دعا الباجي قائد السبسي رئيس وزراء تونس السابق امس الى اجراء انتخابات عامة خلال مدة لا تتجاوز عاما حتى تتمكن البلاد من تخطي مرحلتها الانتقالية وتبتعد عن شبح الازمة السياسية والاقتصادية. واطاحت احتجاجات شعبية عارمة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 يناير/ كانون الثاني العام الماضي. وهزت الثورة التونسية العالم العربي وانتشرت عدواها لتشمل مصر وليبيا واليمن وسوريا في اطار ما يعرف بالربيع العربي. وقال السبسي في بيان إن مخاطر عديدة تبدو محدقة بالثورة التونسية بعد مرور سنة على نجاحها منها «الضبابية واختلاط المهام التي سادت عمل المجلس الوطني التأسيسي.» وأضاف السبسي الذي قاد ثاني حكومة بعد الثورة ان تلك الضبابية واختلاط المهام «تبدو كأنها أحدثت أزمة ثقة سياسية من شأنها أن تعمق المخاطر التي تهدد الأمن والاقتصاد والوضع الاجتماعي عموما» ورغم ان الثورة في تونس حققت العديد من المكاسب واطلقت الحريات بشكل مطلق الا ان الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية مازالت متردية بشكل كبير كما تزايدت مخاوف العلمانيين من تهديد الجماعات السلفية. وطالب السبسي باجراء انتخابات في اجل لا يتجاوز 23 اكتوبر/ تشرين الأول هذا العام واصدار قانون انتخابي جديد معتبرا ان انتخاب مؤسسات دستورية دائمة يتطلب اعدادا تفوق اعداد المجلس التأسيسي. ويحظى السبسي (85 عاما) باجماع تيارات سياسية عدة وينسب اليه مؤيدوه الفضل في انه نجح في تجميع اغلب القوى السياسية حوله وقيادة البلاد نحو اول انتخابات ديمقراطية بينما يقول منتقدوه ان فترة حكمه شهدت كثيرا من التجاوزات الامنية ضد الاحتجاجات وعجزت خلالها حكومته عن تقديم حلول للبطالة والمشاكل الاجتماعية المتفشية.