طلب المجلس الانتقالي الليبي أمس من النيجر تسليمه الساعدي القذافي نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، على إثر إعلانه نيته العودة إلى ليبيا في تصريحات أطلقها خلال مقابلة مع قناة العربية. وقال الناطق الجديد باسم المجلس محمد نصر الحريزي في بيان "إن المجلس الوطني الانتقالي المؤقت يطلب من حكومة النيجر أن تقوم بتسليم الساعدي ومن معه من الفارين من العدالة إلى السلطات الليبية على الفور حتى تحافظ على علاقاتها ومصالحها مع الشعب الليبي". وكان الساعدي القذافي أعلن في مقابلة عبر الهاتف من النيجر مع قناة العربية التي تبث من دبي أنه سيعود إلى ليبيا "في أي لحظة" مضيفا أن القسم الأكبر من الشعب الليبي غير راض عن الأوضاع الحالية. وقال الساعدي القذافي "إن سبعين في المئة من الموجودين في ليبيا غير راضين عن الوضع الحالي" مشيرًا إلى أنه أجرى اتصالات بالمجلس الوطني الانتقالي وعدد من القبائل وميليشيات أخرى. وصرح الساعدي القذافي "هناك انتفاضة تكبر كل يوم وستكون هناك انتفاضة في كافة أنحاء البلاد". وتابع "عودتي إلى ليبيا ستكون في أي لحظة، وسأعمل على منع عمليات الانتقام والثأر". من جهته نفى الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي حصول أي اتصال بالقذافي. وقال محذرا "ليعلم الساعدي ومن يقف وراءه أن ثوار 17 فبراير لم يلقوا سلاحهم بعد وأنهم على أهبة الاستعداد لمواجهة أي محاولة طائشة بقوة لم ولن يتصور مداها أو شدتها". من جانبه أكد وزير الخارجية الليبي عاشور بن خيال أمس أن التصريحات التي أدلى بها الساعدي القذافي، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لقناة العربية الإخبارية تهدد العلاقات الثنائية مع النيجر. وطالب بن خيال حكومة النيجر باتخاذ إجراءات صارمة ضد الساعدي القذافي بما فيها تسليمه إلى ليبيا لمقاضاته على الجرائم التي ارتكبها ضد أبناء الشعب الليبي. وأجرى وزير خارجية النيجر بازوم محمد اتصالا هاتفيا في الساعات الأولى من صباح أمس مع بن خيال الذي أبلغه "الاستياء والاحتجاج الشديدين" لما قام به الساعدي من " تصريحات عدائية تسيء للشعب الليبي وثورته المجيدة وللحكومة الليبية". وعبر وزير خارجية النيجر خلال هذا الاتصال عن أسفه واعتذاره للحكومة والشعب الليبي عما حدث، مضيفًا أنه سيتصل برئيس النيجر الذي يقوم حاليا بزيارة إلى فرنسا. وقال بازوم محمد إنه يود أن يطمئن الجانب الليبي بأن "المطالب سوف تستجاب وفق القوانين والأعراف المسموح بها" ، وأن "الاتصالات سوف تكون مفتوحة بين الجانبين في هذا الخصوص". وكان الساعدي القذافي (38 عاما) فر من ليبيا عبر حدودها الجنوبية إلى النيجر في أغسطس الماضي أثناء سقوط طرابلس الذي أنهى حكم والده الذي استمر 42 عاما. ومنحت النيجر القذافي حق اللجوء وترفض تسليمه إلى طرابس على الرغم من المطالبات المتكررة للسلطات الليبية. وتتهم السلطات الليبية الساعدي القذافي "بالاستيلاء على ممتلكات بالقوة والترهيب في حقبة ترؤسه للاتحاد الليبي لكرة القدم". وأصدر الانتربول "مذكرة حمراء" بحقه لمطالبة دوله الأعضاء ال188 بتوقيفه.