ما يزال (البعض) من أبناء وبنات الوطن العربي بالذات يعتقدون أن (المرأة) السعودية مع عبقريتها التي شاعت مثل ضوء القمر في بعض المجالات الفكرية أو الاقتصادية ترزح تحت الكابوس الاجتماعي ومنغلقة على نفسها بل منزوية تماما عن محيطها ولا تود الانفكاك من هذا الأسر !! وهذا الاعتقاد الذي يسود في أذهان البعض بأن (المرأة) السعودية ما زالت حبيسة بين جدرانها الأربعة لا تخرج من صومعتها إلا لماما هو نوع من عدم (المعرفة) لما آلت إليه نساء الجزيرة العربية من تقدم وتطور في مفاهيمها حتى أصبحت نجمة ساطعة في دنيا المال والاقتصاد.. ارتادت فضاءات كثيرة من ضمنها (الطب) و(الهندسة) والبراعة التي حققتها لذاتها في دنيا الأدب والفصاحة وفي كل ما هو متعلق بالثقافة .. والفكر والاقتصاد!! إن أخواتي من النساء والفتيات السعوديات ليس كما يعتقد البعض هي تلك القنينة التي تنثر عطرها دون أن تفوح .. وهي ليست تلك المخلوقة التي تتوارى خجلا وحياء من نور المعرفة وأضوائها التي تخترق الجدران .. بل إنها سلكت دروب العلم منذ سنين وعبرت عن شأنها وعن نفسها من خلال ارتيادها لكل الحصون وقفزت أسوار التطور دون أن تفقد ملامحها الأصلية ودون أن تتوجس من الظلام.. ولا غرو أن العارفين ببواطن الأمور أدركوا أن هذه المرأة بعبقريتها الفذة وكينونتها التي لا تلين مع الزمن حلقت بإبداعاتها الفكرية في سماء العالم فكان لها حضور كبير حتى في خارج القطر السعودي وعبر بوابة التكنولوجيا والمعلوماتية وصنعت لنفسها الكثير من التطور في عالم الاختراعات الثمينة مثل الاتصالات الحديثة والهندسة المدنية.. والمعمارية بكل زخارفها ووهجها الحضاري.. وأنا في هذا السياق وفي هذه العجالة كنت أود الإتيان بأسماء سعوديات أصبحن رمزا في عالم المعرفة وعلامات مضيئة في دروب التقدم إلا أنني خشيت من ذلك لأنهن ربما لا يردن لأضواء الإعلام أن تقتفي أثرهن في هذه الميادين الساحرة وما عنيت بهذا (المقال) إلا أن أبدد ذلك الاعتقاد الخاطئ عن بعض الأذهان ليدركوا أن القيادة السعودية التي فتحت أبواب العديد من الجامعات أمام السعوديات لا يضيرها أن تفتح هذه الأبواب أيضا أمامها لنيل المزيد من التطور في كل الأصعدة والحقول الإنمائية.. المرأة السعودية سبقت بعض شقيقاتها في بعض الدول العربية في كثير من المجالات فهي لم تكتف بالنهل من ينابيع المعرفة في مدرجات المؤسسات التعليمية أو الجامعات بل سارت ومع حصولها لأرفع الشهادات العلمية في دروب الاختراعات التي أبهرت الأنظار ناهيك عن ارتيادها لشواطئ لم تصل إليها الكثيرات من بنات بعض الدول العربية ويمكن لتلك الشواهد أن تروي قصتها مع النجاح الذي حققته في المضمار الأمني حيث تعمل الآن برتب عديدة في مجال الشرطة.. والجوازات.. والجمارك وغيرها من المهن المرتبطة بحصون الأمن السعودي.. كل تلك المجالات التي ارتادتها حققت فيها من نجاحات كبيرة وكانت في كل مشوارها ترتدي ثوب (التقوى) و(العفة) ولا تنأي أبدا عن سلوكيات دينها ومجتمعها.. ولا ترضى أن يكون ذلك التطور خصما على عاداتها وتقاليدها.. بل بنتْ لنفسها كل هذه القفزات العلمية والتطور المهني وهي ما زالت تعيش في أجوائها النقية وطهارتها وكما أنها وغير هذه الطاقات التي فجرتها في حياتها تؤمن بأن طريق النجاح لابد أن يكون مع الذوق الرفيع وأن التمسك بتعاليم ديننا الحنيف هو القوة الخارقة لتحقيق كل الأهداف والمرامي.