محافظ صبيا يؤدي صلاة الإستسقاء بجامع الراجحي    27 سفيرا يعززون شراكات دولهم مع الشورى    المملكة تشارك في الدورة ال 29 لمؤتمر حظر الأسلحة الكيميائية في لاهاي    مصير غزة بعد هدنة لبنان    في «الوسط والقاع».. جولة «روشن» ال12 تنطلق ب3 مواجهات مثيرة    الداود يبدأ مع الأخضر من «خليجي 26»    1500 طائرة تزيّن سماء الرياض بلوحات مضيئة    «الدرعية لفنون المستقبل» أول مركز للوسائط الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا    السعودية ترأس اجتماع المجلس التنفيذي ل«الأرابوساي»    وزير الصحة الصومالي: جلسات مؤتمر التوائم مبهرة    السياحة تساهم ب %10 من الاقتصاد.. و%52 من الناتج المحلي «غير نفطي»    سلوكياتنا.. مرآة مسؤوليتنا!    «الكوري» ظلم الهلال    شخصنة المواقف    أمير تبوك يستقبل رئيس واعضاء اللجنة الوطنية لرعاية السجناء والمفرج عنهم    أمانة القصيم تنجح في التعامل مع الحالة المطرية التي مرت المنطقة    النوم المبكر مواجهة للأمراض    نيمار يقترب ومالكوم يعود    الآسيوي يحقق في أداء حكام لقاء الهلال والسد    الملك يضيف لؤلؤة في عقد العاصمة    أنا ووسائل التواصل الاجتماعي    التركي: الأصل في الأمور الإباحة ولا جريمة ولا عقوبة إلاّ بنص    النضج الفكري بوابة التطوير    برعاية أمير مكة.. انعقاد اللقاء ال 17 للمؤسسين بمركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة    الذكاء الاصطناعي والإسلام المعتدل    وفاة المعمر الأكبر في العالم عن 112 عامًا    الموارد البشرية توقّع مذكرة لتأهيل الكوادر الوطنية    قيصرية الكتاب تستضيف رائد تحقيق الشعر العربي    إنسانية عبدالعزيز بن سلمان    الشائعات ضد المملكة    الأسرة والأم الحنون    سعادة بطعم الرحمة    تميز المشاركات الوطنية بمؤتمر الابتكار في استدامة المياه    وزير الرياضة: دعم القيادة نقل الرياضة إلى مصاف العالمية    بحث مستجدات التنفس الصناعي للكبار    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان يُعيد البسمة لأربعينية بالإنجاب بعد تعرضها ل«15» إجهاضاً متكرراً للحمل    في الجولة الخامسة من يوروبا ليغ.. أموريم يريد كسب جماهير مان يونايتد في مواجهة نرويجية    خادم الحرمين الشريفين يتلقى رسالة من أمير الكويت    دشن الصيدلية الافتراضية وتسلم شهادة "غينيس".. محافظ جدة يطلق أعمال المؤتمر الصحي الدولي للجودة    "الأدب" تحتفي بمسيرة 50 عاماً من إبداع اليوسف    المملكة ضيف شرف في معرض "أرتيجانو" الإيطالي    تواصل الشعوب    ورحل بهجة المجالس    إعلاميون يطمئنون على صحة العباسي    أمير حائل يعقد لقاءً مع قافلة شباب الغد    محمد بن عبدالرحمن يشرّف حفل سفارة عُمان    تقليص انبعاثات غاز الميثان الناتج عن الأبقار    الزميل العويضي يحتفل بزواج إبنه مبارك    احتفال السيف والشريف بزواج «المهند»    يوسف العجلاتي يزف إبنيه مصعب وأحمد على أنغام «المزمار»    «واتساب» تختبر ميزة لحظر الرسائل المزعجة    اكتشاف الحمض المرتبط بأمراض الشيخوخة    رئيس مجلس الشيوخ في باكستان يصل المدينة المنورة    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية ترصد ممارسات صيد جائر بالمحمية    هؤلاء هم المرجفون    هنآ رئيس الأوروغواي الشرقية.. خادم الحرمين الشريفين وولي العهد يعزيان القيادة الكويتية    أهمية الدور المناط بالمحافظين في نقل الصورة التي يشعر بها المواطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إلهام أبو الجدايل: المرأة السعودية في الغرب خبر «شاذ»
نشر في الحياة يوم 08 - 12 - 2009

أكدت الدكتورة إلهام أبوالجدايل أن فقر مراكز الأبحاث العلمية في السعودية لمقومات البحث العلمي هو ما دفعها وغيرها من العلماء والمخترعين السعوديين للاغتراب والإقامة في الدول الأوروبية وأميركا.وقالت في حوار مع «الحياة»: «للأسف مجتمعنا ليس لديه وعي بأهمية البحث العلمي، إذ إن لدينا مراكز للبحث العلمي في جامعاتنا السعودية كافة، ولكن تفتقر جميعها إلى أبسط مقومات البحث العلمي الصحيحة». وأضافت: «للأسف نحن ينحصر اهتمامنا بتلك المراكز بالمباني الفخمة لها، ولكننا لا نهتم بتطوير الأفكار داخلها وتحويلها للاختراعات التي يمكن أن ترفع اسم السعودية عالمياً، فهي ينقصها الكثير من الدعم لتصبح مراكز للأبحاث».
وحددت أبوالجدايل أهم خطوات تطوير المراكز العلمية في السعودية بتعيين متخصصين في الأبحاث العلمية قياديين لها، وقالت: «من الصعب أن نمنح أشخاصاً ليست لهم علاقة بالبحث العلمي المراكز القيادية في مراكز البحث العلمي، فهم لن يقدروا أهمية البحث ولن يرعوا الباحثين بشكل يحوّل تلك المراكز إلى منارات عالمية تنافس الدول المتقدمة، من الضروري إعادة النظر في من يتولى مراكز قيادية في مراكز الأبحاث لدينا الطبية وغير الطبية، فلابد أن يكون متخصصاً في مجال البحث العلمي، ويقدر أهمية الأبحاث ويكون داعماً لذوي الفكر والموهوبين».
مشيرة إلى أن إنشاء جامعة الملك عبدالله كجامعة بحثية نقطة تحول للسعوديين، وستفتح آفاقاً جديدة للارتقاء بالبحث العلمي وجعل السعودية في مصاف الدول المتقدمة.
ولم يتوقف الحديث مع أبوالجدايل على أسباب هجرتها للغرب، بل تتطرقت في حديثها إلى «الحياة» للصعوبات التي واجهتها في بداية اكتشافها والتعتيم الذي أحاط اختراعها سنوات طويلة، وقالت: «وجدت نوعاً من التعتيم من العلماء البريطانيين، إذ كانوا يمنعون نشر أبحاثي أو التطرق إلى أخباري في وسائل إعلامهم».
موضحة عدم معرفتها السبب الحقيقي لذلك التعتيم، وقالت: «لا أعلم لماذا حوربت في بداياتي، إذ كانت فكرة تحويل الخلايا كاملة النمو لخلايا جذعية أمراً حديثاً ومخالفاً لنظرية علم الأحياء، أو حوربت لأنني عربية ومسلمة».
لافتة إلى أن المرأة السعودية صبورة بطبيعتها، ويلزمها الإصرار لأخذ حقوقها كافة. فإلى تفاصيل الحوارر
لماذا اخترت التخصص في علم الخلايا؟
- هذه الرغبة نشأت معي منذ الصغر، لأن علم الخلايا مليء بالأسرار، ولا بد أن نعرف أن الخلايا في معمل الأبحاث واحدة، وتتبع نظاماً واحداً، وعلم الخلايا من الداخل والخارج عالم جميل جداً، كأنه الكون الداخلي المليء بالدهشة والإثارة.
هل نستطيع القول إن العلاج بالخلايا الجذعية من أكثر العلاجات إثارة للجدل في العالم؟
- دعيني أوضح في البداية ماهية الخلايا الجذعية، فلا بد أن نعرف أن الخلايا الجذعية ثلاثة أنواع، منها ما هو مكوّن من الأجنة، وهذا ما يثير الجدل الأخلاقي والديني ويكثر فيه اللغط وتحتار الدول في الخوض في تفاصيله لاعتبارات كثيرة ومختلفة، والنوع الآخر منها ما هو مستخرج من الحبل السري.
أما النوع الأخير منها فهو مكوّن من خلايا بالغة النمو، وهي الطريقة التي اخترعتها، وبالطبع هذه الطريقة تختلف عن الاستنساخ الذي هو مثار جدل واسع، ولكن في المقابل استطيع القول إنها بديلة عن الاستنساخ، ما أقوم به الآن عملياً هو تحويل خلايا كاملة النمو، مثل خلايا كريات الدم البيضاء، إلى خلايا جذعية.
وبهذه الطريقة نحن لسنا في حاجة إلى متبرع ولا إلى بويضات، بل تعتمد الطريقة برمتها على تحويل خلايا في جسم الإنسان إلى خلايا جذعية شبابية، لتعمير أنسجة الجسم المختلفة، كالجهاز المناعي، وكريات الدم الحمراء، والعظام، والغضاريف، والأعصاب، وتحفيز وظائف الكبد والبنكرياس، وعضلات قلبية، لأنه أصبح بالإمكان تجديد الخلايا بعد نموها وإعادتها إلى مراحلها الأولى غير المتخصصة، وتوجيهها لأداء وظائف جديدة، وهذا الشيء يمهد عملياً لتصنيع أنسجة وأعضاء بشرية جديدة بدل التالفة.
متى بدأتم العلاج بذلك؟
- بدأنا تقريباً منذ خمس سنوات، وأنا هنا لا أتحدث عن علاج لمرض، بل عن شفاء لمرض، فهناك فرق بين علاج الأمراض والشفاء منها، ولقد شُفيَ عدد من الأمراض ونحن من خلال ذلك نعالج كل شيء تالف في جسم الإنسان، وبشكل مبسّط ما توصلت إليه يشفي جميع الأمراض المكتسبة التي تصيب الإنسان.
الصدفة قادتني للاختراع
بالنسبة إلى اختراعك في تكوين الخلايا الجذعية، كيف توصلت له؟
- اختراعي يتلخص في تكوين خلايا جذعية من خلايا كاملة النمو، وكما هو متعارف عليه فإن الخلايا الجذعية يمكن استئصالها من الأجنة أو النخاع، ولكني وجدت طريقة لتصنع من خلايا الدم البيضاء، للشخص نفسه المراد علاجه بها.
وتوصلت إليها بطريق الصدفة، إذ كنت أقوم بأبحاث لقتل خلايا الدم البيضاء السرطانية ووجدت أن هذه الخلايا تتحول إلى خلايا جذعية كاملة النمو بواسطة لمسها في منطقة معينة على سطح الخلية، ومن ثم يمكن تحويلها إلى خلايا متخصصة.
وكيف كان رد الفعل الأول لهذا الاكتشاف؟
- في الحقيقة اعتقدت أنني مخطئة في بداية الأمر، ولم أفكر في إعادة التجربة مرة أخرى، وبعد فترة كررت التجربة مراراً هنا في السعودية، وكانت نتائجها إيجابية، وهذا دفعني للسفر إلى بريطانيا لإجراء التجارب هناك بهدف التأكد من صحتها.
لماذا اخترت بريطانيا؟
- في الحقيقة بريطانيا من أكثر الدول التي تتمتع بوجود تقنية عالية في المجال الطبي، خصوصاً في ما يتعلق بعلم الأحياء والخلية.
اكتشافك هذا عندما خرج، لم يلفت نظر العالم، ولم يهتم به الناس في ذلك الوقت، فما السبب من وجهة نظرك؟
- السبب في عدم الاهتمام بهذا الاكتشاف في ذلك الوقت هو أن الفكرة كانت جديدة ولم تُطرق من قبل، فتحوّل الخلية من خلية كاملة النمو إلى أخرى بدائية كان يتعارض مع علم الأحياء ونظريته، إذ تنصّ نظريات علم الأحياء على أن الخلية في حال تحولها إلى خلايا كاملة النمو لا يمكن عودتها إلى خلية بدائية جذعية، لذا كان إثبات صحة هذا الاكتشاف يتطلب سلسلة طويلة من التجارب والبراهين التي تؤكد صحة نظريتي الجديدة.
معارضة العلماء لي
ولكنك أشرت في حوارات صحافية سابقة إلى أنك وجدت معارضة من العلماء في بريطانيا إذ لم يصدقوا مزاعمك في تحويل الخلية كاملة النمو إلى بدائية «جذعية»؟
- نعم، وجدت نوعاً من التعتيم من بعض العلماء في بريطانيا، إذ كان يمنع نشر أبحاثي أو أخباري في تلك الفترة، كما أنهم لم يعترفوا بحقيقة هذا الاكتشاف إلا أخيراً، ولا أعلم السبب الحقيقي وراء ذلك هل لأن الفكرة كانت حديثة أم لأنني كنت محاربة باعتباري عربية ومسلمة، ولكن في اعتقادي أن السبب الأول كان الصحيح.
إذاً كيف حصل تسجيل هذا الاكتشاف كاختراع مسجل باسمك عالمياً؟
- كان اقتراح زوجي في عام 1994 أن أسجل هذا الاختراع، وبالفعل ذهبنا لتسجيله في الجهة المتخصصة في بريطانيا، وهناك سألوني عن فوائد هذا الاكتشاف، وبعد شرحي لهم إمكان علاج عدد من الأمراض بهذه الخلايا، تم التسجيل وفي الحقيقة لم أواجه مشكلة وقتها.
بعد تسجيل الاختراع في بريطانيا لماذا لم تستمري في أبحاثك هنا داخل السعودية؟
- اكتشاف كهذا له إجراءات عدة، إذ يتطلب تسجيله عدداً من التجارب كما أسلفت، وهذا دفعني لأسافر إلى دول متعددة لديها التقنية المطلوبة لإجراء الأبحاث والتجارب، خصوصاً أن التقنية لدينا لا تزال ليست بذلك التطور.
كم دولة احتجت إلى السفر إليها بهدف إجراء الأبحاث؟
- تقريباً ذهبت إلى ثلاث دول لإجراء أبحاثي في هذا المجال، ففي البداية ذهبت إلى بريطانيا باعتبارها دولة متقدمة في مجال التقنية لعالم الأنسجة، ولا بد في بحث كهذا من توظيف التقنية بالشكل المناسب، فبعد الانتهاء من مرحلة التجارب في بريطانيا، سافرت إلى أميركا بهدف تطبيق تلك التجارب على الحيوانات للتأكد من صحتها، وشملت أبحاثي التأكد من علاج أمراض متعددة بالخلايا الجذعية، منها إعادة تكوين نسيج تالف، أو نقص في كميات الدم، أو نقص المناعة، وعلاج حالات لأمراض القلب.
هل كان إجراء التجارب على الحيوانات كافياً، لإثبات صحة نظريتك؟
- لا، بالتأكيد لم يكن كافياً، لاسيما أن نظريتي في العلاج بالخلايا الجذعية المكونة من الدم كانت تتطلب مني تجربتها على حالات إنسانية، ولهذا سافرت إلى الهند مع زوجي، لإجراء تجاربي على حالات مرضية هناك، إذ تمكنت من علاج أربع حالات لمرضى لديهم فقدان في المناعة داخل الجسم.
هل اقتصرت على علاج حالات نقص المناعة فقط، أم كانت هناك تجارب لعلاج حالات أخرى؟
- قمت بعلاج عدد من الحالات المختلفة، منها سرطان الدم، إذ إن الخلايا الجذعية هي العلاج الوحيد له كما هو معروف، ولكن اكتشافي كان ينحصر في تكون كميات كبيرة من الخلايا الجذعية، مثل عملية تحويل الرمل إلى ذهب، وهذه الخلايا يمكن لها بناء أنسجة وخلايا متخصصة من قلب وكبد وأعصاب وعضلات وخلافه، وهذه الطريقة يمكن من خلالها أن يعالج التصلب اللويحي وإصابات المخ والنخاع وغيرها، إذ يمكننا علاج عدد غير محدود من الأمراض بالخلايا الجذعية، شريطة ألا تكون من الأمراض الوراثية.
ما هي أول حالة عالجتيها؟
- أول حالة عالجتها كانت في الهند لمريض كان يعاني من فقدان المناعة ولم يكن مصاباً بمرض الأيدز، إذ إن تشخيص المرض هو فشل في منطقة النخاع داخل الهيكل العظمي، وبالفعل تم علاجه بزراعة الخلايا الجذعية في منطقة النخاع، وشفي من المرض تماماً.
يعتبر البعض أن إجراء التجارب على «الإنسان» غير أخلاقي فما تعليقك؟
- في الحقيقة كان موضوع إجراء التجارب على الأشخاص في الهند بالتعاون مع الهيئة الهندية للأبحاث الطبية، وكان لا بد من إجراء العلاج على حالات مرضية للتأكد من صحته.
أسست شركة «تراستيم» عام 1999 بهدف نشر تقنيتك في علاج الأمراض بالخلايا الجذعية... كيف بدأت فكرة إنشاء الشركة وكم عدد الحالات التي تم علاجها عن طريقكم؟
- بعد الانتهاء من مرحلة الأبحاث وتسجيل الاختراع، قررت أنا وزوجي إنشاء شركة تقنية حيوية متخصصة في تحضير الخلايا الجذعية، وتم علاج ما يزيد على 500 حالة، منها تلك الحالات الميئوس منها، خصوصاً أننا نحوّل خلايا كاملة النمو مستأصلة من الإنسان ذاته إلى خلايا جذعية، وهذا يساعدنا في عدم رفض الجسم هذه الخلايا كما يحدث في حال استئصالها بالطرق الأخرى.
القضاء على الشيخوخة
سمعنا عن استخدامك هذه الخلايا في العلاجات التجميلية بدلاً من الطرق المستخدمة حالياً؟
- نعم، فالتجارب الأخيرة أكدت إمكان استخدام الخلايا الجذعية في علاج آثار الشيخوخة من الوجه بدلاً من استخدام جراحة التجميل التقليدية، والإبر البوتكس وغيرها من العلاجات التجميلية، إذ يمكن زراعة الخلايا الجذعية في الوجه وهي خلايا حديثة صغيرة يمكنها منح الوجه بشرة نضرة وشابة، كما يمكن استخدامها في عمليات زراعة الشعر وغيرها، ولا يتوقف الأمر على ذلك، إذ يمكن علاج مرض الشيخوخة والزهايمر البيئي أيضاً بواسطة هذه الخلايا.
وماذا عن الأمراض المستعصية؟
- غالبية الأمراض المستعصية والمزمنة يمكن علاجها بنسبة 99 في المئة، ولا يوجد علاج نهائي لها، ولكن بالخلايا الجذعية يمكن إعادة بناء النسيج المريض، فالعقاقير تعالج ولا تبني، ولكن الخلايا الجذعية تبني النسيج من جديد وهذا يتطلب فترة أطول، ولكن العلاج له فعالية أكبر.
مراكز البحث العلمي عندنا «مشلولة»
وماذا عن مراكز البحث العلمي في جامعاتنا السعودية؟
- صحيح هناك مراكز للبحث العلمي في جامعاتنا ولكنها تفتقر إلى أبسط مقومات البحث العلمي، وليس لدينا الوعي العام بأهميتها، للأسف نحن نهتم بالمباني الفخمة لتلك المراكز أكثر من أي شيء آخر.
ماذا تقصدين بالدعم... المادي أم المعنوي؟
- يؤسفني أننا على رغم الأموال التي تصرف على مراكز البحث العلمي، فإن غالبية القائمين عليها ليس لديهم الفكر البحثي، إذ من الصعب أن يتبنوا فكرة لباحث في بدايتها، على رغم أن القائمين على هذه المراكز في الغرب يدعمون الباحثين ومئات الأفكار، وحتى إن لم تنجح إلا فكرة واحدة من تلك الأبحاث التي في مراكزهم.
هل يمكننا القول إن مراكزنا العلمية عبارة عن «إكسسوارات» فقط؟
- نعم، نحن ينقصنا الوعي بأهمية البحث العلمي، وتنمية الفكر والدعم المتواصل للباحث.
ومن الصعب أن نمنح أشخاصاً ليست لهم علاقة بالبحث العلمي المراكز القيادية في مراكز البحث العلمي، لأنهم لن يقدّروا أهمية البحث ولن يرعوا الباحثين بشكل يحوّل تلك المراكز إلى منارات عالمية تنافس الدول المتقدمة.
لذا من الضروري إعادة النظر لدينا في من يتولى مراكز قيادية في مراكز الأبحاث الطبية وغير الطبية، ولا بد أن يكون القيادي متخصصاً في مجال البحث العلمي، ويقدّر أهمية الأبحاث ويكون داعماً لذوي الفكر والموهوبين.
هل هذا الذي دفعك للإقامة في دول أوروبا وأميركا؟
- بالطبع ولا شيء غيره، فهناك يتم احتضان البحث ودعمه بشتى الوسائل لإثباته وبرهنة نظرياته وأبحاثه، لذا نجدهم أكثر تقدماً منا في المجالات كافة، ففي الغرب ليس المهم الأموال التي تدفع في البحث العلمي، فكل ما يهم هو اكتشاف الجديد لتطوير العلم وعدم التوقف عند نقطة النهاية، فالنهاية تعد انطلاقة لاكتشاف يخدم البشرية كافة.
في رأيك كيف يمكن لنا أن نجذب العلماء العرب إلى أوطانهم، والاستفادة منهم محلياً؟
- هذا يتطلب تغيير النظرة المحلية للعالم، والوعي بمكانته العلمية، فإذا شعر المرء بأن مجتمعه متحمس لفكره وإبداعه فإنه سيفضّل العيش في وطنه بدلاً من الاغتراب والعيش في دول أخرى ومجتمع غريب عنه، ولكن ما يدفعه للهجرة هو رغبته في إثبات موهبته، ودول الغرب حاضن جيد للفكرة والموهبة وصاحبها، وهذا ما يفسّر هجرة العقول العربية من بلدانها.
هل تعتقدين أن افتتاح جامعة بحثية ضخمة مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية عامل جذب لهؤلاء؟
- هذا مما لا شك فيه، إذ إن المطلوب هو توفير الدعم الكافي للتقنية الجديدة في مجال البحث العلمي ومدى توافرها محلياً، وستكون نقطة تحول لدينا كسعوديين وتنمي لنا الوعي بأهمية هذا البحث العلمي للارتقاء ببلدنا عالمياً.
المرأة والبحث العلمي
دعينا نخرج من مدار البحث العلمي وهمومه ونسألك: كيف ترين المرأة السعودية اليوم؟
- المرأة السعودية اليوم متطورة جداً، وحققت نجاحات كبيرة في مجالات متعددة، فلم يعد وجود المرأة السعودية في العمل مقتصراً على مجالي التعليم والطب.
فاليوم المرأة تعمل في مجالات كثيرة ومنهن من حققت نجاحاً كبيراً في مجالها، وأثبتت قدرتها على تحمّل المسؤولية والإبداع كذلك.
الإعلام العربي في الآونة الأخيرة يسلّط الضوء على المرأة السعودية بشكل كبير... فما وجهة نظرك في ذلك خصوصاً أنك تعيشين في الغرب؟
- السبب الرئيسي في تسليط الضوء على المرأة السعودية في الغرب من زاوية أنها خبر غريب أو «شاذ» مخالف لما اعتادوا عليه، وكثرة استخدامها لجذب قارئ الصحيفة أو مشاهد التلفزيون، فللأسف ما زالوا ينظرون إلينا على أننا شعوب متخلفة، لذا يرون أن خروج سيدة من هذا المجتمع تحمل فكراً ومبدعة شيء مخالف لما اعتادوا عليه.
إذاً كيف ينظرون إليك وأنت امرأة سعودية وعالمة في الوقت ذاته؟
- لا أنكر نظرات الاستغراب في وجوههم، فهم لديهم عنصرية وإن لم تتضح للعيان، ولديهم أيضاً النظرة القاصرة للمرأة لاسيما وإني مسلمة وسعودية، ولكن هم يتعاملون معي على أنني عالمة، لدي فكري ويحترمون هذا الشيء، وأنا بالتالي احترم فيهم احترامهم لفكري.
ولكن الملاحظ كثرة المطالبة بحقوق المرأة السعودية من الخارج أكثر من المطالبة داخلياً... ما تعليقك على ذلك؟
- في رأيي الشخصي المرأة هي من تأخذ حقوقها بنفسها، ولا تنتظر من يأتي لمنحها هذه الحقوق، فهي قوية ولا تحتاج إلى من يطالب عنها، وأنا أرى أن المرأة السعودية صبورة بطبعها، وما يلزمها هو الإصرار على أخذ الحقوق كاملة بما يتناسب مع طبيعتها وطبيعة مجتمعها.
ما أبرز المعوقات التي واجهتك خلال مشوارك؟
- أكثر شيء كان يعوقني في البداية كوني امرأة والنظرة المحدودة إليَّ، إضافة إلى العنصرية التي وجدتها من البعض في بريطانيا، فكما أسلفت سابقاً أن الفكرة كانت جديدة وتتعارض مع علم الأحياء، وهذا جعل عدداً من العلماء في بريطانيا يعارضونني، إضافة إلى المادة «الأموال»، وفي الحقيقة أنا تعلمت الكثير في تلك المرحلة، لذا لا أعتبرها معوقات بمعنى هذه الكلمة، خصوصاً أنني استطعت التغلب عليها وأثبتُ صحة نظريتي وسجلتها اختراعاً خاصاً بي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.