التقيت قبل عدة ايام باحد القضاة الاجلاء في محاكم مدينة الرياض ولاحظت خلال المقابلة تكدس عشرات القضايا على مكتب فضيلته فلما سألته عن اغلب ماتحتويه هذه الملفات من القضايا . اكد لي بأن 10% من تلك القضايا او المعاملات هي مع الاسف دعاوى كيدية يرفعها بعض الناس على بعضهم بهدف اللحاق الضرر والشر ببعضهم البعض. وقد آلمني حقيقة ما قاله هذا القاضي الكريم حول تلك الدعاوى الكيدية والتي اصبحت شغل بعض الناس الشاغل فتجد البعض يسهر ليله ويلهث نهاره ليضع المصائد والافخاخ ليوقع بعباد الله ويلحق الضرر بهم ليحقق في نفسه الدنيئة شيئاً من الانتصار الذي هو اشبه بالهزيمة والخذلان. وانا هنا اسأل اولئك القوم الذين درجوا على الرفع بتلك الدعاوى الكيدية عن المكاسب التي خرجوا بها من تلك الدعاوى الظالمة المفتراه وما الذي تحقق لهم من انتصار عند فوزهم بتلك الدعاوى الخائبة. بل انك تعجب من بعضهم عندما ينسى مالحق به من تعب وجهد للفوز ببعض القضايا الكيدية عندما يضع خصمه في غياهب السجن ويفتخر بأنه اذل خصمه وارغم انفه في التراب وكأنه مع الاسف في حرب مع عدو له. وليس مع اخ له في الاسلام والوطنية و القرابة. ولعل من المؤسف هنا ان تلك الدعوى الكيدية اشغلت المحاكم والشرط وكبار المسؤلين في الدولة واثرت على بعض القضايا الهامة والتي لاتحتمل اي تأخير واخذت وقتا طويلا لاتستحقه من النظر فيها اصلا فضلا عن انهائها والبت فيها. وكل ما ارجوه هنا من المسؤولين في تلك الادارات المتخصصة في مثل تلك القضايا . ان يلزموا اي شخص يتقدم بدعوى ضد اخر بكتابة اقرار خطي على نفسه يؤكد فيه صحة دعواه ويتحمل صحة ماورد في تلك الدعوى واستعداده لتحمل العقاب الصادر من الجهات المختصة في حال عدم صحة دعواه. واعتقد اننا بهذا الاقرار والتعهد الخطي قبل البت في اي قضية نحد ونقلل من اندفاع اولئك القوم الذين درجوا على اتهام وظلم عباد الله بدون وجه حق. * جامعة الخليج