أقدم شاب يمني على إضرام النار في جسده احتجاجا على الانتخابات الرئاسية وتدخلات الأحزاب في الثورة الشبابية المطالبة برحيل نظام الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح. وقالت مصادر طبية وشهود عيان ان صفوان الاكحلي أقدم مساء السبت على إحراق نفسه احتجاجا على التسوية السياسية وتدخلات الأحزاب السياسية في ثورة الشباب والانحراف بها عن اهداف إسقاط كافة رموز نظام الرئيس صالح. وأكدت المصادر أن أجزاء كبيرة من جسم الشاب الاكحلي تعرضت للحريق ويرقد في مستشفى الثورة لتلقي العلاج. وتأتي عملية الاحراق بعد ساعات من مهرجان حاشد نظمته تعز للاحتفال بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاقة الثورة الشعبية في 11 فبراير 2011 حينما خرج الآلاف من الشباب في مدينة تعز واقاموا اول ساحة للحرية. وشارك في المهرجان مئات الآلاف من أبناء تعز، وتخلله عرض كرنفالي مهيب شاركت فيه مختلف شرائح المجتمع وفئاته من جميع مديريات المحافظة التي انطلقت منها شرارة الثورة العام الماضي. من جانب آخر اقتحم شبان يرفعون شعارات الحراك الجنوبي مساء السبت ساحة الحرية في مديرية كريتر بمحافظة عدن جنوب اليمن، وقاموا بإحراق الخيام وتكسير محتويات الساحة التي يعتصم بها شباب الثورة المطالبين بنهاية نظام الرئيس علي عبدالله صالح. وقال شهود عيان ناشطون إن عشرات الشباب برفقة مسلحين اقتحموا ساحة الحرية أثناء خلوها من معظم الشباب المتواجدين فيها الذين غادروا إلى المساجد لأداء صلاة المغرب، واشتبكوا مع من تبقى من الشباب، قبل أن يقوموا بتكسير كاميرات التصوير وأثاث الخيام، وإحراقها بعد ذلك. ويأتي الهجوم على الساحة بعد حملات تحريض يقوم بها بعض فصائل الحراك للتعبير عن رفضهم للانتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير الجاري التي ينتخب فيها عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا لادارة البلاد خلال الفترة الانتقالية الممتدة عامين. وقد دان الحراك الجنوبي العملية، وعبر الأمين العام للحراك الجنوبي عبدالله الناخبي عن أسفه الشديد لاستخدام العلم الجنوبي من قبل من اسماهم "بلاطجة النظام" أثناء هجومهم على ساحة الحرية بكريتر. ووصف اقتحام الساحة عملا لا أخلاقيا و يأتي ضمن سلسلة الأعمال الهادفة إلى وضع العراقيل تجاه الانتخابات الرئاسية، واعتبره "عملا مسيئا للحراك الجنوبي قبل غيره". وأضاف الناخبي:" لا علاقة للحراك بما حدث وما يقوم به البعض من أعمال مسلحة وغدر وانتحال اسم وعلم الحراك في أعمال عنف". ولقي الحادث استهجانا واستنكارا شديدين من كافة شباب الساحات والقوى السياسية والاجتماعية . وحملت بعض هذه القوى انصار الرئيس صالح بمحاولة إثارة الفتنة وخلط الأوراق والسعي لعرقلة الانتخابات بأية طريقة، كون هذه الانتخابات تضع نهاية لشرعية نظام الرئيس صالح.