في عام 2010م قدّم الفنان البريطاني الجنسية إدريس خان عملاً هاماً بعنوان "سبع مرات" في لندن، وقد استوحاه من عمل الفنان الأمريكي كارل آندريه "144 صمت الجرافيت". وعلى الرغم من أن عمل خان شديد الشبه من حيث شكله الخارجي بعمل آندريه إلا أن مضمونه الغني بروحانية الدين الإسلامي جعله ينال ثناء النقاد واستحسانهم بشكل فاق التوقعات. والعمل عبارة عن مكعبات من الفولاذ المعزول نفذها في المرة الأولى ليكون المجموع 144 قطعة تشغل مساحة مساوية لمساحة الكعبة الشريفة، ومن ثم تم اختصاره في معرض الحج إلى 49 قطعة فقط بسبب محدودية مساحة العرض. ويشغل سطح كل مكعب مجموعة من الأذكار بالخط العربي تم كشطها بواسطة الرمل سبع مرات لتذكر بعدد أشواط الطواف السبعة. ومن أهم الدوافع وراء تعبير خان عن هذا النسك تحديداً هو انبهاره بفكرة ان الكعبة الشريفة منذ قدم التاريخ وهي تشهد حالة طواف مستمر لم يتوقف أبداً، بالإضافة إلى هيبة تصميمها المختزل والسابق لكل إبداعات الفنانين والمهندسين الغرب. وكأنه بتكرار عمل الفنان آندريه إنما أراد أن يسترد لسيدنا إبراهيم عليه السلام أفضلية السبق إلى هذا التصميم الذي أبهر نقاد الفن العالميين، وإظهار الصدفة التي جعلت حتى مساحته تتطابق مع مساحة أرضية الكعبة. هذه هي الحال حين يؤمن المبدع بعبقرية دينه إذ يصبح عندها قادراً على تلمس مظاهره في كل ما يراه حوله مهما بدى بعيداً لاسترداد الحق فيه، تماماً كما فعل خان حين رأى عبقرية الكعبة في عمل الفنان آندريه . عمل «سبع مرّات»، للفنان البريطاني إدريس خان، 2010م. 49 مكعباً من الفولاذ المعالج،