يمكن اعتبار الماراثون النسائي الذي نظمته جامعة الملك سعود هذا الأسبوع ضمن باب " الوقاية خير من قنطار علاج " ، فمشاركة أكثر من خمسمئة فتاة فيه ، من جميع فئات المجتمع ، لاشك سيبعدهن خطوات عن السمنة وتوابعها وأمراضها التي تصل إلى حد الإصابة بمرض السكري " أعاذنا الله وإياكم منها جميعاً " . وكنت ، منذ مدة ، قد دعوتُ إلى إقامة ماراثون للركض - بشكل دوري 3 مرات سنوياً - تشارك فيه فئات المجتمع ، ويرصد له حوافز وجوائز قيمة ، وذلك ضمن تحقيق صحفي رصدت فيه الآثار الخطرة لمرض السكري وسبل الوقاية منه ومكافحة انتشاره للعيش - ما أمكن - ضمن بيئة خالية من السكري . مثل هذه المبادرات النشطة يتأمل منها أن تحظى بدعم المجتمع والحكومة ، خاصة أننا وصلنا إلى أرقام مخيفة لحقيقة تفشي السمنة ومرض السكري في مجتمعنا ، إلى درجة مطالبة المختصين باعتباره وصل إلى " حد الوباء " ، كون 25% من سكان المملكة يعانون من السكري ، وهناك دراسات تؤكد أن " المملكة تأتي في المركز الثاني دوليا في عدد المصابين بالسكر " ! وباعتبار أن السمنة هي المسبب الرئيس لمرض السكري ، وللعديد من الأمراض الأخرى ، فوجب علينا تكثيف محاربتها ، بل والعمل على الوقاية منها ، قبل أن تستفحل الأمور وتخرج عن نطاق السيطرة .. هل تعلمون أن 80% من مرضى السكري في المملكة كانت لديهم القدرة على الحماية من المرض؟ فماذا ننتظر - إذاً - للوقاية منها بعد أن أكدت لنا الإحصائيات الموثقة - كذلك - أن هناك 20 ألف حالة وفاة سنوياً تحدث في المملكة من السمنة ومضاعفاتها ، وأن كلفة علاج السمنة والأمراض المصاحبة لها تصل إلى 19 بليون ريال في العام الواحد، وأن هناك أكثر من 47 مرضاً يلازم السمنة ؟ لاشيء يقي من السمنة بقدر تغيير نمط الحياة والسلوك المعيشي والتغذوي للفرد ، بل والأسرة جميعها كباراً وصغاراً . أن نتحول إلى مجتمع نشط يمارس الحركة والرياضة ، مجتمع واع لماهية المواد التي يأكلها ، والمطاعم التي يرتادها ، والأطعمة التي يشتريها . هي جهود متكاتفة تسند بعضها بعضاً ، ولا يُستغنى عن دور أي منها ، ولايمكن تقليل شأن جهد عن آخر ، إنما هي سلسلة يبدأ أولها بيد الحكومة ثم تعاضدها أيادي مؤسسات المجتمع حتى يستقر آخرها عند وعي الفرد نفسه وتصميمه وعزمه على الحياة في بيئة صحية وجسم صحيح خال من الأمراض .. الأهم أن نعي فداحة النتائج فيما لو استمرت بنا الحال جلوساً خاملين ومتخمين بأصناف الأطعمة السيئة التي تنفخ أجسامنا .. ثم المهم أن نملك الإرادة القوية للسير في طريق التغيير نحو الأفضل .. انه قرارنا المصيري .. فمتى نبدأ ؟