كانت قناة العربية ولازالت من أكثر القنوات على المستوى الإقليمي والدولي احترافية ومهنية نظير المجهود الإعلامي غير الاعتيادي الذي نشاهده ونستمع إليه في نشرات الأخبار عرضا وتحليلا، ولا غرو في ذلك فمن يديرها شخصية إعلامية فذة بحجم عبدالرحمن الراشد، فالنجاحات كانت متوالية والتميز كان سمة بارزة في تعاطي القناة مع جميع القضايا في شتى المجالات مما أكسبها احترام المشاهدين بدليل أعدادهم المتزايدة يوما إثر آخر، ولكن الكمال البشري لا بد أن يعتريه ما يكدّر نجاحاته فللأسف الشديد لم تكتمل روعة العربية ولم تنتقل (عدوى) نجاحات التغطيات المباشرة والبرامج السياسية والحوارية والمنوعة للبرنامج الرياضي الوحيد على شاشة القناة (في المرمى) فماذا حدث ؟!، عندما يتحدث مذيع البرنامج بكل ثقة بأن المحترف الكاميروني إيمانا أعترف بالقيام بحركة الإصبع في المؤتمر الصحفي مع ناديه الإماراتي ثم يأتي في الحلقة التي تليها ليستدرك قائلا بأن اللاعب صرّح لمراسل البرنامج فقط هذا يُصنف ضمن عدم احترام عقلية المشاهد، وهو تصرف مرفوض ولا يدلّ على أي احترافية والأدهى والأمرّ أن الدليل الذي استند عليه مذيع البرنامج وقام بعرضه للمشاهدين هو مراسل البرنامج نفسه الذي حلف وأقسم بالله بأن ذلك حصل، نقطة أخرى المذيع قبل ستة أشهر تقريبا أي بعد حصول الضجة على الصورة القضية مباشرة غرّد عبر حسابه الرسمي في ( تويتر ) بأنه وجد المصور في دبي وجلسا سويا في أحد المطاعم وتبادلا الحديث ! والآن بعد ستة أشهر يتحدث في البرنامج بكلام مغاير دون الاكتراث بعقلية مشاهد أو مهنية أو احترافية وبما أن الشيء بالشيء يُذكر لست أدري حتى اللحظة سبب الكليب الساخر في لقطة الختام الذي تعرض فيه لعضو مجلس إدارة الهلال وعضو شرفه حسن الناقور بخصوص مفاوضات لاعب القادسية ياسر الشمراني ؟! علما بأن المذيع هو آخر من يتحدث عن المفاوضات فرصيده حافل بالفشل في هذا المجال ولعلّ أشهرها مفاوضاته مع النجم الكويتي بشار عبدالله مما يجعل هذه القصة ترقى لأن تكون مشروع فيلم وثائقي ساخر وليس مجرد لقطة ختام ، وفي كل الأحوال ليست القضية الآن إصبع إيمانا أو كليب ساخر بل القضية المصداقية مادامت المصادر والأدلة ليس لها زمام أو خطام.