أعلن «الجيش السوري الحر» الجمعة اعتقال خمسة عسكريين ايرانيين في مدينة حمص (وسط) مطالب المرشد الاعلى للثورة الاسلامية علي خامنئي الاقرار بوجود عناصر ايرانيين في سوريا وسحبهم مباشرة من البلاد، بحسب ما جاء في بيان. وقال بيان صادر عن «كتيبة الفاروق» في «الجيش السوري الحر» وتلقته وكالة فرانس برس ان الايرانيين الخمسة «يعملون تحت امرة فرع المخابرات الجوية في حمص». وشدد البيان على ان «جوازات سفرهم لا تحمل اي تأشيرة دخول او اقامة او تصريح بعمل ودخولهم جميعا كان زمن الانتفاضة السورية» في اشارة الى الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الاسد التي انطلقت في منتصف اذار/مارس الماضي. وارفق البيان بشريط مصور يظهر فيه رجال معتقلون وبحوزتهم جوازات سفر ايرانية. ولم يذكر البيان تاريخ اعتقال هذه المجموعة. لكن مجموعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «حركة مناهضة المد الشيعي في سوريا» كانت تبنت قبل اسابيع خطف خمسة ايرانيين، وذلك بعدما اعلنت السفارة الايرانية في دمشق في 21 ديسمبر ان خمسة فنيين ايرانيين يعملون في محطة للكهرباء في سوريا خطفوا على ايدي مجموعة مجهولة، ولم يتسن التأكد من صحة ما اعلنته هذه المجموعة. واضاف بيان كتيبة الفاروق «نحن نحترم المرشد الاعلى للثورة الايرانية السيد علي خامنئي (...) ونناشده اليوم الاقرار بعبارة صريحة لا لبس فيها بوجود عناصر من الحرس الثوري الايراني في سوريا بغية مساعدة نظام الاسد في قمع الشعب السوري». صورة وزعتها لجان التنسيق المحلية في سوريا لجثتي طفلين سقطا برصاص القوات السورية في مدينة حمص (رويترز) وطالب البيان خامنئي «الطلب من جميع عناصر الحرس الثوري الايراني الانسحاب مباشرة من الاراضي السورية» مضيفا «ننتظر منه هذه الخطوة قبل ظهر يوم السبت». من جهة اخرى، ذكر البيان ان ايرانيين اثنين اعتقلا ايضا في مدينة حمص وهما «مدنيان يعملان في محطة جندر الكهربائية» في حمص. وقال البيان «بعد ان ثبت لدينا ان المجموعة الثانية عبارة عن عمال مدنيين فسوف نجد في القريب العاجل بعون الله الوسيلة الامنة لعودتهم لاهاليهم». وخلص بيان كتيبة الفاروق الذي استخدم لهجة هادئة تجاه الشعب الايراني «الصديق» و»الاخوة الشيعة»، الى الاشارة الى وجود «معلومات اضافية ارتأينا عدم نشرها لوسائل الاعلام حرصا منا على عدم الاحراج وترك الباب موربا للاصلاح». من ناحية اخرى افاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان الجمعة ان 62 شخصا قتلوا (الخميس) في مدن سورية عدة بينهم 43 مدنيا وسبعة منشقين و12 عسكريا ببنهم ضابط. واوضح بيان المرصد الذي تلقت فرانس برس نسخة عنه ان «43 مدنيا قتلوا الخميس بينهم 24 مدنيا وتسعة اطفال في مدينة حمص (وسط) واربعة مواطنين بينهم سيدة في حماة (وسط) وشاب في تفتنار الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) وفتى في نوى التابعة لريف درعا (جنوب) واربعة في ريف دمشق». واضاف «كما استشهد سبعة جنود منشقين في عدة محافظات سورية وقتل 12 من عناصر الجيش والامن بينهم ضابط برتبة عقيد». وكانت حصيلة سابقة للمرصد افادت عن مقتل 34 مدنيا بينهم 10 اطفال برصاص قوات الامن في عدة مدن ومناطق سورية وخصوصا في حمص (وسط). وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال مع فرانس برس ان «قوات الامن والجيش شنت هجوما عنيفا على حي كرم الزيتون في حمص مستخدمة قذائف الهاون ما تسبب بسقوط 26 قتيلا بينهم تسعة اطفال وعشرات الجرحى». وبالاضافة الى ذلك، قال المرصد ان 7 جنود منشقين عن الجيش قتلوا في عدة مناطق ومدن سورية، خلال اشتباكات مع الجيش النظامي. كما قتل 8 عسكريين من الجيش النظامي، بينهم عقيد قتل في حمص، و4 جنود في درعا، في اشتباكات مع جنود منشقين. ياتي ذلك فيما اعلن ناشطون مقتل اربعة مدنيين بنيران رجال الامن في حمص (وسط) صباح الجمعة حيث سمع اطلاق نار كثيف ودوي انفجارات عدة فيما اقتحمت القوات السورية حيا في مدينة حماة (وسط). وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان «استشهد بعد منتصف ليل الخميس الجمعة اربعة مواطنين باطلاق رصاص عشوائي من قبل قوات الامن السورية منهم ثلاثة في حمص واخر في قرية الغنطو» في ريف حمص. وافادت لجان التنسيق المحلية في سوريا التي تمثل حركة الاحتجاج في الداخل في بيان تلقته فرانس برس ليل الخميس الجمعة عن «استمرار دوي انفجارات ضخمة في حي كرم الزيتون» مؤكدة ان «الوضع الإنساني في الحي كارثي». كما اشار البيان الى «قصف بقذائف الهاون والار بي جي في حي باب السباع» وسماع «دوي انفجارات ضخمة واطلاق نار كثيف بالرشاشات الثقيلة» في حي بابا عمرو و»انفجار كبير وتواصل اطلاق النار بشكل كثيف» في حي الميدان. وفي حماة (210 كم شمال العاصمة السورية)، اشار المرصد الى ان «حي الحميدية يتعرض منذ ساعات الفجر الاولى لحملة عسكرية شرسة تترافق مع اطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة» مشيرا الى ان «اصوات الانفجارات تهز الحي». كما ذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان ليل الخميس انه عثر في حي باب القبلي على «23 جثة حتى اللحظة معظمها مكبلة وعليها اثار التعذيب وطلقات في الرأس» مشيرة الى انه «يتوالى اكتشاف الجرائم التي ارتكبتها قوات جيش وأمن النظام أمس (الخميس) بعد اقتحامها» للحي. وقالت اللجان «عرفت هوية ثمانية من الشهداء ولا تزال هوية 15 شهيد آخر منهم مجهولة حتى اللحظة». وفي جنوب سوريا، اطلقت قوات الامن السورية الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين الذين خرجوا في مدينة انخل بعد صلاة الجمعة بحسب المرصد.