أكدت نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات الأستاذة نوره بنت عبد الله الفايز أننا في الوطن العربي الكبير مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن نعيد النظر في دور مؤسسات التعليم العام في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة، وأن نشارك بإرادة واعية في السباق العالمي نحو الجودة والتميز، الذي يدفعنا لأن نقيِّم خدماتنا التربوية أولاً بأول، وأن نقارن ما نقدمه بأرقى التجارب والممارسات العالمية في إطار من الشفافية والوضوح. وأضافت عشية افتتاح ورشة العمل الإقليمية حول "تحسين الجودة الشاملة للتعليم العام في الوطن العربي" في القاعة الكبرى للمؤتمرات في فندق " الرتز كارلتون " بالرياض اليوم الأحد أنه وعلى الرغم من النجاح الذي حققته النظم التعليمية العربية في تهيئة فرص التعلم لجميع أبنائها ، إلا أنها مازالت تعاني من مشكلات وتحديات كبيرة تحول دون تحقيق طموحاتها في تحقيق الجودة الشاملة للتعليم العام، ومع قناعتنا أن إحداث التغييرات الفاعلة في البيئة المدرسية العربية باتجاه تحقيق الجودة الشاملة، بحاجة إلى وقت، وإلى إعادة هندسة لجميع مكونات النظام المدرسي، وإلى تعلُم وشراكة حقيقية بين أطراف العملية التعليمية من جهة، وشراكة واعية مع مؤسسات المجتمع والقطاع الخاص من جهة أخرى؛ إلا أن هناك حاجةً ماسة إلى إنشاء مرجعية مؤسسية للجودة والتميز لتعزيز التنسيق والتعاون العربي والإقليمي في هذا المجال، ولتسهم في توفير إطار عالمي تتضافر فيه كل الجهود لتبادل الأفكار الإبداعية والممارسات الخلاقة لتصبح حلول المشكلات التي تواجه تطبيق الجودة في التعليم ممكنة وقابلة للتطبيق، ولبناء القدرات اللازمة لتحويل المدرسة العربية من النمط التقليدي المقتصر على التعليم إلى مؤسسة تربوية متعلمة تهيئ بيئة جاذبة للتعلم، وتقدم خدمة تعليمية متميزة تتسع بمرونتها لاستيعاب أية متغيرات، وتتواءم في الوقت ذاته مع ظروف مجتمعاتنا العربية وتطلعات دولنا. وأشارت الفائز أننا في المملكة قد تجاوزنا وبنجاح مرحلة نشر ثقافة الجودة الشاملة بفضل المناقشة المستفيضة للآليات العملية لتنفيذ المبادرات الناتجة عن المؤتمر الدولي الأول للجودة الشاملة في التعليم العام الذي عقد العام الماضي، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمختصين من الجامعات السعودية، ومن قطاع الأعمال، وأن الوعي العام حول أهمية الجودة والتميز في المشهد التربوي في المملكة قد بلغ مستوى رفيعاً يمكن الوزارة وبكل ثقة من أخذ زمام المبادرة وتحمل مسؤولياتها لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله بأن تصبح المملكة بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان. جاء ذلك عشية انطلاق ورشة العمل الإقليمية لتحسين الجودة الشاملة للتعليم العام في الوطن العربي، التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع منظمة اليونسكو، تحت شعار" نحو تحقيق الريادة العالمية" وتبدأ اليوم الأحد وبمشاركة المسؤولين التنفيذيين عن الجودة في وزارت التربية والتعليم في الوطن العربي، وأعضاء من بعض المنظمات ، الإقليمية والدولية وكبار مسؤولي الجودة وهيئات الاعتماد في العالم العربي حيث تهدف الورشة إلى إبراز جهود القطاعات التعليمية المختلفة في تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز( بأن تكون المملكة بمنتجاتها وخدماتها معيارًا عالميًا للجودة والإتقان) والتعريف بالمركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم العام المقرر إنشاؤه في المملكة والذي تغطي خدماته كافة الدول العربية.