احتشد آلاف من المصريين امس بميدان التحرير وسط القاهرة عقب صلاة الجمعة للتظاهر تحت شعار «جمعة الرحيل» للمطالبة برحيل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السلطة. وشهدت امس جولات من الكر والفر بين المعتصمين فيه والبلطجية، الذين أغاروا عليهم أكثر من مرة منذ الليلة قبل الماضية لمحاولة فض اعتصامهم المستمر منذ أشهر بالميدان. وقام البلطجية بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء، واستخدام زجاجات المولوتوف لإرهاب المعتصمين. ويطالب المتظاهرون باستكمال أهداف الثورة المصرية وفي مقدمتها تحديد جدول زمني لانتخابات الرئاسة بفتح باب الترشّح اعتباراً من اليوم السبت كما أعلن المجلس العسكري، بالإضافة إلى وقف العنف ضد النشطاء السياسيين، وإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها من الفساد ومن اتباع النظام السابق، وبتقديم الجناة فى كل الأحداث الدامية التي وقعت بالبلاد منذ أكثر من عام.وتأتي المظاهرات قبل يوم واحد من دعوة أطلقتها أحزاب وقوى وتيارات سياسية «من غير المنتمية لقوى الإسلام السياسي» لعصيان مدني وإضراب عام يشمل جميع مرافق الدولة بالتزامن مع ذكرى مرور عام على رحيل الرئيس السابق. في سياق مواز، أعلن ائتلاف أسر شهداء ومصابي ثورة يناير، عدم المشاركة فى العصيان المدنى، الذى دعت إليه عدد من القوى الثورية والأحزاب السياسية اعتبارا من اليوم « السبت» . وأكد أيمن حنفى، منسق الائتلاف، أن الدعوة لعصيان مدنى، عبارة عن تعطيل لمصالح المواطنين وخاصة فى تلك المرحلة، مشيرا إلى أنه يجب الدعوة إلى العمل الجاد. الى ذلك يجرى القائد العام رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى ونائبة الفريق سامى عنان مباحثات « مهمة « فى القاهرة اليوم السبت بمقر وزارة الدفاع مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي الذى يزور مصر لتخفيف التوتر بين واشنطنوالقاهرة. وعلم ان ديمبسي سيؤكد خلال المباحثات حرص وزارة الدفاع الأمريكية على احترام المؤسسات المصرية والقضاء المصري والحاجة إلى إيجاد مخرج للسماح بسفر الموظفين الأمريكيين الذين يعملون في مؤسسات العمل المدني في مصر المتأثرين بالتحقيق القضائي الأخير. كما سيطرح ديمبسي مسألة المساعدات الأمريكية السنوية لمصر إضافة إلى سبل الحفاظ على العلاقات العسكرية المشتركة. وتأتى زيارة المسئول الامريكى عقب التوتر الذى اصاب العلاقات بين القاهرةوواشنطن منذ مداهمة السلطات المصرية لمقر منظمات حقوقية واحالة 43 متهما الى الجنايات فى قضية ملف «التمويل الاجنبى» منهم 19 امريكيا تضمنهم سام لحود نجل وزير النقل الامريكى، ثم قرار قطع الوفد العسكرى المصرى لزيارتة الى واشنطن الاربعاء الماضى والتى بدأها 29 يناير الماضى، بناء على طلب من القاهرة والتى كان مقرراً لها الاستمرار عدة ايام اخرى للقاء اعضاء من الكونجرس الامريكى للتباحث بشأن مسألة المساعدات . واكد 11 عضوا في مجلس الشيوخ فى وقت سابق على أن « استمرار تقييد انشطة الموظفين الدوليين والمصريين ومضايقتهم سينظر إليه بقلق بالغ ولاسيما في ضوء المساعدات الأمريكية الكبيرة لمصر» ، وذلك على خلفية مداهمة منظمات حقوقية تابعة للمجتمع المدنى فى مصر. ويبلغ حجم المساعدات العسكرية الامريكية للجيش المصرى نحو 3ر1 مليار دولار سنويا.