المياه هي أهم عناصر استمرار الحياة على الأرض ، وقد وردت كلمة ماء حوالي ثلاث وستين مرة في القرآن الكريم . وتوفير المياه العذبة من أهم القضايا التي يجب أن تحتل جزءاً مهماً واساسياً في أي خطة تنموية ، ولا سيما في بلادنا التي تعاني من مشكلة شح المياه ، وخاصة المياه العذبة . وتقع بلادنا ضمن الحزام المداري الصحراوي ، لذلك فهي تقع في قلب الدول المعرضة للجفاف . ويتصف هذا الحزام بارتفاع درجات الحرارة معظم شهور السنة ، كما أن الأمطار قليلة ومتقطعة . وتشير الدراسات المائية ( الهيدرولوجية) إلى أن معدل سقوط الأمطار على معظم مناطق المملكة في حدود 50ملم/ سنة ، ماعدا المناطق الجنوبية الغربية. ويؤكد أحد التقارير الحديثة الصادرة عن الأممالمتحدة أنه بحلول عام2025م سيكون هناك تهديد كبير بنقص المياه ومواردها لبعض دول العالم ومنها المملكة العربية السعودية . ومن اجل هذا فإن ترشيد استهلاك المياه مهم جداً للمحافظة على هذه الثروة الحيوية لنا وللأجيال القادمة ، واستمرار التنمية المستدامة في بلادنا . وقد وجد من الدراسات المتعددة أن من أهم اسباب الهدر في استهلاك المياه ضعف الوعي لدى بعض المواطنين ، وعدم معرفتهم بالوضع المائي في المملكة ، وخطورة الاستمرار في الاستهلاك غير المرشد للمياه ، بالإضافة إلى الإهمال في إصلاح التسربات ، وعدم تفعيل دور المرأة في التوعية ، وحث الأبناء على المحافظة على هذه الثروة الوطنية التي لا تقدر بثمن !! . والمرأة السعودية في قلب أي توعية لترشيد استهلاك المياه ، فهي مسؤولة عن إدارة ونظافة المنزل وترتيبه وتنسيقه . وينبغي لها أن تكون قدوة لأطفالها وأسرتها في الحفاظ على المياه وترشيدها وعدم تلوثها . وعليها أن تزرع قيم حب الطبيعة وعدم الإسراف وتقدير الجمال في نفوس أطفالها . والمرأة ذات دور حيوي في ترشيد استهلاك المياه التي تتعدد أوجه استخداماتها في المنزل . ويشمل ذلك ترشيد مياه الشرب ، والمياه المستخدمة لغسيل الملابس ، وفي المطابخ لغسيل الصحون وغيرها ، والمياه المستخدمة لري الحديقة المنزلية ، ولتنظيف المنزل ، بالإضافة إلى دورات المياه والمسابح . وهذا يقتضي توعية الخادمات اللواتي لا يدركن أهمية ترشيد استهلاك المياه . وكما أن للرجل دوره المهم في بناء الأسرة وتأمين احتياجاتها ، فإن المرأة هي ربة المنزل وصاحبة الرأي الأهم في ترشيد استهلاك المياه ، وبالطبع في كثير من الأشياء مثل ترشيد الطاقة والنفقات المتعددة . إن ديننا الإسلامي الحنيف يدعو إلى المحافظة على المياه وترشيدها وعدم الإسراف في استخدامها . والمرأة من أهم عوامل ازدهار المجتمع ، وهي النصف الآخر من المجتمع الذي عليه الدور المهم في توجيه الأطفال إلى الطرق الصحيحة لترشيد استهلاك المياه، أما دورها التربوي والاجتماعي فهو حيوي لارتباطها القوي بنسيج الأسرة وترابطها....