سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إمام المسجد النبوي يدعو الشعوب المنكوبة والمسلمين إلى استدفاع البلاء بالتضرع إلى الله أوصى المواطنين والمقيمين بشكر الله عز وجل على نعمة الأمن ورغد العيش
دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة أمس الشعوب في الدول العربية والإسلامية المنكوبة بالاضطرابات والفتن استدفاع أمواج البلاء بالتضرع والدعاء إلى الله عز وجل فإنه لا يرد القدر سواه، كما دعاهم إلى الصبر والاحتساب والتوبة والإنابة والتذرع بالفأل الحسن، مناشدا المسلمين في كل مكان التوجه إلى الله بصدق المناجاة بأن يحفظ ويرعى ويصون إخواننا المستضعفين المضطهدين فلا منجا ولا مخرج مما حل بالأمة إلا بذلك. كما دعا فضيلته المواطنين والمقيمين في المملكة بشكر الله عز وجل على الأمن والأمان والاستقرار وقال: يا من تعيشون في أمن وافر، ورخاء ظاهر، وعافية ضافية، ونعمة صافية، يا من دفع الله عنكم الفتن والشرور، لا تكونوا ممن عمه فضل ربه فارتد، وأحسنوا مجاورة النعمة، وتعوذوا من زوال النعمة وتحول العافية واحمدوا الله على نعمة الأمن والاستقرار، وانظروا في أحوالكم الدينية انظروا في أمر الصلاة، وتناصحوا فيما بينكم وراقبوا أولادكم في الصلاة والدين والسلوك والأخلاق. وقال فضيلته: الزمان صروف تجول ومصائب تجول ومصائب تصول، من نابته نوبة وعرته نكبة وغشيته بلية، وحلت بساحته محنة أو فتنة أو تسلط عليه ظالم أو ناله عدو مناوئ فليلذ بالله تعالى وليتوكل عليه وليثق بمولاه ويتحلى بعصمة الصبر والجلد والاحتساب وليتذرع بالفأل الحسن، والتوبة والإنابة والرجوع إلى الله، ومن لاذ بالله تعالى هدأ توجعه، وسكن تفجعه والهلع والجزع لا ينشران مطويا، ولا يردان حتما مقضيا، ولا عزاء إلا التسليم والرضا والصبر على ما قدر الله وقضى وأوجب وأمضى. وأضاف: أحسن الكلام في الشكوى سؤال المولى، فاستدفعوا أمواج البلاء بالتضرع والدعاء، فليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء وأعجز الناس من عجز عن الدعاء، ولا يرد القدر إلا الدعاء، فأكثروا من الدعاء والمناجاة، فإن الله يسمع دعاء من دعاه، ويبصر تضرع من تضرع إليه وناداه، ومن سأل الله بصدق وضراعة كشف عنه بلواه وحماه ووقاه وكفاه وحقق له سؤله ومناه. وقال: أنتم ترون ما حل ببعض بلادنا العربية والإسلامية من الأحداث والاضطرابات والصدامات والنزاعات والمواجهات، والفتن والحروب والبلاء العظيم والشر المستطير، لا تغفلوا عن التوجه إلى الله بصدق وإنابة والدعاء لإخوانكم بالحفظ والرعاية والصيانة والسلامة من تلك الفتن والشرور، وليس لنا إذا اشتدت الخطوب ونزل الأمر واشتد الكرب وعظم الخطب إلا الله، وكان نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو عند الكرب بهذه الدعوات: لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، قالها إبراهيم عليه السلام حينما ألقي في النار وقالها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما قالوا إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. وأضاف: فارفعوا بأكف الضراعة وتوسلوا إلى الله بألوان الطاعة أن يرحم إخوانكم المستضعفين والمضطهدين والمنكوبين في كل مكان، ادعوا دعاء الغريق في الدجى أن يجعل الله للمسلمين من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا، فلا مخرج من أزماتنا إلا صدق اللجأ إلى الله تعالى فهو العظيم الذي لا أعظم منه، الكبير الذي لا أكبر منه، والقادر الذي لا أقدر منه، والقوي الذي لا أقوى منه، ومن كان الله معه كان معه الجند الذي لا يغلب والقوة التي لا ترهب.