عقد معالي وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد اجتماعاً مع المسؤولين في الوزارة صباح أمس الثلاثاء بمكتب معاليه بالوزارة. وذلك بحضور سمو الدكتور خالد بن عبدالله المشاري آل سعود، نائب الوزير لتعليم البنات، والدكتور سعيد بن محمد المليص، نائب الوزير لتعليم البنين. ورحب معاليه في بداية الاجتماع بالحضور مؤكداً على أهمية التواصل المستمر بين قطاعات الوزارة من خلال هذه الاجتماعات الدورية التي تناقش موضوعات ومشروعات استراتيجية مهمة في سبيل تطوير التعليم الذي ننشده جميعاً. وعبر معاليه عن حزنه العميق وتعازيه لجميع الاخوة والأخوات في قطاع التعليم إثر الحادث المروري المروع الذي تعرضت له مجموعة من المعلمات في محافظة عفيف، سائلاً الله تعالى أن يتغمد الفقيدات برحمته الواسعة، وأن بكتب الشفاء للمصابات منهن. ووجه معاليه خطابه إلى المسؤولين مؤكداً على ثلاث نقاط رئيسة: أولها: استشعار المسؤولية التي يحملها التربويون مشيراً معاليه إلى أن قضية التعليم هي قضية أمة، ولا بد أن يكون التعليم همنا الأول لنحقق ما تصبو إليه قيادة هذه البلاد المباركة وما يطمح إليه كل مواطن مذكراً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه). وقال أما النقطة الثانية فهي (القدوة)، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حسنة، فمن كان يرجو اليوم الآخر فعليه أن يحسن عمله والقدوة هنا في جانبين، الأول: القدوة في مجال العمل الفردي، والثاني: القدوة في التعاون بين القطاعات داخل الوزارة، لأننا جميعاً ضمن قطاع واحد وتوجهات موحدة ووفق سياسة تعليمية واحدة والمخرج الذي ننشده جميعاً هو الطالب والطالبة، وما يجب أن نقدمه لهما من برامج ومشروعات وجهود تعدهماً للحياة وبناء الوطن والصلاح في الدنيا والآخرة. وأوضح أما النقطة الثالثة فهي (إصلاح الذات) ولايمكن أن نكون قدوة مالم نصلح ذواتناً أولاً، ونحن أمام عدة احتمالات، فإما أن ينجز الانسان العمل الموكل إليه فيستحق أن يحصل على حقوقه مقابل قيامه بالواجبات، أو يكون مقصراً فيما هو مسؤول عنه، وتكمن المشكلة هنا في انعكاس هذا التقصير على خلق ودين وأمانة الإنسان، كما سيقود التقصير إلى تداخل في المهام بين الإدارات، بسبب قيام قطاعات أخرى بالمهمة التي لم تنجز من قبل المسؤولين عنها مباشرة، وهنا يحدث التعدي على الصلاحيات وخلط المسؤوليات. مع مايتبع ذلك من نظم محاسبية قانونية، واختتم معاليه كلمته سائلاً الله تعالى العون والتوفيق للجميع. من جانبه أكد سمو الأمير خالد بن محمد المشاري آل سعود، نائب الوزير لتعليم البنات عظم رسالة التربية والتعليم، ذلك أنها تبني مستوى ثقافة المجتمع وتحدد ملامح المستقبل، وهذه الاجتماعات الدورية المخطط لها تأتي في سياق تطوير العملية التعليمية من خلال تبادل الخبرات وتداول الرأي حول أي توجه جديد أو مشروع تربوي يضاف إلى لبنات النظام التربوي الذي نرجو أن يبقى قوياً متيناً في وجه التحديات التي فرضها عصر العولمة الواسع. ومن جانبه أكد الدكتور سعيد المليص، نائب الوزير لتعليم البنين أن الوزارة زاخرة بالقيادات والكفاءات التربوية المؤهلة، مشيداً بالكم الكبير من المشروعات والبرامج النوعية التي انجزتها الوزارة وكذلك المشروعات القائمة منها، معتبراً معاليه أن أساس تجاح تلك البرامج هو (روح الفريق) بين العاملين التي نأمل أن تستمر وتطور من أجل خدمة التعليم في بلادنا الغالية. وقد ناقش الاجتماع مشروع التعليم الثانوي المرن، الذي أثبت نجاحه وعوائده على مسيرة التعليم الثانوي، ودار حوار شامل حول المشروع، الذي طبقنه الوزارة في (17) مدرسة علي سبيل التجربة، في عدة مناطق تعليمية. والتوجهات المستقبلية حيال المشروع.