نواصل الحديث عن القيادات الجديدة، وما ينتظر منها من تغيير، وتطوير في الرؤى، والأساليب ومنهجية العمل. اليوم نتحدث عن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ ونتمنى له التوفيق والنجاح في القيام بالمسؤوليات الجسيمة الموكلة إليه في قيادة هذا الجهاز المهم. وقد شدني ما قاله بعد تكليفه بأن منهج العمل سيركز على الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر. وأقول ان هذه العبارة تدعو إلى التفاؤل وتبشر بالخير وتصلح شعاراً للهيئة تنظيراً وتطبيقاً وهو الأمر الذي يتطلع إليه المجتمع. إن الهيئة في المرحلة القادمة بحاجة إلى منهجية جديدة بحيث تصبح صديقة للمجتمع، وهذا يتطلب تغيير الصورة الذهنية للهيئة وهو تغيير يمكن ان يتحقق إذا بدأت الهيئة فعلياً في الأمر بالمعروف بمعروف والنهي عن المنكر بلا منكر. إن تطبيق هذه المنهجية لن يتم بين يوم وليلة، ولكنه سيكون نتيجة لعمل استراتيجي، وفكر جديد، وتشخيص للوضع الراهن للهيئة بهدف الوصول إلى رؤية جديدة، وخطاب جديد يتفق مع رسالة الهيئة ومسؤولياتها. إن تشخيص الوضع الراهن لابد ان يشمل مراجعة اللوائح والأنظمة والإجراءات والصلاحيات وبرامج التوعية والتثقيف، وكيفية تنمية العلاقة مع المجتمع. وفي هذا المقام نسترجع الاجتماع الدوري السابع لمديري عموم الفروع بالإدارات العامة تحت عنوان (الهيئة والمجتمع). وقد أوصى ذلك الاجتماع من ضمن توصياته بأهمية تنمية مهارات الاتصال في مجال الاقناع وتغيير السلوك لدى رجال الهيئة الميدانيين للتعامل مع الظواهر السلبية وتحديداً لدى فئة الشباب. أتوقف عن هذه التوصية لأن الميدان هو المحك، وهو أقوى تعبير عن إنجازات الهيئة، وهو في نفس الوقت مسرح بعض الممارسات الخاطئة التي تسيء إلى أداء الهيئة. في هذا الشأن لدينا ثروة سلوكية وهي الاقتداء بمنهج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فقد كان خلقة الإسلام والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكان هدية القرآن: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)، هذا هو المنهج الذي يبني جسور العلاقة الايجابية بين الهيئة والمجتمع، ويترجم تلك العبارة (الأمر بالمعروف بمعروف، والنهي عن المنكر بلا منكر) إلى واقع. وفي الختام، ونظراً لأهمية المشاركة وايجابياتها، ومن أجل بناء العلاقة الايجابية مع المجتمع وحتى تكون الهيئة صديقة للمجتمع، نود هنا ان نقترح على فضيلة الشيخ الدكتور عبداللطيف تنظيم لقاءات وورش عمل تجمع بين مسؤولي الهيئة وفئات من المجتمع ليس من أجل تبادل الاتهامات، والنقد والدفاع، ولكن من أجل حوار علمي ومهني وموضوعي يهدف إلى إثراء الأفكار. وتطوير الأساليب وإتاحة الفرصة للجميع في المشاركة في درء الأخطار التي تهدد المجتمع وبحث السبل الفعالة في التعامل معها. ومن إيجابيات هذا اللقاء المقترح أنه سيجعل أفراد المجتمع أصدقاء للهيئة، والصداقة لا تكتمل إلاّ بطرفين.