اضطراب وجداني ثُنائي القطب * أخي الدكتور إبراهيم ؛ أنا رجل متعلم و أحمل شهادة عالية ، وأعمل في وظيفة جيدة ، وحالتي المالية ممتازة إن لم أقل أكثر من الممتازة. مشكلتي أنني أعاني من مرض اضطراب وجداني ثُنائي القطب ، وهذا جعلني أقع في مشكلة صعبة وهي الإدمان على تناول الكحول منذ سنوات طويلة. لقد أصبح الكحول هو رفيقي الدائم واستطعت أن أوفَق بين عملي وتناولي الكحول كل مساء ، ولكن مع مضي الوقت أصبح الكحول يؤثر عليّ ، فقد أثّر على صحتي و على عملي وكذلك على علاقاتي بأهلي ، خاصةً أولادي وزوجتي وكذلك أصدقائي الذين نصحوني بطلب المساعدة الطبية للتوّقف عن تناول الكحول. فعلاً طلبت المساعدة، وصرف لي الطبيب المعالج أدوية مضادة للاكتئاب وكذلك أدوية آخرى، وفعلاً توقفت عن تناول الكحول لعدد من الأشهر، ولكن خلال هذه الأشهر كنتُ أعاني من ملل وكآبة شديدة لم أستطع تحمّلها وفي نهاية الأمر عدتُ مرةً آخرى إلى الكحول ، فعلاً شعرتُ بأني انسان لا يستحق الحياة وفكّرتُ فعلاً بعدم جدوى الحياة بالنسبة لي. الآن أنا أتعاطى الكحول وهذا أمر يجعلني أشعر بكره مع نفسي واكره نفسي وأكره حياتي لأني لم أستطع التغّلب على تناول الكحول وكذلك عدم شفائي من مرض الاكتئاب، لا أدري ماذا أفعل الآن، فأنا مُكتئب جداً، وأتعاطى الكحول وعلاقتي توترت بزملائي واصدقائي الذين لا يرغبون في تدهور حالتي مع عودتي لتعاطي الشراب، ماهو رأيك في هذا الأمر ولك تحياتي. س. ح - أخي الفاضل، أحترم صراحتك، وأقدّر مُعاناتك مع مرض الاضطراب الوجداني ثنُائي القطب، وكذلك مشكلتك مع تعاطي أو بصراحة أكثر إدمانك على الكحول. مشكلتك للآسف الشديد، هي مشكلة الكثيرين من الأشخاص الذين يُعانون من الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب، وكذلك الذين يُعانون من الاكتئاب. الكحول يُستخدم بكثرة من قِبل الاشخاص الذي يُعانون من الاكتئاب، حتى أن هناك مقولة مشهورة بأن أكثر مادة تُستخدم لعلاج الاكتئاب هي الكحول، حيث أن أكثر الأشخاص يتناولون الكحول لرفع المزاج، لذلك فيُعتبر الكحول أكثر مادة لرفع المزاج و تخفيف الاكتئاب. أنا أعلم بأن هناك صعوبة كبيرة بالنسبة للشخص لترك الكحول والتوقّف عن الشرب. تجربتك في ترك الكحول ربما أعطتك فكرة كيف تكون الحياة أفضل بدون كحول ، برغم أني أعلم بأن الأشخاص الذين يتعوّدون على تناول الكحول لفترة طويلة قد لا تشعر بلذة للحياة إلا بوجود الكحول. للآسف أكثر الذين يُعانون من هذا الاضطراب يعودون مرةً آخرى للشراب إلا في مراتٍ ليست كثيرة يستطيعون التغّلب على الشراب، وذلك بتناول ألادوية التي تُؤخذ لعلاج الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب. ما أنصحك به هو أن تعود مرةً أخرى لأخذ الأدوية الخاصة بعلاج الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب، وخاصةً الأدوية المضادة للاكتئاب والأدوية المثبتة للمزاج، على أن تتوقف عن تناول الكحول أثناء تعاطي الأدوية الخاصة بعلاج الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب. أنا أعلم مدى صعوبة ما تُعاني منه من جراّء الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب وكذلك التعوّد على تناول الكحول، لكن لا بد مما ليس منه بد (كما يقولون) وهو أن تحاول ترك الكحول والاستمرار على تناول الأدوية التي ذكرتها لك مراراً. أكرر بأن الأشخاص الذين يُعانون من الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب، يُعانون كثيراً من نوبات هوس، وهي نوبات مُزعجة للأهل والاصدقاء أكثر، لكن الكآبة مُزعجة للشخص ويُعاني الشخص منها كثيراً، لكن الحياة بدون كحول أكثر إرتياحاً لك ولجميع المحيطين بك. وفقك الله في خطواتك المقبلة في تناول الأدوية و البُعد عن الكحول.