هل لو قلت إن أخواننا المعاقين هم الأكثر تحضراً والأكثر انضباطاً في اتباع الإجراءات والتعليمات التي تصدرها الجهات التي يتعاملون معها أكون قد أسأت لفئة الأصحاء بدنيا وتجاوزت لغة الاحترام بهذا التصنيف ، أم ان الأمر له ما يسنده في الواقع وتوجد له دلالة بالغة الوضوح ، أنا حقيقة ممن يعتقد ان فئة المعاقين هم الأكثر احتراما وعطاء لأهلهم ووطنهم ، والأكثر نظافة في الضمير ، عندما انخفضت معدلات انتصاراتنا الدولية في الرياضة ووصلت إلى أدنى من الأدنى ومنعنا باحترام من صعود منصات التتويج بسبب خيباتنا المتتالية ، لم نجد إلا أبطالنا المعاقين الذين جعلوا العالم يحيينا بتحضر بسبب عطائهم الراقي لبلدهم وانتصاراتهم المبهرة التي عالجت إعاقة هزائم الطرف المعافى بدنيا والمدعوم ماديا ومعنويا . ليست الرياضة هي المجال الوحيد الذي يقدم كشاهد على رقي هذه الفئة العزيزة أو هي الحجة التي لدي اليوم لأبرهن بها على احترام أصحاب الاحترام والإنجاز ، ولكن ما لديّ هو التصريح الذي قرأته في الصحف لرئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس الشورى عن استقبال الشكاوى والمقترحات الخاصة بزيارة وزير الشئون الاجتماعية لمجلس الشورى ، حيث أشار بأن أكثر المتفاعلين مع هذه الزيارة كان من الأخوة المعاقين ، وهذا شيء يعطي دلالة على تحضرهم وجديتهم ، فهم لم يروا ان جلسات مجلس الشورى شيئا احتفاليا فارغا من الجدية والإنجاز مثل ما يرى البعض ، ولكنهم تفاعلوا بصدق مع هذه الزيارة وقدموا مشاركتهم وكانوا الأكثر في المتابعة وهم دائما كذلك يبحثون عن الطرق السليمة لتوصيل مطالبهم بكل احترام ونظام ورقي .... المعاقون لهم حاجات ولهم طموحات وجميعها مشروعة ومقبولة وهم الأكثر حاجة للمساعدة التي ترقى لمستوى أخلاقهم وضمائرهم النظيفة ، فإن كان صوتهم وصل لمعالي وزير الشئون عن طريق مجلس الشورى فنتمنى أن نرى تفاعلا إيجابيا مع مقترحاتهم من وزارة الشئون الاجتماعية ، فتقديم الأموال لهم لا يعد إنجازا للوزارة بل هو مال انتقل من ميزانية الدولة بأمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله إلى مالية الوزارة ، المعاق اليوم إنسان متحضر ويطمح للمشاركة الفعالة في تنمية مجتمعة ووطنه وحتى يتحقق له ذلك يجب أن تقام البرامج التى تفتح الطريق لطموحات هذه الفئة العزيزة ، ولا تكون البرامج مثل ما هو موجود عند وزارة الشئون حيث تشير بعض برامجها بأنها تهدف لتوظيف المعاقين من خلال التنسيق بين وزارة الشئون الاجتماعية ووزارة الخدمة المدينة ، ولكم ان تعرفوا ماهو التنسيق ، الذي لا يبتعد عن التنسيق بتزويد وزارة الخدمة المدنية بالأسماء والمؤهلات وهذا شيء يستطيع المعاق القيام به كأي طالب وظيفة بل إن وضعه ضمن ما يسمى بالتنسيق سيجعله ضحية للبروقراطية المعقدة التي تعيق ولا تساعد ، أتمنى أن نرى خطة خمسية تقدم بها البرامج التي تقضي على كل إعاقة بيروقراطية وتزيل من ذهن بعض المسئولين ان الأموال التي تأتي من ميزانية الدولة لا تعد إنجازا يحسب لهم ، حتى إذا انخفضت الميزانية علقوا عليها أسباب الفشل ، ولن يكون هناك إنجاز حقيقي إلا باحترام طموحات هذه الفئة الأكثر احتراما بيننا .