باتت مواجهة الشباب والأهلي تستحوذ على نصيب وافر من الاهتمام الإعلامي والترقب الجماهيري في المواسم الأخيرة، خصوصا مع استعادة الفريق الأهلاوي لتوهجه في البطولات المحلية بعد غياب ليس بالقصير، وزاد من ذلك تمسكه بقمة الدوري هذا الموسم بمستويات لافتة للاهتمام، فظل كما كان مرشحا فوق العادة للمنافسة على البطولات وحصدها، بفضل إدارته الحكيمة ونجومه المميزين وجماهيره الملهمة، التي وقفت كثيرا مع الأهلي في السراء والضراء، وفي الجانب الآخر يواصل الشباب حضوره فارضا شخصيته الثابتة في العقدين الأخيرين، كمنافس تقليدي على البطولات المحلية، بفضل نجومه المهرة، وهو ما أدى إلى تنامي جماهيرية الفريق في المدرجات بصورة تصاعدية، وبقيادة إدارية تعرف مصلحة النادي جيدا وعملت للارتقاء بمستوياته، حتى بات رقما صعبا في كل المنافسات. وعندما يتجدد اللقاء بين الفريقين العريقين الشباب والأهلي مرة أخرى اليوم وفي بطولة ثمينة كبطولة كأس ولي العهد، يزداد الشوق الجماهيري لمتابعة مباراة الطرفين، بما تحمله من تحد وإثارة داخل الملعب بين نجومهما، بل أن المتعة الفنية ستبلغ مداها عندما تطغى لغة الحسم فقط على هذه المواجهة، فلا خيار لهما سوى الفوز، إذ إن الخسارة تعني الإقصاء خارج البطولة، وما يرفع من وتيرة التحدي بين الفريقين هو أنهما وحتى قبل هذه المواجهة الحاسمة، يتربعان على قمة الدوري، فالأهلي هو المتصدر، والشباب يتبعه وصيفا وبفارق نقطة وحيدة، إذ من المنتظر أن تطغى تداعيات هذه المنافسة الدورية، على مواجهتهما اليوم في ربع نهائي كبطولة كأس ولي العهد. ولا يغيب عن أذهان المتابعين والجماهير جمالية الأداء والعمل الفني والمهاري الذي يقدمه الأهلي والشباب، وروح التحدي الحاضرة دوما بينهما، التي صبغت مبارياتهما في المواسم الأخيرة، حتى بات لقاؤهما مواجهة من العيار الذهبي، و(كلاسيكو) يستوفي كل شروط المتعة والإثارة التي تنتظرها الجماهير دوما داخل المستطيل الأخضر، مع أهمية أن تكون الروح الرياضية هي سمة المواجهة السائدة، التي ستضفي المزيد من المتعة الكروية الخالصة بين العملاقين.