حذّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن اشتداد التوترات مع إيران يمكن أن تتحول إلى أزمة تزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط بأكملها ما لم تتخل عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم واستبعد إقامة منطقة محظورة الطيران في سوريا. وأعرب هيغ عن مخاوف من أن أفعال إيران «قد تُشعل سباقاً للتسلح النووي في المنطقة» داعياً الحكومة الإيرانية إلى التفاوض على حل سلمي للمواجهة المتزايدة. وقال في مقابلة مع صحيفة «صندي تلغراف» الأحد «علينا أن نواجه هذه المشكلة لأن إيران شرعت في نهج يهدد منطقة الشرق الأوسط برمتها بفعل الانتشار النووي، وهي مشكلة تتفاقم بسبب برنامجها النووي وهناك خطر من أن تتحول إلى أزمة أكبر خلال العام 2012». وأضاف هيغ «نحن نفضّل المفاوضات لأننا لا نريد أن نرى أزمة متفاقمة، لكننا سنفرض عقوبات أشد وأقوى لإقناع إيران بأن المفاوضات هي السبيل الوحيد إلى الأمام». وجاءت تصريحات وزير الخارجية البريطاني مع توجه الاتحاد الأوروبي لفرض حظر على النفط الإيراني رداًً على قرار طهران تكثيف جهودها لإنتاج مواد لصنع سلاح نووي، فيما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر عبره 40% من إمدادات العالم من النفط رداً على أي حظر يطال نفطها. وقال وزير الخارجية البريطاني «نحن لا ندعو للقيام بعمل عسكري ضد إيران، لكننا نضع جميع الخيارات على الطاولة في المدى الطويل ونؤمن بتكثيف الضغوط السلمية والمشروعة على إيران وسيرى الناس المزيد منها في الأسابيع المقبلة». وفيما أقر هيغ بأن العقوبات «لا تنجح دائماً» شدد على أنها أفضل وسيلة لدينا لزيادة الضغط ووضع إيران في موقف أكثر صعوبة يجعلها تفقد الأصدقاء والدعم في جميع أنحاء العالم». وأضاف «أن اقتصاد إيران في وضع أكثر هشاشة، كما أن ممارساتها بشأن برنامجها النووي ستؤدي إلى زيادة هذه التوترات والصعوبات». وحول إمكانية إقامة منطقة حظر الطيران لحماية الجماعات المعارضة في سوريا الساعية للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، قال هيغ إن هذا التوجه « ليس على طاولة المفاوضات في الوقت الراهن، لكنه لم يستبعده تماما، وأضاف «نحن لا نفكر بالتدخل العسكري في سوريا في هذه اللحظة».