حسناً أن يزود المرء الاستجابة في هاتفه النقال بآيات من التنزيل الحكيم . كذلك وجدتُ البعض من أصحاب المؤسسات يُسمعون طالب النداء مجموعة من الآيات الكريمة ، وبأصوات مقرئين جيدين ومعروفين بحسن التلاوة والترتيل . والبعض بأدعية . غير أني وجدث الثلث تقريبا – من ذلُك البعض - لا يُبالون بتركك تنتظر الرد الذي من أجله أجريت النداء ) المكالمة) ثم ينغلق الهاتف . والبعض يتركك بعد أن قلت له عن كامل غرضك تستمع إلى القرآن ، ثم ينقفل الخط دون اعتذار أو تحقيق غرض . وآخر يطلب منهم تحويلك إلى توصيلة ، وتنتظر – سامعا القرآن الكريم – ثم ينقطع الخط ، فتضطر إلى إعادة الطلب . هذا جار مع المستوصفات ومكاتب الخدمات الأهلية ( الاستقدام على وجه الخصوص ) . وعندي أن مسألة تزويد السنترال لديهم ماهي إلا ضرب من ضروب نصب المصيدة ، وهم يعلمون أن تلاوة سُور التقى يجب العمل بها وليس سماعها أو إسماعها فقط . ولا أعلم هل يجوز استخدام آيات القرآن الكريم للتنبيه والانتظار في الهواتف الجوالة وما في حكمها؛ وذلك لما في هذا الاستعمال من تعريض القرآن للابتذال والامتهان بقطع التلاوة وإهمالها، ولأنه قد تتلى الآيات في مواطن لا تليق بها. وقد شجّع المصلحون تسجيل القرآن الكريم في الهاتف للتلاوة منه أو الاستماع إليه وقالوا إنه عون على نشر القرآن واستماعه وتدبره، ويحصل الثواب بالاستماع إليه ، ففيه تذكير وتعليم، وإذاعة له بين المسلمين. آتي إلى موضوع طول الانتظار في أيامنا هذه. ولأن استعمال خدمة الانتظار، وخاصة من دون إعلام الشخص الآخر وطلب السماح منه، يعني أنّ المتحدِّث الأوّل ليست له الأفضلية الأولى في حديثك. الهاتف الناطق ميزة مكبِّر الصوت): وهو لونٌ من التقانة الحديثة في مجال الهواتف ينبغي أن نُحسن التعامل معه. ومن المهم جدّاً الالتزام بآداب التحدُّث فيه، سواء أكنت تستعمله في حديث مع شخص قريب وعزيز أو مع شخص من عامة الناس يستفسر عن قضية أو مصلحة . وظن الناس بعد اختراع الهاتف أنه اختصروا الوقت ووفروا التنقل ولكن الذي حصل في رأيي أنهم لم يوفروا الوقت ولا الدراهم على المتصل . فالمتصل يدفع فاتورة الانتظار من أعصابه ومن جيبه .