت على القيادات العليا في الحزب قبل طرحها على الأعضاء اعتقل بسببها إبراهيم السنوسي وعلي شمار، بجانب حديث مدير الأمن الأخير حول اختراقهم حزبه. واعتقلت السلطات إبراهيم السنوسي احد مساعدي الترابي، من دون إبداء أسباب بمطار الخرطوم في ديسمبر. وذكر الترابي (79 عاما) أنه بات لديهم شكوك قوية بأن السلطات تزرع أجهزة تصنت في صالون خاص قريب من غرفة نومه وسيارته، ولم يستبعد أن تكون هناك كاميرات صغيرة تراقبه أيضا. وأبان أنهم طلبوا لقاء مدير المباحث لكنه اعتذر، ثم أرسلوا له وفدا ووعد بإرسال فريق فني وكلاب بوليسية للبحث عن وجود أجهزة تصنت في دار الحزب، محذرا من أنه في حال تفشي التجسس فان ذلك سيفسد علاقات المجتمع ويثير الفتن والظنون. وأضاف الترابي أنهم لجأوا إلى المباحث خوفا من أن يكون اختراقا خارجيا للقوى السياسية. وقال أن جهات أجنبية يمكن أن تتجسس عليهم خشية من تمدد الإسلاميين في العالم، لكنه استبعد هذا الافتراض، مؤكدا أن حزبه مواقفه معلنة وليس لديه أسرار يخشى عليها، ويدعو إلى إسقاط الحكومة عبر ثورة شعبية قومية.