الاضطراب الوجداني * أنا سيدة في السادسة والأربعين من العمر، أعاني من الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب منذ سنوات. لديّ خمسة أطفال؛ ثلاث بنات وابنان. مشكلتي أني أشعر بأن الضغوط النفسية تزيد من شدة المرض عليّ. أعمل ايضاً معلمة وعملي يحتاج التركيز، واشعر الآن بأني لا أستطيع أن أؤدي العمل بالشكل المطلوب وآخذ إجازات مرضية كثيرة مما بدا يُلفت نظر المسؤولين في العمل، خاصةً وأن هذه الإجازات من طبيبي النفسي، أريد أن أتقاعد من العمل لكن عليّ قروضا للبنوك لابد من تسديدها قبل التقاعد، لأني أحياناً في نوبات الهوس أصرف مبالغ أكثر من ميزانيتي وأحياناً أكثر من مُرتبي. المشكلة الأخرى هي أني بدأت أتعوّد على المهدئات، وآخذ أكثر من دواء مهدئ بالإضافة إلى الأدوية المخصصة لعلاج مرض الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب. دائماً أحاول تبرير وضعي للطبيب النفسي المعالج ليصرف لي المهدئات، برغم تحذيره لي من التعّود عليها ولكنها في الحقيقة هي التي تُساعدني، فأنا دائمة الشجار مع أبنائي وبناتي وزوجي، ومباشرةً أتناول حبة من الحبوب المهدئة مما يجعلها تنتهي قبل موعدي. أيضاً ضغوط العمل تجعلني ألجأ إلى الحبوب المهدئة، ولكني لا أستطيع ترك العمل أو التقاعد للأسباب التي ذكرتها سابقاً. أريد مساعدتي في العلاج بصورة جيدة وأن أترك الحبوب المهدئة، وكذلك كيف لي أن أبتعد عن الضغوط النفسية التي تجعلني ألجأ اليها، وكذلك ما هو مصيري كمريضة اضطراب وجداني ثُنائي القطب؟ هل عليّ أن اتناول العلاج طيلة حياتي؟ و. غ سيدتي الفاضلة، مرض الاضطراب الوجداني ثُنائب القطب مرض مُنتشر بشكل كبير بين عامة الناس، ويُشكّل هذا الاضطراب نسبة عالية من المرضى الذين يدخلون إلى أقسام الطب النفسي في المستشفيات العامة وكذلك في مستشفيات الصحة النفسية. يبدو لي أن هذا المرض أثّر بشكلٍ كبير على حياتك، وللأسف هذا وضع مرض الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب الذي يفعل ما فعل بك. يبدو لي أيضاً أن لديك بعض الاضطرابات الشخصية، ربما هذا صحيح وربما لا يكون كذلك، ولكن يبدو لي أيضاً أنك لا تُسيطرين على المرض بشكلٍ جيد. تحتاجين إلى أن يكون مرضك تحت السيطرة بالأدوية وكذلك ربما تحتاجين إلى علاج نفسي واستشارة مختص بالشؤون الاجتماعية والمالية. فمرضى الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب، يقومون عادة بسلوكيات غير جيدة خاصةً، في النواحي المالية كما هو الأمر معك، حيث صرفتي مبالغ كبيرة، أكثر من دخلك، وهذا وضعك في وضعٍ مالي صعب، وجعلك تدخلين في دواّمة القروض من البنوك ولذلك عليك أن تعملي حتى وأنتِ تشعرين بأنك غير قادرة على أن تتقاعدي حتى على أساس طبي، لأن ذلك يضعُك في موقفٍ حرج وصعوبة في أن تقومي بتسديد ما عليك من قروض. أعتقد أن نوبات المرض كثيرة، وأنتِ تتعرضين لمشاكل بسبب هذه النوبات. ربما تحتاجين إلى التواصل بصورة أكثر مع طبيبك المعالج، لمعرفة هذه السلوكيات، وهل هي بسبب نوبات هوس أو اكتئاب. إذا كان النوبات عندك متكررة بصورة أكثر من المعدل المعُتاد بالنسبة لهذا المرض، فربما احتجتي لتغيير العلاج أو تعديله بحيث يتناسب مع حالتك، فبعض مرضى الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب يُعانون من نوبات متكررة بصورة مزعجة ويحتاجون إلى المراقبة الطبية أكثر من المرضى الذين تُسيطر الأدوية على نوباتهم. هناك أدوية مهدئة تُعطى لمرضى الاضطراب الوجداني ثنُائي القطب أثناء نوبات الهوس لتهدئتهم ولكن لا يُنصح باستخدام هذه الأدوية بشكلٍ مستمر، ويبدو لي أنكِ وصلتي إلى مرحلة التعّود، وهذه مشكلة أخرى أيضاً صعبة؛ خاصةً أنكِ أصبحت تلجئين لهذه الأدوية المهدئة في كل مشكةٍ تقعين فيها، لذلك أنصحك بأن تُناقشي هذا الأمر مع طبيبك المُعالج، وأن يحاول أن يُخفف تناولك للأدوية المهدئة، وليس ما تفعلينه في الوقت الحاضر؛ وهو إقناعه بصرف أدوية مهدئة لك. يجب أن تضعي حداً لهذه المشكلة وليس الهروب من المشاكل العملية والأسرية باللجوء إلى الحبوب المهدئة عند كل مشكلة، وهذا يجعلك لا تسعين لحل مشاكلك العملية ولا الأسرية، بل تتراكم هذه المشاكل ويصعُب حلها. للأسف بعض مرضى الاضطراب الوجداني ثُنائي القطب يتناولون الأدوية النفسية لفترات طويلة قد تمتد مدى الحياة، وبالنسبة للأدوية المهدئة أعتقد بأني قد شرحت خلال الرسالة الرد حول هذا الموضوع. تمنياتي لكِ بالشفاء والعافية.