نشاط وتداول كبير لسوق الأسهم السعودي يحققه الأسبوع الماضي المنتهي ، ووصل التداول الى ما يزيد عن 34 مليار ريال خلال خمسة أيام تداول بمتوسط يومي وصل 6.8 مليارات يوميا وهذا معدل لم يسجل منذ فترة زمنية طويلة كمعدل يومي وأسبوعي ، ولكن هذا التداول العالي لا يعني أن سيولة ضخمة أو جديدة قد دخلت بأرقام كبيرة ، ولكنْ هناك نشاط تداولي كبير ، أما عن السيولة الجديدة فيصعب تحديد ان كانت مضاربة أو اتجهت استثماريا ، والنشاط الواضح بالشركات المضاربة من تأمين وزراعة وغيرها ملاحظ تماما بالسوق ، والمضاربة البحتة لا تعني مزيدا من السيولة المستقرة بالسوق ، بل لاحظنا أن اسهم قيادية تراجعت كسابك مثلا ، وهذا يبرر وجهة النظر أن التداول العالي هو مضاربي ، وهذا بالطبع سلبي وإيجابي لحد ما بعودة الروح المضاربية للسوق ، ولكن المهم الى أي مدى ؟ وهذا هو المفصل المهم ، بحيث لا يحدث تركيز أكبر وتوجه للمضاربة وتصبح هي الرهان المهم والأكبر ، فحدوث ذلك يعني سهولة خروجها من السوق في أي لحظة ، ونلاحظ أنها أتت في نهاية العام ، أي دعم ارتفاع السوق من خلال النتائج المالية الجيدة للشركات التي أعلنت أو ما يتوقع أن تعلنه بالباقي منها خلال الأسبوع القادم سنرى أن النتائج دعمت اتجاه السوق لاشك . بنهاية الأسبوع حقق السوق ارتفاعا قارب 78 نقطة أي بنسبة 1.23% وهذا جيد لاشك ، ويدعمه تقاطع إيجابي بين متوسطي 50 و 200 يوم ، وهذا أيضا يقدم دعما وقوة للمؤشر العام للسوق ، وينتظر أيضا نتائج إيجابية قياسا للفترات الماضية التي أعلنت خلال عام 2011 خاصة بقطاع البتروكيماويات الذي يعتبر العامود الفقري للسوق ككل في قوة حراك المؤشر العام ، وكل هذه الإيجابية بالسوق لا تعني أن الأزمة العالمية ستكون خلفنا فهي لازالت حاضرة موجودة ويعاني منها الاقتصاد العالمي ووضع اليورو قياسا بالين فقط وصل لمستويات انخفاض اليورو لم يصلها منذ سنوات ، وهذا يبرر حالة المصاعب الاقتصادية التي لازالت قائمة الى اليوم ، وهذا يضع خروج الدول الأوروبية من الأزمة لازال يحتاج كثيرا من الوقت والدعم ، وهي لم تنتهِ حتى في الولاياتالمتحدة رغم أن الظروف هي أفضل هناك من أوروبا ، وتتحسن لكن ببطء كبير ، وهذا ما وضع فرضية عدم بروز أي مصاعب أقتصادية قد تأتي مفاجئة ولم تكن بالحسبان ، وهذا ما يضع المستثمرين في حالة تحفظ من بروز أي ازمة قادمة لم تكن ضمن تقديراتهم الاستثمارية . السوق السعودي يتحسن تدريجيا ، يحقق مستويات صعود جيدة نهاية العام سبب مهم ، سيخضع للاختبار بعد إعلان النتائج ، وسيكون اختبارا مهما ، البقاء محافظا على المكاسب ، وبأعلى من مستويات 200 يوم أيضا مهم ، والتذبذب أعلى من هذا المستوى سيحافظ على روح وزخم السوق إيجابا . المؤشر العام أسبوعي : مسار صاعد لمؤشر العام على القراءة الأسبوعية ، توقف عند مستويات 61.8% فيبوناتشي والتي تعتبر مستوى مقاومة مهماً على الأسبوعي أي عند مستويات 6200 نقطة ، فاصبح الآن من أهم مستويات الدعم للمؤشر العام ، ورغم أن الاغلاق توقف عن مستويات 6407 نقطة بخسارة طفيفة أسبوعية ، إلا أن المؤشر العام ظل محافظا على المسار الصاعد وهذا جيد حتى الان وأن حدث جني أرباح رغم أن الصورة الان هي حيرة أقرب للتراجع الطفيف ، فإن حدث جني أرباح فسيكون منطقيا ومقبولا حتى عند مستويات 6200 نقطة رغم صعوبتها الان ، وهذه المستويات للمؤشر تدعم التداول والمضاربة باعتبار أن المجمل للرؤية السوق جيدة وإيجابية . نلحظ دعم 40 اسبوعا وهذا جيد ، ونلحظ أيضا تقارب المتوسط مع السيولة وهذا جيد وأخذ موقع الوسط ، وأن اخذ مسارا صاعدا سيكون ايجابيا وتحقيق مزيد من المكاسب ، واستمرار المؤشر أعلى من 6200 نقطة بمسار صاعد يعني أهدافا ايجابية جيدة وأكبر ، وهذا على الأسبوعي . المؤشر العام يومي : مسار وقناة صاعدة جيد مستمرة حتى الان مع نهاية عام 2011 ، وهذا ما يبرر حالة المؤشر العام بأن يأخذ وقتا والتقاط أنفاس ويظل داخل القناة الصاعدة حتى الان ، وهذا جيد ومحفز للمؤشر ككل بأن ينحصر المسار للقناة الصاعدة للاسبوع القادم بين مستويين هما 6200 و 6470 نقطة ، ولن يخرج عنها خلال الأسبوع القادم أو أكثر ، والمحافظة على القناة الصاعدة سيحفظ قوة صعود المؤشر العام حتى وان كانت ضعيفة ومتذبذبة ، ولكن هذا سيدعم التداول بصورة اشمل وأكبر للسوق ، والمحافظة على الإيجابية بالسوق هو المطلب المهم ، وسيدعم ذلك نتائج الشركات من بتروكيماويات وبنوك خصوصا ، وأيضا دور بقية شركات السوق في تحقيق نتائج إيجابية مما سيدعم قوة المسار الإيجابي ، وهذا هو المهم وليس سرعة تحقيق المكاسب والذي يعقبه تراجع حاد بلا مبرر حقيقي .