كل الأغاني التي قدمت اجمالا تحدثت عن الحب والخيانه والهجر والبعد والفراق وقليل هي تلك الأعمال التي تحدثت عن موضوع آخر غير كل هذه الجوانب اذا استثنينا مثلا الأغنية الوطنيه من كل هذه المواضيع وجعلنا لها اهتماما اخر وقدرا وافرا من التقدير والأحترام. قلة من الفنانين الذين تحدثوا عن محبة الوالدين وتقديرهما وهم لايتعدون اطراف الأصابع الواحده ولعل اكبر دليل على ذلك وجود اغنيه واحده للأم في تاريخ الأغنيه العربيه كانت للراحلة فايره احمد وهي ست الحبايب التي قدمتها قبل اكثر من ثلاثين عاما ومازالت هي الاغنيه الرئيسيه التي تقدم باحترام واجلال لهذه الشخصيه القريبه جدا من حياتنا بدون ان يكون هناك أي عمل مشابه لهذه الاعمال التي صنعها اصحابها للبقاء في ذاكرة التاريخ، أما الأب فأن حقه مهضوم كثيرا في هذه الناحيه ولا توجد له أي أغنيه تقدم في أي ظرف من الظروف (مساكين نحن معاشر الآباء). الفنانه انغام غنت في بداية مشوارها الفني أغنيه لأشقائها الصغار وكانت أغنيه مميزه في مشوارها الفني باسم يابختي ويقول مطلعها: يابختي يابختي باخويا واختي حبايبي الصغار امل ابتسامه لبابا وماما وابيض نهار لم يغن بعد ذلك أي فنان أي اغنيه تناقش هذه العلاقه الجميله بين الأخوة والأخوات او حتي الأصدقاء وحتي عندما اراد احد ان يغني اغنيه عن الصديق وصفه بالخيانه وانه قد قام بخطف محبوبته كما استمعنا اليها في احد اعمال الفنان القدير هاني شاكر والتي يقول فيها: صديق عمري ذقت معايه عيشي وملحي شفت معايه هنايه وفرحي ازاي بعد ده كله بتغدر وتبقي انته عذابي وجرحي. لم يناقش احد هذه العلاقات بيننا نحن بني البشر وانصرف الجميع بحثا عن غريزة الحب وكأن الحب هو الشي الوحيد الذي تقوم عليه اساسيات الغناء والطرب. الشحروره صباح غنت لطفلتها الصغيره اغنيه من الحان فريد الأطرش بعنوان حبيبة امها التي يقول مطلعها: حبيبتي بكره تكبر وتروح المدرسه حبيبتي شاطره وحلوه ونمرها كويسه تكبر في عنيه صورتك من الصبح للمسا واقول ياربي كبرت وحتبقي مهندسه السيده فيروز غنت عن الحرب وللطفل وللحمام وكانت جميع اعمالها قيم فنيه وصروح شامخه شيدت عليها جارة القمر فنها واحترامها وجعلتنا نحترم كثيرا فيروز وتبقي كواحده من رموز الاغنيه العربيه اللتي يشار اليها بالبنان في كل وقت.. انظرو لهذا العمل الجميل الذي مزجت فيه الطفوله بالغدر والايام الجميله ودمجت مع كل هذا رساله تستنكر فيها الحروب وماحدث في جنوب لبنان: من زمان انا زغيره كان فيه صبي يجي من الحراش العب انا وياه كان اسمه شادي انا وشادي غنينا سوا لعبنا علي التل وركضنا بالهوي كتبنا عالحجار قصص زغارولوحنا الهوي. الي اخر الاغنيه الجميلة التي اصبحت من الاغاني الفارقه في تاريخ جارة القمر. حتي اغاني المناسبات وشهر رمضان المبارك لم نجد أي اغنيه قد قدمها أي فنان لهذا الشهر الكريم ولهذه المناسبه الكريمه واللتي من الممكن ترديدها الا اغنيه عبدالمطلب: رمضان جانا قولوا معنا رمضان جانا وهي من اشهر الأغاني التي تردد في الحواري المصريه وعلي قهوة الفيشاوي اشهر المقاهي العربيه في العالم العربي وغناها الفنان الراحل قبل اكثر من خمسين عاما. وكذلك هو الحال مع اغاني الاعياد التي مازلنا نستمع حتي يومنا هذا الي اغان يقال انها اغاني اعياد مثل كل عام وانت الحب لعبد المجيد عبدالله التي لم يكن يقصد بها الفنان العيد لا من قريب او من بعيد وبقيت الأغاني الجميلة والقديمه لكل من (طلاح مداح واغنتية كل عام وانتم بخير) و (ومحمد عبده واغنية من العايدين) والمجموعة الفنيه المصريه التي قدمت اجمل اغنيه التي ارتبطت معنا في عيد الفطر الأميز والأجمل ويقول مطلع هذه الاغنيه التي مازلنا نعيش كلماتها حتي الان: عالدنيا وطليت انوارك هلت لك احلى نشيد وقلوبنا تهنت من الفرحه وغنت محلاك ياعيد محلاك ياعيد. كما اننا الان وفي وقتنا هذا نفتقد الأغاني الفرفوشيه التي من المممكن ان تضفي علي الجلسه والمكان ابتسامة حب بدلا من الصد والهجران والعذابات المتواصله بين العشاق، وللأسف فأن الكثير من الشخصيات تكتب عن هذه الاعمال وصنفتها ضمن الأغاني الهابطه بالرغم من وجود فكره في العمل ودعابه جميله. فلم نعد نجد مثلا اغنيه لأي فنانه تشابه اغنية ليلي نظمي (بطاطا) التي يقول مطلعها: حبيبي بيدلعني يقوللي يابطاطا وكل يوم يبعتلي بسكوت وشكلاته وبنات الحته قالوا الواد ده اخر الاطه بس يشوفني اعدي ييجي لحد عندي يقوللي يابطاطا لاحظوا بساطة الكلام اما اذا استمعتم للحن فلن تقاوموا الرضا في دواخلكم. الفنانه مروه عندما قدمت اغاني من هذا النوع انقسم الجمهور الي قسمين الاول كان الي جانب مروه في العمل الذي قدمته (اما نعيمه) والبقيه الاخري مع الاغنيه الام وهذا هو الامر الصائب فنحن الجماهير لا نريد فنانا كالببغاء يقلد ويردد ما سبقه به الاخرون نحن نريد بالتاكيد اغنيه جديده تضاف الي المكاتب الموسيقيه نريد ايها الفنانون اغنيه للتاريخ فكفانا بعدا وهجرانا وعذاب ودموع نحن في غني عنها في هذه الايام اغنيه تعطينا الأمل والابتسامه وتجعلنا ننظر للغد المشرق بتفاؤل وحب.