طلب المجلس الاستشاري من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الحاكم في مصر خلال الفترة المؤقتة ضرورة الإسراع في الكشف عن أبعاد المؤامرات والمخططات التي تحاك ضد البلاد حاليا واقتلاع جذور الفتنة في الوطن خاصة فيما يتعلق بمذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها أكثر من 70 شخصا وإصابة المئات مناشدا جهات التحقيق بسرعة إعلان نتيجة التحقيقات في الأحداث التي أعقبت مباراة كرة القدم بين فريقي الأهلي والمصري البورسعيدي. وشدد المجلس الاستشاري المعاون للمجلس العسكري خلال اجتماع الليلة قبل الماضية على أهمية العمل بأسرع وقت ممكن على حل مشكلات أبناء مدينة بورسعيد التي يواجهونها، من جراء الأحداث الدامية التي شهدها استاد النادي المصري وأعرب المجلس عن تقديره وارتياحه لاستجابة المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتوصياته فيما يتعلق بسرعة فتح باب الترشيح لانتخابات الرئاسة في 10 مارس المقبل والتبكير بنقل السلطة على نحو ما ورد بتوصيات « الاستشاري» وللاستجابة للمطالبة بتوزيع مسجوني طره من رموز النظام السابق على سجون مختلفة مؤكدا أن هناك تجاوبا بين الاستشاري والعسكري. وقال محمد الخولي المتحدث باسم المجلس إن هناك تجاوبا مع مطالب المجلس بإعادة هيكلة وزارة الداخلية واستبعاد القيادات المتورطة في الأحداث والمظاهرات والتجمعات الشعبية بالتحريض على قتل المتظاهرين حتى أن مجلس الشعب ناقش هذا الموضوع في أكثر من جلسة مشيرا إلى أن المجلس في تواصل مستمر مع «العسكري» لمتابعة الأوضاع الحالية. وأعلن محمد عبد المجيد برغش أمين عام نقابة الفلاحين السابق استقالته من عضوية المجلس الاستشاري مبررا ذلك بعدم اهتمام المجلس بمصالح الفلاحين ومشاكلهم. من جانبه أكد الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة رفض الحزب لمطالبة البعض بالإضراب والعصيان المدني يوم السبت القادم بالتزامن مع ذكرى تنحي الرئيس السابق حسني مبارك. وأوضح مرسي في بيان رسمي أن البلد لا يحتمل مزيدا من تعطيل الأوضاع والإضرابات، مشيرا إلى أهمية أن يخرج الجميع من هذا الوضع المضطرب، وأكد استعداد الحزب لتحمل المسؤولية طبقا لأغلبيته البرلمانية بالتعاون مع الجميع.وطالب مرسى المجلس العسكري بالالتزام بالجدول الزمني لنقل السلطة وتحمل المسؤولية كاملة تجاه أمن الوطن ومواطنيه مؤكداً أن شعب مصر لن يتهاون في حقوقه وبرهن على ذلك في انتخابه نوابا بمجلس الشعب قادرين على التعبير عنه وتحقيق مصالحه وكشف من يعبث بأمنه. في الوقت نفسه أكد أحمد غزال المتحدث باسم طلاب الإخوان بجامعة القاهرة أنهم لم يتخذوا قرارا حتى الآن بشأن المشاركة في دعوات العصيان المدني السبت. إلى ذلك سادت حالة من الهدوء ميدان التحرير في ظل تناقص أعداد المتظاهرين وبرودة الجو وتراجعت أعداد المارة الزائرين إلى الميدان وشارع محمد محمود ومحيط وزارة الداخلية بعد توقف الاشتباكات بين المتظاهرين وأهالي عابدين. واستمرت المستشفيات الميدانية في عملها استعدادا لتلقي أي حالات إصابة لأي مناوشات قد تحدث، واستقرت في مقرين لها الأول بشارع محمد محمود والثاني في ميدان التحرير فيما تتواجد سيارات الإسعاف بشارع عمر مكرم تحسباً لوقوع اشتباكات في أي وقت. وأكد زياد العليمي عضو مجلس الشعب أنه سيطالب باستجواب المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة أمام البرلمان والتحقيق مع وزارة الداخلية بأكملها محملا وزير الداخلية المسؤولية عن الأحداث والاضطرابات الأخيرة. وتحدث العليمي مع مجموعة من المتظاهرين بشارع محمد محمود وطالبهم بالتوجه إلى ميدان التحرير قائلا: إن ذلك يمثل ضغطا كبيرا على الحكومة ولكن مع التحلي بضبط النفس لكسب الرأي العام. في سياق متصل قال النائب باسم كامل عضو مجلس الشعب عن حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي إن النواب المعتصمين والمضربين عن الطعام داخل مجلس الشعب قرروا تعليق الاعتصام بعد وقف الخرطوش على المتظاهرين وعودة الهدوء النسبي إلى محيط الداخلية.