وصف عدد من الأدباء والنقاد، ما يترقبه المشهد الثقافي، من تحقيق للأهداف المنشودة المرجوة من إقامة الملتقيات الأدبية، منوهين إلى ما تعوله الحركة الأدبية على هذه الفعاليات، عبر ما تترجمه من تطوير وإضافات للحراك الأدبي في المملكة، مؤكدين ما يؤمله الأدباء والنقاد من ملتقى أدبي الرياض، الذي يأتي في حقل النقد، بوصفه حقل لايزال متخلفا عن مواكبة النصوص الأدبية من جانب، وعطفا على دور النقد من جانب آخر. الدكتور حمد بن ناصر الدخيل، أكد أنه لا يمكن أن نتصور وجود أدب راق من دون نقد، مشيرا إلى أن تقويم الأعمال الأدبية من أهم العوامل التي تدفع الأدباء إلى تجويد نتاجهم الأدبي إبداعا ودراسة وبحثا. وقال الدخيل: الأعمال الأدبية الرديئة إنما تظهر وتستشري في غياب النقد، وهذه ظاهرة ملحوظة منذ أن وجد الأدب، ونقد النقد يمد الحركة النقدية بطاقة مضاعفة، ويمنحها حياة متجددة، وعمقا وشمولا، وتصحيحا للمفاهيم والآراء والأحكام الخاطئة، ولكن ذلك مشروط بأن يكون النقد ونقده موضوعيين، يتحريان العدل والإنصاف في الحكم الأدبي، بعيدا عن الإثارة والتجريح الشخصي، مهمتهما الوصول إلى الحقيقة. ومضى الدخيل مشيرا إلى أن هناك أسبابا دعت نادي الرياض الأدبي الثقافي، هذه الأيام إلى إقامة ملتقى النقد، الذي يرى أن أهم ما ينبغي أن يتجه إليه هذا الملتقى هو التقويم الموضوعي للحركة النقدية، وبخاصة قضية نقد النقد، الذي يتجه غالبا عن تنكب جادة النقد الموضوعي الهادف إلى التجريح والسباب، أو الانتقام الشخصي. واختتم الدخيل حديثه بسؤال يرى مشروعية طرحه قائلا: هل لدينا نقد يواكب حركة الإنتاج الأدبي حتى يكون لدينا نقد في النقد؟! ليجيب الدخيل عن تساؤله عطفا على حضوره ومتابعته للحركة الأدبية في مشهدنا واصفا حركة النقد بالتخلف تخلفا شديدا. د. عالي القرشي أما الدكتور عالي القرشي فوصف ملتقى النقد بالخطوة الإيجابية التي دأب على تقديمها أدبي الرياض في دورة ثالثة، مؤملا أن تقدم هذه الدورة إسهاما في تقويم الدراسة النقدية، التي تنعكس على الحركة النقدية والإبداعية، وذلك عن طريق الكشف عن العلاقة النقدية بحركة النصوص، ومن ثم تبيين متابعة النقد لهذه الحركة، وتقديم ما لدى النقد من تقنيات مقابل حركية النصوص، بوصفها مراجعة للمنجز النقدي. وأشار القرشي إلى أنه من المؤمل تجاه هذه الدورة أن يستثمر بعض الملاحظات تجاه عدد من أوراق الدورة السابقة، التي تعلقت بالجاهزية، وفضل بعضها قريب التناول، مشيرا إلى أنه ليس كل من قدم قراءة على كتاب استطاع أن ينفذ بقراءته إلى ما تتطلبه دراسة النقد، منبها إلى مسألة الابتعاد عن التعلق بالأسماء التي يحاول معها بعض المشاركين أن يتلمسوا لديها النقد، مؤكدا ضرورة دراسة النقاد الذين عرفوا بنتاجهم النقدي، سواء على المستوى المحلي، أو المستوى العربي.. مختتما حديثه بتأكيد استقراء واستعراض المشهد النقدي محليا وعربيا بكامل مجالاته في الكتب والدوريات والصحافة متى ما أردنا أن نقوم النقد وندرس حركيته. د. عبدالله الحيدري من جانب آخر ذكر الدكتور عبدالله أنه منذ إعادة تشكيل مجالس الأندية الأدبية في عام 1427ه ونحن نعيش حراكاً ثقافياً مبهجاً في الأندية الأدبية، وكل ناد يسعى إلى التميز والتفرد مع حرص على أن يقيم كل عام أو عامين ملتقى رئيساً يلتف حول مائدته الأدباء والأديبات.. مشيرا إلى أن الريادة في هذا الجانب تحسب لنادي جدة الثقافي الأدبي إذ بدأ الملتقى قراءة النص في عام 1421ه. وأضاف الحيدري أن المفرح في هذه التجربة هو وفاء الإدارات الجديدة للسابقة، ووجود الدكتور الربيّع عضواً ورئيساً في الدورات الثلاث، وهي خطوة تدل على الانسجام والتكامل بين الأجيال والإدارات السابقة والحالية.. مشيرا إلى أنه متى ما نظرنا إلى مجمل البحوث في الدورات الثلاث التي ربما تصل إلى أكثر من ستين بحثاً متخصصاً في إطار "نقد النقد"، وفي إطار تقويم التجارب النقدية ومقاربتها منذ مرحلة الرواد حتى الآن، نجد أننا أمام رصيد مهم يشكل مرجعاً لا يستغني عنه من قبل أي دارس جاد للحركة النقدية في المملكة، عطفا على ما انفرد به نادي الرياض الأدبي بهذا الملتقى الذي لا نجد مثيلا له على مستوى المملكة، مما يؤكد الرغبة الصادقة من المسؤولين فيه على ارتياد مركب صعب، مع حرص شديد على انتظام دوراته كل سنتين. واختتم الحيدري مشيدا بفكرة تكريم الدكتور سعد البازعي، واصفا هذا التكريم من قبيل الوفاء الذي لا يستغرب، عطفا على ما قدمه البازعي في أدبي الرياض، وما أسهم به من نشاط في مشهدنا المحلي. أما الأستاذ عبدالله السميح فأشار بقوله: حتى أكون شفافاً وصريحاً بما يتسق مع هذا التساؤل المترع بالهم الثقافي، أقول إنني لم أعد أعول كثيراً على مثل هذه الملتقيات، وإن تهيأت للمناسبة بمظهرٍ جديد، والملاحظ أن الملتقيات الأدبية، قد تحولت من الأدبي إلى الإعلامي، مؤكدا ما يجب أن تنتجه الملتقيات من إضافات حقيقة في مشهدنا الثقافي.