التقت قيادات مجلس الغرف السعودية أمس الأول بمديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد في إطار الزيارة الرسمية التي تقوم بها مسؤولة الصندوق الدولي للمملكة حيث جرى تداول ومناقشة عدد من القضايا الاقتصادية على الساحتين المحلية والدولية. واستهل رئيس مجلس الغرف السعودية المهندس عبدالله بن سعيد المبطي اللقاء بكلمة عبر فيها عن سعادتهم في القطاع الخاص ومجلس الغرف بزيارة كريستين لاجارد، مؤكدا أهمية اللقاء بالنسبة لقطاع الأعمال والدور المأمول منه في تقريب وجهات النظر وفتح قنوات تواصل مع مسؤولي صندوق النقد الدولي لا سيما في هذا الوقت الذي تتطلع فيه أنظار العالم لصندوق النقد الدولي مع تزايد حدة الأزمات الاقتصادية العالمية والتي كان لها تأثير بالغ على القطاع الخاص في مختلف دول العالم. وقال المبطي بأن الجميع ينتظر من صندوق النقد الدولي أن يلعب دورا مؤثرا في تحقيق التوازن في القطاع المالي العالمي ودفع مفاوضات جولة الدوحة لتحقيق مزيد من تحرير التجارة وفتح الأسواق العالمية والحد من انتشار ظاهرة الحمائية في مجالات التجارة والاستثمار. وثمن المبطي علاقة الصندوق الإيجابية والدور الذي يقوم به معربا عن طموحهم في تطوير وتعميق تلك العلاقة، وأثنى على الجهود التي تبذلها مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد في تفعيل الحوار بين الصندوق وقطاع الأعمال وهو ما يؤكد اهتمام الصندوق بهذا القطاع وإدراكه للدور الهام الذي يقوم به في تنمية وتطوير الاقتصاد العالمي ودوره في دعم الاستقرار الاقتصادي ومواجهة الأزمات المالية. وتطرق أمين مجلس الغرف السعودية الدكتور فهد بن صالح السلطان لأوضاع الاقتصاد العالمي والدور المأمول من الصندوق في دعم الاستثمارات والنشاط الاقتصادي مثمناً العمل المهني والمؤسسي الذي يقوم به في تمويل التنمية والمحافظة على الاستقرار المالي العالمي والتعاطي مع الأزمة الأوروبية، مشيراً الى رغبة قطاع الأعمال السعودي في تعزيز التعاون مع صندوق النقد والاستفادة من الآليات المختلفة للصندوق في دعم وتمويل الأنشطة التنموية والاقتصادية بمختلف البلدان. من جانبها امتدحت مديرة صندوق النقد الدولي متانة الاقتصاد السعودي وسلامة النظام المالي والدور الذي تلعبه المملكة كأحد أهم الداعمين للاستقرار الاقتصادي والمالي بالعالم، وتطرقت للازمة والأوضاع الاقتصادية العالمية لا سيما في منقطة الاتحاد الأوروبي والدور الذي يمكن أن يلعبه الصندوق في المساعدة على تجاوز هذه الأزمات، كما تناولت خيارات الصندوق في البحث عن الدعم، مشيرة الى الدور المهم للقطاع الخاص العالمي في الاستقرار الاقتصادي. وحول الدعم الذي تقدمه الدول والفائدة المرجوة قالت بأن ذلك سينعكس ايجابا على الاقتصاديات التي تعاني من مشكلات ويعزز من النشاط الاقتصادي ويوجد الفرص وهو ما يستفيد منه القطاع الخاص في كل مكان، داعية إلى تعزيز أداء المؤسسات المالية العالمية لزيادة الثقة فيها بما يساعدها على التوسع في عمليات إقراض المشاريع التنموية والاستثمارية. واستمعت مديرة الصندوق للعديد من الاطروحات من قبل رجال الأعمال السعوديين تركزت حول كيفية استفادة القطاع الخاص السعودي من الدعم المقدم للصندوق في أبعاد المنشآت الصغيرة والمتوسطة والصناديق السيادية وتنمية المجتمع وتبادل الخبرات وإيجاد الوظائف، ودور الصندوق في مساندة بعض الاقتصاديات العربية ودعم الاستقرار الاقتصادي فيها إضافة لتجربة الاتحاد الأوروبي في الوحدة النقدية وتوجهات دول مجلس التعاون نحو الوحدة النقدية وكيفية الاستفادة الايجابية من هذه التجربة، كما شملت تساؤلات رجال الأعمال عن الإجراءات الوقائية التي يمكن للصندوق اتخاذها لتفادي أزمات مالية مماثلة كما تطرقوا لتأثير الأزمة على عزوف البنوك الدولية عن التمويل. ووعدت كريستين بالنظر في اطروحات رجال الأعمال ودراستها وتعزيز التعاون مع قطاع الأعمال عموما والسعودي بشكل خاص لتعزيز الاقتصاد العالمي والمحلي.