في السادس عشر من أكتوبر الحالي فتحت أبواب صالة بروناي بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن أبوابها أمام الجمهور المتلهف لمشاهدة معرض (حافة الصحراء)، الذي استغرق إعداده 5سنوات، حيث استضاف المعرض، الذي يضم أعمال 17فناناً وفنانة من رواد الفن الحديث في السعودية هم: شادية ورجاء عالم، عبدالعزيز عاشور، سمير الدهام، منال الضويان، ريم الفيصل، محمد فارع، وعبدالناصر غارم، لؤلؤة الحمود، مهدي الجريبي، يوسف جاها، أحمد ماطر، مها الملوح، علي الزيزاء، نهى الشريف، فيصل السمرة، أيمن يسري. وبذلك نشرت الثقافة السعودية أجنحتها ووصلت إلى لندن من خلال معرض فني يوضح ثقافتنا وتراثنا وتقاليدنا. ويعالج المعرض الفني بذكاء القضايا المعاصرة التي تواجه السعودية من خلال هذه الأعمال. وبدأت قصة هذه الرحلة الفنية قبل 5سنوات عندما قررت مجموعة من التشكيليين السعوديين والبريطانيين إماطة اللثام عن الفنون السعودية الرائعة، المعرض فكرة راودت ستيفن ستابلتون، الذي يتشرف برعايته بالتعاون مع لؤلؤة الحمود وأحمد مطر العسيري، وحسب رأي الفنانين فإن هذا المعرض سيلقي ضوءاً جديداً على الفنون الحديثة في السعودية، ولا يقتصر هذا المعرض على دعم العلاقات الفنية بين السعودية وبريطانيا العظمى، إنما يعرض أيضاً الثقافة السعودية الحقيقية للعالم الذي قد يسيء فهمها. ويقدم الفنانون عبر أعمالهم علاقتهم الشخصية بالإسلام، بالتركيز على صوت الفن في عصر الإعلام، ويعرض تاريخ وثقافة وبيئة المنطقة، بالإضافة إلى أن المعرض يعمل على تغيير الصورة الملتبسة والمشوهة التي تحملها الأذهان عن العرب وخاصة السعوديين، بعد الهجمات الإرهابية التي حدثت في بعض أنحاء العالم. وسوف يسمح هذا التحرك والتطور الجديد في الحقل الفني للعالم إدراك أن المملكة العربية السعودية والدين الإسلامي لا يصدران الإرهابيين، بل يقدمان للعالم حضارة ووعياً وفنانين شباب جادين وشباب موهوبين يتمتعون بالرؤية الفنية. ويستطيع من يشاهد الأعمال المختلفة للفنانين المشاركين في المعرض أن الصورة المرسومة لثقافتنا وعقائدنا أبعد ما تكون عن الحقيقة. ويمكن أن يلقي هذا المعرض الضوء لتصحيح الصورة المشوشة المأخوذة عن ثقافتنا وتقاليدنا. والمدهش أن الدعاية لهذا المعرض غطت كل أرجاء مدينة لندن، حيث انتشرت اللوحات والمطويات الدعائية عن المعرض في الجامعات ووسائل المواصلات والشوارع الرئيسية. ولوحظ يوم افتتاح هذا المعرض والأيام التالية الأعداد الكبيرة من الزوار، الذين لا ينحصرون في أبناء الجاليات العربية الذين جاؤوا لتشجيع هذا الحدث، إنما شوهد أيضاً عدد من الأجانب الذين لا يخفون إعجابهم عند زيارة المعرض، والذين يخرجون منه بانطباع إيجابي عن الفن والثقافة السعودية ومن خلال هذا المعرض لوحظ أن تغييراً يحدث في الصورة التي يرانا العالم من خلالها. وسوف تكون أبواب صالة بروناي بمدرسة الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن مفتوحة، لاستقبال زوار المعرض حتى 13ديسمبر 2008م. ويحرص الكثير من البريطانيين والسياح الأوروبيين على زيارته، لمشاهدة الأعمال الفنية، وكذلك ليطلعوا على إبداع هؤلاء الفنانين، الذين غيروا نوعاً ما الصورة المرسومة لنا في العالم، هذا ويرعى المعرض شركة عبداللطيف جميل المحدودة، وشركة المغترة الزراعية، ومصنع البلاستيك السعودي .