تعتبر المياه من أهم الثروات الطبيعية التي لايمكن الاستغناء عنها في مختلف الاستخدامات وبالتالي فإن توفير كميات كافية منها كفيل بتسيير عجلة الاقتصاد في المملكة سواء في المصانع أو المعامل أو الزراعة وحياة الناس بصفة عامة، كما أن هناك سبلاً وطرقاً عديدة لتوفيرها بما في ذلك مياه البحر بعد دخول تقنية التحلية والتي سوف تساهم بشكل كبير في سد متطلبات الاقتصاد والمعيشة. غير أن البعض يرى أن أزمة المياه المتكررة والتي أصبحت سمة من سمات معاناة أهالي جدة سببها عدم ترشيد الاستهلاك وتدني مستوى ثقافة وعي الترشيد بين المواطنين والمقيمين، بينما يرى البعض أن الاستخدام العشوائي داخل المنازل من قبل الخادمات هو السبب. (الندوة) طرحت هذه القضية أمام عدد من المواطنين والمهتمين بالشأن المجتمعي فكانت محصلة آرائهم كالآتي: في البداية يقول نايف الزهراني إن ترشيد استهلاك المياه ونشر الثقافة ورفع الوعي الاستهلاكي في صفوف المواطنين والمقيمين وتوعيتهم بمشاكل المياه الحالية والمستقبلية وطرق التقليل من الهدر الجائر للمياه، إضافة إلى تعريفهم بالاستهلاك الطبيعي للفرد هو الطريق الصحيح للمحافظة والتعامل مع الثروة المائية، مثل استخدام مرشدات التدفق المائية في استهلاك البيوت والتي إذا تم تركيبها سوف تساهم في عدم هدر المياه، وفي اعتقادي لن تكون هناك أي أزمة مائية متكررة. استنزاف غير مبرر ويشارك في الرأي ابراهيم الزبيدي فيقول: إن الترشيد الغاية منه تحقيق وفرة مائية للتغلب على مشكلة نقص المياه لدى المشتركين والمساهمة في الحد من الاستنزاف غير المبرر للثروة المائية في بلادنا، والمحافظة على المياه الجوفية والتي تعتبر أهم مخزون استراتيجي للأجيال القادمة ويرى الزبيدي أن توزيع نشرات توعوية على المدارس هو الأمثل وتعليم الطلاب والطالبات كيفية استخدام المياه للحاجة دون إسراف إضافة إلى تعليمهم قراءة عدادات المياه بما يؤدي إلى نشر ثقافة ترشيد استهلاك المياه كما لابد من تفعيل النشاط المدرسي في هذا الصدد، وإيضاح حجم المشكلة المائية التي يعاني منها الجميع بسبب عدم ترشيد الاستهلاك. خادمات المنازل أما علي المالكي فيقول إن من الأهمية رفع وعي المواطن والمقيم بضرورة ترشيد استهلاك المياه وعدم تبذيرها في استهلاك عشوائي، وأرى أن خادمات المنازل تقمن باستهلاك غير طبيعي للمياه ويساهمن في تبذيرها لذا يجب توعية هؤلاء الخادمات وتوجيههن من قبل أفراد الأسرة، كما أن عبء المحافظة على المياه يقع على عاتق كل مواطن ومقيم وهو يأمل في تخفيض معدل الاستهلاك من الجميع، ويضيف: إن وعي المستهلكين ليس بالدرجة الكافية بحيث نصل إلى معدل استهلاك طبيعي للمياه فلا بد من رفع هذا الوعي فهناك دول تعاني من شح خطير في المياه بسبب عدم الوعي بالترشيد وبالتالي فإننا مطالبون باتباع سياسة استهلاك حقيقية وفعالة تساهم في خفض الاستهلاك غير الراشد للمياه، كما أن الوعي المجتمعي حول المحافظة على هذه الثروة يجب أن يحظى بدعم إعلامي كبير في صحافتنا المحلية، ومن خلال عرض برامج تلفزيونية وإذاعية للتوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه. مسؤولية الإعلام ومن جانبه يشير أحمد العجلاني إلى أهمية تكثيف نشر التوعية بأهمية ترشيد استهلاك مستمر بهدف ضرورة الترشيد من أجل المحافظة على هذه الثروة الوطنية المهمة، وعلى وسائل الإعلام المختلفة القيام بإعداد برامج توعية في التلفزيون والإذاعة والصحافة المحلية وبطريقة مشوقة وطريقة تحث المواطن والمقيم على ضرورة الحفاظ على المياه التي تعتبر ثروة توجب المحافظة عليها من الضياع والهدر، كما يجب مخاطبة الناس في هذا الشأن بحسب مستوياتهم الاجتماعية والثقافية ولابد أن يكون هناك حرص على استهلاك المياه وعدم هدرها وشدد العجلاني على أهمية الاستعانة بشخصيات مجتمعية معروفة وذات تأثير كبير على أفراد المجتمع في النشرات الإعلامية لترشيد استهلاك المياه من أجل توصيل الرسالة التي يراد إيصالها للجميع.