عززت السلطات الايرانية الاجراءات الامنية المحيطة بجميع العاملين في المجال النووي بعد اغتيال احد العلماء النووين الاسبوع الماضي، بحسب ما اعلن نائب الرئيس محمد رضا رحيمي امس. وقال رحيمي في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الرسمية (ارنا) ان "اي شخص ينشط في المجال النووي سيوضع تحت رعاية خاصة". واضاف ان هذا الامر صادر عن الرئيس محمود احمدي نجاد. ونقلت وكالة اسنا الطلابية عن نائب الرئيس قوله ان هذه الاجراءات الاضافية، التي لم يحددها، تأتي اضافة الى الاجراءات التي صدر امر بفرضها لحماية العلماء النوويين الايرانيين قبل عشرة اشهر. وقال رحيمي "هذه المرة، امرت الحكومة بأن يوضع اي شخص ينشط في الحقل النووي من اخفض المستويات الى اعلاها، الى الرقابة وان يخضع لرعاية خاصة". وتأتي هذه الاجراءات بعد اغتيال العالم النووي مصطفى احمدي روشن (32 عاما) نائب المدير التجاري في موقع نطنز النووي (وسط) المصنع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في ايران، في 11 يناير اضافة الى سائقه في انفجار نتيجة قنبلة الصقت بسيارته. واعلن رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الاثنين ان عددا من الاشخاص اعتقلوا في اطار التحقيق في اغتيال روشن. وقال لاريجاني "عثرنا على ادلة ونفذنا اعتقالات. والتحقيق مستمر". الى ذلك أعلن وزير العلوم والتكنولوجيا والأبحاث الإيراني كامران دانشجو أن أكثر من ألف طالب جامعي في مختلف جامعات البلاد تقدموا بطلبات لتغيير فروعهم الدراسية إلى قسمي الفيزياء النووية والهندسة النووية خلال الأيام الأخيرة. ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) عن دانشجو قوله في تصريحات أول أمس الاثنين إن 300 طالب جامعي من النخبة في جامعة شريف التكنولوجية وكذلك نحو ألف طالب من الطراز الأول في جامعات البلاد قدموا طلبات لتغيير تخصصهم الدراسي إلى الفيزياء النووية والهندسة النووية. وأردف أن "هذا الأمر يدل على أن الاغتيالات التي ينفذها الأعداء ضد العلماء النوويين الإيرانيين بهدف خلق الرعب والخوف في الأوساط العلمية والجامعية في البلاد لم تترك أدني تأثير وأن مخططات الأعداء لن تجديهم نفعاً". وأكد دانشجو أن النخبة العلمية والجامعية "لن تترك الساحة بسبب الجرائم ومخططات الأعداء وأصحاب النوايا السيئة وستحافظ على مبادئ الجهاد العلمي والولاية بالعلم والقلم والدم". وأشار إلى الإحصاءات العلمية الجديدة التي نشرها موقع المعلومات العلمية الدولية "اسكوبوس" على الإنترنت، وقال إنه "وفق هذه الإحصاءات فقد تبوأت إيران المكانة الأولى في المنطقة بعد أن كانت في المركز الثاني بعد تركيا". ولفت وزير العلوم إلى أن نسبة نمو الإنتاج العلمي في إيران زادت بنسبة 15 بالمئة، قائلاً :"هذا النمو المنجز تحقق فيما تعاني بلدان أخرى مثل أمريكا من انخفاض في إنتاجها العلمي". وأوضح أن المسؤولين في الأجهزة الأمنية في البلاد يبذلون مساعي حثيثة ومتواصلة للحفاظ على حياة النخبة وإحباط مئات "المؤامرات".