قال رئيس نادي تبوك الأدبي الثقافي الدكتور أحمد حسين عسيري: إنه إذا ما نظرنا إلى إصدارات أوائل الأندية الأدبية انشاءً لوجدنا أنها يغلب عليها الطابع الأكاديمي, كالدراسات النقدية في الأدب القديم, والرسائل الجامعية التي معظمها في ذات المجال, وهذا مردود طبيعي كبداية بأن تكون مخرجات الأندية تتوافق مع تخصص وميول القائمين عليها, وليستمر ذلك طويلا بل ولعقود في بعض مجالس الإدارة المعينة مما أصل أكثر الأعمال بالصيغة الأدبية البحتة. وأضاف د. العسيري في حديثه ل(ثقافة اليوم) قائلا: إن ما شهده الحراك الثقافي المصاحب للتغيير السابق لمرحلة الانتخابات أوجد اتساعا لدائرة المفهوم الثقافي والذي أخذ به سواء في المناشط والملتقيات أو فيما يتعلق بتقييم المنتج وإن كان محدودا في البداية إلا أنه تنامى بعد رفد المجالس بعد الانتخابات الأخيرة بثقافة التنوع من بوابات غير أكاديمية, وليكون من المتوقع حضور الأعمال الفكرية التي تتناول بصفة خاصة التحولات الاجتماعية وأثر المتغيرات العصرية والمعطى العام الحديث على المسار الأدبي والثقافي كالفنون السردية, والشعر في طابعه المحدث وأدب الطفل وبالتالي النقد الثقافي, والترجمة بشكل كبير, وبرأيي أن ما تقدم هو عماد الإصدارات التي تحظى باهتمام الأكثرية. ومضى رئيس أدبي تبوك مشيرا إلى أن ما يعزز حضور الأندية عبر الحراك الثقافي في مشهدنا المحلي، هو ذلك التعاطي وبشكل موسع مع النقد الثقافي، والذي لا تخلو منه مناسبة أو مطبوعة، حيث أصبحت هذه هي السمة الاكثر ارتيادا من قبل النقاد خصوصا في الفنون الأدائية, والتي يرى د. العسيري بأنها في اعتقاده تشكل توجها لبعض الأندية الأدبية في نهجها المستقبلي.. مختتما حديثه بقوله: الحقيقة أن الإصدار هو عنوان المؤسسة الثقافية، وأعني أي نادٍ أدبي, ونحن في أدبي تبوك نولي هذا الجانب جهدا خاصا من منطلق إرضاء ذائقة كافة الميول والأطياف الثقافية التي تزخر بها المنطقة وفي إطار الممكن, ولا أخفي أننا نستبشر خيرا من كم ونوع ما وصلنا إلى الآن من أدباء ومثقفين ومثقفات من داخل المنطقة وخارجها وهو ما يقع ضمن محفزات التواصل مع الجميع.