سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الجامعة» عازمة على إرسال بعثة مراقبة جديدة إلى سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة مسؤول أميركي يحذّر من عسكرة الأزمة ودراسة تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي أبلغه انه يعتزم إرسال بعثة مراقبة مرة أخرى إلى سوريا وطلب مساعدة الأممالمتحدة في ذلك. وقال بان للصحافيين بعد تقديمه إحاطة إلى مجلس الأمن بشأن جولته الأخيرة إلى الشرق الأوسط «لقد تحدثت مع رئيس جامعة الدول العربية نبيل العربي حول كيفية وضع حد للقتل والشروع في مفاوضات سياسية وأبلغني انه يعتزم إرسال بعثة مراقبة الجامعة العربية مرة أخرى إلى سوريا». وأشار بان إلى ان العربي طلب «مساعدة الأممالمتحدة بهذا الشأن ومقترحاً إنشاء بعثة مراقبة مشتركة في سوريا، بما في ذلك إرسال مبعوث خاص مشترك». وأكد الأمين العام أن الأممالمتحدة على أتم الاستعداد لمساعدة الجامعة العربية بأي طريقة ممكنة لإنهاء أعمال العنف والقتل في سوريا. وأعرب عن أسفه العميق لعدم توصل مجلس الأمن الدولي إلى قرار يضع حداً لسفك الدماء في سوريا، معتبراً أن فشل المجلس «بتوحيد الصوت ضد تصاعد العنف والقمع الوحشي للشعب السوري يعتبر كارثة كبيرة». وأضاف «أخشى أن تكون الوحشية المروعة التي نشهدها في حمص والتي تشن عبر الأسلحة الثقيلة في الأحياء المدنية نذيراً لأعمال أكثر وحشية قادمة، إن مثل هذا العنف غير مقبول من قبل البشر. كم من الأشخاص يلزم أن يقتلوا لوقف هذا الانزلاق الخطير نحو الحرب الأهلية والفتنة الطائفية». وأشار بان إلى إن إيجاد أرضية مشتركة لوقف العنف في سوريا تعتبر أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى حيث أن الأوضاع الحالية التي تشهدها البلاد سوف تنعكس على المنطقة برمتها. وقالت الجامعة العربية إنها ستستأنف جهودها للتوصل إلى حل الأزمة السورية بالرغم من فشل مجلس الأمن في إصدار قرار. الى ذلك حذّر مسؤول أميركي من أن المجتمع الدولي قد يضطر إلى عسكرة الأزمة في سوريا. وقالت صحيفة «دايلي تليغراف» امس، إن المسؤول، الذي لم تكشف عن هويته لكنها وصفته بأنه بارز بوزارة الخارجية الأميركية، أبلغها أن البيت الأبيض «يريد استنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية، غير أن النقاش في واشنطن تحول بعيداً عن الدبلوماسية باتجاه عمل أكثر قوة منذ قيام روسيا والصين باستخدام الفيتو المزدوج لمنع اصدار قرار بمجلس الأمن الدولي يدين سوريا». واضافت أن القيادة الوسطى بوزارة الدفاع الأميركية بدأت مراجعة أولية داخلية لقدرات الولاياتالمتحدة العسكرية في المنطقة، وصفها مسؤول في الوزارة بأنها «عملية من شأنها أن توفّر خيارات للرئيس باراك أوباما إذا ما طلب تبنيها». ونسبت الصحيفة إلى المسؤول البارز بوزارة الخارجية الأميركية قوله «إن صانعي القرار لم يحددوا بعد بأننا في نقطة اللاعودة، لكن لا تزال هناك نافذة وكل ما في الأمر يتعلق بأن هذه النافذة تنغلق، ولا اعرف كم من الوقت سيمر قبل أن يبدأ الناس النظر إلى الخيارات الأخرى على الطاولة لأنه لن يكون هناك أي شيء». واضاف المسؤول الاميركي «نحن بالتأكيد لا نريد عسكرة الوضع وسنتفادى هذا الأمر إذا كان ذلك ممكناً، لكن هذا الاحتمال يبدو متعذراً بشكل متزايد». وقال «هناك دائماً أمل في أن نتمكن من حل هذه الأزمة من دون أن تتحول إلى حرب أهلية واسعة النطاق ومن دون استخدام القوة، لكن هذا يتطلب توجيه دعوة ايقاظ للرئيس بشار الأسد». واشارت «ديلي تليغراف» إلى أن شخصيات مؤثّرة في واشنطن اقترحت اقامة «ممر انساني أو ملاذ آمن في سوريا، في حين اعتبر آخرون مثل السيناتور جين ماكين «أن الوقت حان للنظر في تسليح الجيش السوري الحر المنشق». وفي اطار هذه الدعوة كشفت صحيفة التايمز امس أن الولاياتالمتحدة تدرس تقديم مساعدات عسكرية للمعارضة السورية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الصحيفة «إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وضعت خططاً للطوارئ يمكن أن تشمل تزويد الجيش السوري الحر (المنشق) بالأسلحة، واقامة ممر انساني لإيصال المساعدات إلى المدنيين». واضافت «أن عدة دول تدعم المتمردين في سوريا، حيث تم تزويدهم ب 3000 هاتف تعمل بالأقمار الاصطناعية، ومنح الجيش السوري الحر معدات للرؤية الليلية وصواريخ مضادة للدبابات». ونسبت الصحيفة إلى منسق الشؤون اللوجستية في الجيش السوري الحر الشيخ زهير عباسي قوله «إن المتمردين يريدون من الغرب اقامة منطقة لحظر الطيران وملاذ آمن لتمكينهم من العمل بأمان». واضاف «في حال حصلنا على هذه المناطق، فإن معظم الجيش النظامي السوري سينشق وينضم إلينا». وقال الشيخ عباسي «نحن لا نطلب من الغرب أن يتدخل بل يزودنا بالأسلحة وسنتكفل بالباقي، لأن الجيش الحر يضم الآن نحو 40 ألف جندي»، على حد تعبيره.